مقالات

الحلقة رقم (21) التواضع من المنهج الإسلامي

وحيد راغب

فالتواضع ضد الكبر , ومن يتواضع لله يرفعه , فلو تواضع إبليس بالسجود لآدم ما لعن وطرد من رحمة الله , ونحن نرى الغير متواضعين متغطرسين , ويسخرون من غيرهم مع أن الله هو الخالق ومقسم الأرزاق سواء فى الشكل واللون والرزق والولد والغنى والفقر قال تعالى “ولا تصعر خدك للناس ولا تمشي فى الأرض مرحا ” لقمان18
والتصغير للخد هو الميل تكبرا ” ولا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم ” الحجرات
وليس من الكبر حسن الثياب كما ورد فى الحديث الذي رواه مسلم وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر كذلك
وفى الحديث ” أن من التواضع لله الرضا بالدون من المجلس ”
فلا يقيمن أحد لأحد من مجلسه ليجلس هو بل يجلس حيث وصل به المكان
وما كان من النمروذ وفرعون إلا التكبر على إبراهيم وموسي ودعوتهما للتوحيد
وما كان من الوليد بن المغيرة وصاحب غطفان إلا التكبر على محمد صلي الله عليه وسلم وعدم الرضا بما قسم الله عز وجل وما اختار , فقد قالوا أنهما عظماء وأغنياء فكيف يتبعون محمد ومن معه الفقراء
وما كان عناد كفار قريش وزعمائهم إلا عدم الرضا بقسم الله للنبوة لمن يختاره , فكيف يرضون بالمساوة مع العبيد الذين أسلموا وهم أسيادهم
وما تفعله الدول الكبري من غطرسة وعدم تواضع ضد الدول الفقيرة , فهم ينسبون لأنفسهم القوة والسيادة وأنهم هم من يختارون من يكون معهم أو ضدهم
وعدم التواضع هو من قسم العالم الى دول كبري ودول صغري فقيرة فهم لا يرضون إلا بالسيادة ولو اشتعلت الحروب وقتل الإنسان بلا سبب
وما يحدث الآن بين الدول المسماة الكبري كالصين وروسيا وأمريكا ما هو ألا عدم تواضع وإنما فرض السيادة بالقوة , وما حدث ونراه هو تجويع العالم وانتشار القتل والإستعمار باحتلال الأرض والإحتلال الإقتصادى
وهذا خليفة المؤمنين عمر بن الخطاب تواضعا يلبس الثياب المرقعة ولا يأكل الحلوي فى عام الرمادة أى الجدب والقحط مشاركة لفقراء المسلمين
وهذا على بن أبي طالب تواضعا أمام القضاء يرفض أن يدعى بلقبه ولا يدعى غريمه بلقب مثله والحديث ” إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لايفخر أحد على حد ولا يبغي أحد على أحد ” رواه مسلم والحديث” وما تواضع أحد إلا رفعه الله ” رواه مسلم
وقال تعالى “واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين “الشعراء 215
” فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقي ” النجم 32
وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يجلس بين أصحابه فلا يميزه من لا يعرفه ويقول أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد , ويقول لا تطرونى عن يونس بن متى
فالتواضع من حسن الخلق ومن الفضائل ودليل على الشخصية السوية التى تعرف قدرها أمام نفسها وأمام الله عز وجل
وكان جرير البجلي يخدم أنس بن مالك لما خرجا معا فى سفر فقال مالك لا تفعل فقال البجلي إنى رأيت الأنصار تفعل ذلك برسول الله فآليت أن لا أصحب أحدا منهم إلا خدمته “متفق عليه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق