المبدع المتميز الصاعد

القتل سرطان العرب / الطالب المبدع راغب جبر

القتل
” سرطان العرب ”

هذا العالم الكبير ، كان يرتكز على عدة ركائز منذ بداية البشرية فالاحتياج الى الماء والطعام ، العبادة والعمل كانت من الامور الاساسية للاستمرارية في الحياة ، ولكن التنافس والغيرة وُجدتا مع مر الوقت فهذا قابيل قد قتل هابيل بسبب الحقد والمنافسة والغيرة فاصبح هابيل اول من مات على هذه الارض ، اول قتيل واما قابيل فقد كان اول قاتل في هذا العالم .
فيقول الله عزوجل في كتابه العزيز الحكيم ، وتحديدا في سورة المائدة ( الايات 27-30)
بسم الله الرحمن الرحيم
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30)
صدق الله العظيم

وهنا ومن هذه القصة نستدل على ان القتل يأتي بسبب الغيرة والحقد والمنافسة وامور اخرى عديدة تصل احيانا الى امور تافهة يقتل فيها انسان بريئ لا حول له ولا قوة .

ان ظاهرة القتل اصبحت ظاهرة منتشرة انتشار النار في الهشيم وخصوصا في المجتمع العربي ، فأقل ما استطيع ان اطلق عليها ” سرطان العرب ” فالقتل اكبر واقوى من المرض الخبيث ، فالسرطان ينخر في خلايا الانسان فيصيبه وحده دون ان ينقل العدوى لغيره ، اما القتل فهو مرض خبيث ينخر في خلايا المجتمع فيدمره كله دون تهاون ، فهذا قتل ذاك ، ابن عم القتيل سيقتل ابن القاتل ، القاتل سيقتل حفيد قاتل ابنه وهكذا دواليك ، فيموت الابرياء والمظلومين وتستباح الدماء .

وبحسب رايي من الامور التي تؤدي بانتشار هذا السرطان في المجتمع العربي هو عدم ايجاد حل رادع لكل انسان تسول له نفسه بان يتجرد من معاني الانسانية ويقوم بالقتل ، فكم من قضية سمعنا انها حلت على فنجان قهوة عند شيوخنا ومخاتيرنا ؟ وكم من قضية حُلت بدفع مبلغ من المال او ما يطلقون عليه ” الدية ” وبذلك اصبح الدم العربي على وجه الخصوص مهدور وله ثمن .

واني القي قسم من اللوم على مؤسسات الدولة وقوانينها ففي قوانين الدولة اعلى حكم هو المؤبد ، فالدولة تفتقد لقانون الاعدام الذي سيكون كالشوكة في حلق كل من يفكر بالقتل ، وهذا القانون سيقلل وبشكل كبير من ظواهر القتل .

وبحسب ديننا الاسلامي وتعاليمه ، فان القاتل يقتل فيقول الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) (البقرة) .

كما ونشهد تهاون من قبل الشرطة الاسرائيلية في قضايا قتل العرب ، وكأن الدولة تريد للجرائم ان تزداد فنحن ” عرب ” لماذا تضيع الدولة وقتها بالبحث والتقصي ؟ لماذا تهتم بجمع السلاح الذي اصبح اليوم في متناول يد الجميع من القتلة ؟
ان كان القتل منتشرا اكثره ومعظمه عند العرب ، فسينتشر ايضا عند الجانب اليهودي ليحمل بين طياته كل اطياف المجتمع فهذا مرضا خبيثا معدي .

راغب أبوغوش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق