اخبار العالم العربيالرئيسيةمنظمة همسة سماء

افتتح المقر الجديد للمركز التربوي للغة العربية حاكم الشارقة يشهد تكريم الفائزين بجائزة “الشارقة-الألكسو 3”

الشارقة 24 - أحمد البيرق

شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية في الشارقة، حفل تكريم الفائزين بجائزة الشارقة الألكسو للدراسات اللغوية والمعجمية في دورتها الثالثة وحفل افتتاح المقر الجديد للمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة.
أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية في الشارقة، عن إطلاق باكورة التحرير المعجمي للمعجم التاريخي للغة العربية، الذي يجتهد في إنجازه أكثر من ثلاثمائة عالم وأستاذ وباحث في أنحاء العالم العربي، يعملون بكل تفان وإخلاص، واعداً سموه وبإذن الله تعالى، أن يتم في السنة القادمة، إطلاق عدد من أجزاء المعجم التاريخي للغة العربية.

جاء ذلك في كلمة سموه التي ألقاها صباح الأربعاء، أمام حضور حفل تكريم الفائزين بجائزة الشارقة الألكسو للدراسات اللغوية والمعجمية في دورتها الثالثة، وحفل افتتاح المقر الجديد للمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، وذلك تزامناً مع الاحتفالات باليوم العالمي للغة العربية.

وقال صاحب السمو حاكم الشارقة في مستهل كلمته: “في البداية هذه تحية طيبة مباركة أرفعها إلى اللغة العربية في يومها العالمي البهيج، متضرعاً إلى الله الكريم أن يهيئ لها حماةً يذودون عن عرينها، ويرفعون رايتها خفاقة عالية، ويعودون بها إلى الواقع العملي رداً جميلاً”.

وأضاف سموه: “إنه لا يخفى عليكم أن اللغة أساس وحدة الأمة، ومرآة حضارتها، وذاكرتها التاريخية، وهي ديوان حكمها وأمثالها، وسجل أشعارها وأخبارها، وتزيد الأمة العربية على غيرها من الأمم أن لغتها هي وعاء للقرآن الكريم، الذي هو مظهر إعجازها، وذروة بلاغتها، وحامل دستورها الخالد، وإن المتابع للأحداث في عالمنا العربي اليوم، يجد أن سهاماً تسدد للعربية، لا إلى حروفها وألفاظها، وإنما إلى نظامها اللغوي الذي يحمل قيمها وحضارتها ودينها وتاريخها، وقد ظهرت قديماً وحديثاً محاولات للنيل من اللغة الفصيحة، عبر دعوات تلبس ثوب الدفاع عن اللهجات العامية تارة بحجة سهولتها، وأطواراً بحجة صعوبة النحو، ومنها ما يتقمص ثوب الثورة على الجمود والأسلوب العربي القديم، وثمة من يروج إلى أن تأخر العرب مرده إلى التزامهم بلغتهم القديمة، ويعتقد أنه من أراد العلا والتمدن والالتحاق بركب الحضارة المتطورة، فعليه باللغات الأجنبية، وهذا كلام بعيد عن الصواب”.

وأكد صاحب السمو، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية في الشارقة، بأن الذي يتخلى عن لغته يعيش منبت الأصل عن جذوره، منقطع الوشيجة مع أهله وعشيرته، مقطوع الصلة مع ماضي أمته وحاضره، وسيلفظه التاريخ ولو بعد حين، ولا شك أن الناجح المفلح هو الذي يعض على لغته بالنواجذ، يتعلمها ويحرص على استعمالها، ويجتهد في المحافظة عليها لأنها حاملة تاريخه، وذاكرة أمته، ومقوم أساسي من مقومات شخصيته، ولا يمنعه ذلك أن يخوض في دراسة العلوم العصرية والإجادة والتميز فيها”.

وأردف سموه قائلاً: “إيماناً منا بأن الأجيال الحالية والقادمة بحاجة إلى أن تعيش كريمة عزيزة، ها نحن نجتهد في تقديم كل ما هو نافع ومفيد لأمتنا في حاضرها ومستقبلها، ورغبة للمحافظة على اللغة الفصيحة، أنشأنا هذه الجائزة “الشارقة – الألكسو”، بالتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، شحذاً لهمم اللغويين المبدعين، ودفعاً لحركة التأليف في اللغويات والمعجميات، فهنيئاً للفائزين في الدورة الثالثة من الجائزة، وشكراً للذين شاركوا ببحوثهم وكتاباتهم، وشكراً للجنة العلمية على ما قامت به من جهود طيبة مباركة في الاختيار والدراسة والتقييم وفرز النتائج بكل نزاهة وموضوعية”.

وزف صاحب السمو حاكم الشارقة بشارة للعرب كافة ولأهل اللغة العربية خاصة قائلاً: “نحن في اليوم العالمي للغة العربية، لا يفوتنا أن نضع بين أيديكم بشارة كنا قد انتظرناها سوياً سنين طوال، فكما وعدناكم في السنة الماضية وفي مثل هذا اليوم، أن التحرير المعجمي للمعجم التاريخي للغة العربية سيبدأ خلال العام 2019، فها نحن أولاء نبشركم بأنه وفي هذا اللحظة التي أقف بين أيديكم، يجتهد أكثر من ثلاثمائة عالم وأستاذ وباحث في أنحاء العالم العربي، يعملون بكل تفان وإخلاص في التحرير في المعجم الذي طال انتظاره، وإني لأراه قريباً بإذن الله وتوفيقه، وهذه باكورة عمل المجدين المخلصين من أبناء العربية، ونعدكم أننا سنلتقي في السنة القادمة بإذن الله وفي مثل هذا اليوم، لنطلق عدداً من الأجزاء من المعجم التاريخي للغة العربية، وهو مشروع العرب جميعاً، تحت مظلة اتحاد المجامع العربية في القاهرة”.

واختتم سموه كلمته قائلاً: “نسأل الله لكل العاملين في هذا المشروع الحضاري التوفيق والسداد، وجعل الله كل ذلك في ميزان حسناتكم جميعاً، ودمتم أوفياء للغة العربية”.

بعدها ألقى الدكتور أمحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، كلمة أوضح فيها دور الشارقة الكبير بتوجيهات كريمة من حاكمها في خدمة اللغة العربية وأهلها، معدداً مجالات العناية التي يحيط بها سموه هذه اللغة في جميع أقطار الوطن العربي سواء من مجامع لغوية أو بيوت شعر، أو مراكز تعليم وتثقيف وغيرهم الكثير.

عقب ذلك دعي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، يرافقه الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر، مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، للتفضل بتكريم الفائزين بجائزة الشارقة-الألكسو للدراسات اللغوية والمعجمية في دورتها الثالثة، والتي تقام بتنظيم من مجمع اللغة العربية في الشارقة، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، حيث حصل على المركز الأول في الدراسات اللغوية الدكتور شوقي بوعناني عن كتابه: مبدأ الانسجام في تحليل الخطاب القرآني من خلال علم المناسبات، بينما حصل على المركز الثاني الدكتور حميد الزيتوني عن كتابه: المعجم القرآني بين الاشتراكين المعنوي واللفظي، وقد حصل على المركز الأول في الدراسات المعجمية الدكتور الحبيب النصراوي عن كتابه: في المعجمية العربية تنظيراً وتطبيقاً، بينما حصل على المركز الثاني بدرية بنت براك العنزي عن كتابها: نحو بناء معجم للمتلازمات اللفظية في المعاجم العربية المعاصرة.

كما تفضل سموه بتكريم الجهات الداعمة للجائزة والمتعاونة معها.

وفي تثميناً للدور الكبير الذي تلعبه جائزة الشارقة الألكسو للدراسات اللغوية والمعجمية في خدمة اللغة العربية، قال الدكتور محمد ولد أعمر مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في كلمة له بهذه المناسبة: “ببالغ السعادة أتشرف اليوم بمشاركتكم احتفالية اليوم العالمي للغة العربية، كما أعتزّ، في الآن ذاته، بهذا اللقاء التكريمي لثلة من الباحثين الفائزين بالدورة الثالثة لـ “جائزة الألكسو-الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية”.

واسمحوا لي في بداية هذه الكلمة أن أتقدم لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، بخالص الشكر والامتنان على رعايته الكريمة الموصولة لهذه الجائزة، تقديراً من سموه لجهود الباحثين والعلماء واللغويين ومكافأة لهم على إنتاجهم، وجدارتهم وتميزهم في البحث اللغوي والمعجمي، فبارك الله في جهوده الطيبة الخيرة وأدام عليه نعمة الصحة والعافية والسداد”.

وأضاف: “لست بحاجة للتأكيد أمامكم، وبهاتين المناسبتين: اليوم العالمي للغة العربية، واحتفالية تسليم جائزة الشارقة – الألكسو، أن التمكن من اللغة أضحى في الأدبيات اللغوية المعاصرة يعني التمكّن والمعرفة، وهذه حقيقة أظهرتها الدراسات اللسانية الحديثة في تحليلها للغة بوصفها كلية اجتماعية ذات صلة بوعي جمعي ورمزي أكثر منها مجرد أداة للتواصل”.

وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية في الشارقة، قد افتتح قبل ذلك وتزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، المقر الجديد للمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، حيث تفضل سموه بإزاحة الستار عن اللوح التذكاري معلناً بذلك تدشين المبنى.

وجال صاحب السمو حاكم الشارقة، في أرجاء مقر المركز، متفقداً المكاتب الإدارية والقاعات التدريبية، ومكتبة المركز والتي تم تزويدها بنظام الفهرسة الإلكترونية ونظام الاستعارة الذاتية والإرجاع الذاتي.

ثم تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة، بإطلاق البوابة الإلكترونية للمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، لتصبح بذلك متاحة للاستخدام من قبل المستفيدين والمختصين.

وبهذه المناسبة ألقى الدكتور عيسى صالح الحمادي، مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، كلمة قدم خلالها أسمى آيات الشكر والعرفان، وعظيم الامتنان، إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على إيلاء اللغة العربية جل اهتمامه، وخلاصة اعتزازه، وعلى مكرمته السامية بإهدائه المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج مبنى مستقلاً بكافة تجهيزاته في مقره الجديد بالمدينة الجامعية في الشارقة؛ ليكون أحد الصروح اللغوية الجديدة في هذه الإمارة الباسمة، إمارة العلم والثقافة، وأيقونة اللغة العربية، كما قدم الحمادي الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، لتشريف سموه بافتتاح المقر، ودعمه المستمر لمسيرة المركز في خدمة اللغة العربية.

كما أشار الدكتور عيسى الحمادي، إلى أن قيادتنا الرشيدة تمتلك الحس الوطني والقومي، والإدراك أن لغة أي قوم عنوان قوتهم أو ضعفهم، تقوى إذا قوي أهلها، وتضعف إذا ضعفوا، كذلك قيادتنا واعية بأهمية اللغة في الحفاظ على أمتنا من التمزق، باعتبارها أحد أهم أدوات تعزيز الهوية الوطنية، وحمايتها هي الحصن الأساس لحماية الهوية الوطنية.

من جانبه قال معالي الدكتور علي بن عبد الخالق القرني مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج، في كلمة له بمناسبة افتتاح المركز: “هذه لحظة سيقبُسها التاريُخ ليأنس بها قارئوه، هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة العزيزة، بقيادتها الرشيدة، قبلة الإنجازات، ومنبع العزائم، ورَّفة القلوب، وهي تهفو دائماً إلى هذا الوطن الجميل، وهذا موقف ستذكره الأجيال، فتبهرهم هالته، هنا في الشارقة الزاهرة، بشيخها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حيث يحق للعربية الجميلة أن تهنأ بعلاه، ويحق لنا أن نباهي بكرم عطائه، كيف لا، وهنا يتسامى الاعتزاُز ليمُثل بين يدي رجل، نادى التشريف للغة السماء: من لي؟ فانبرى له، وتنادى العطاء السامي: بمن أنتخي؟ فكان به”.

وألقى الشاعر الإماراتي عبد الله الهدية الشحي قصيدة بعنوان “مركز الضاد” جاء من بين أبياتها قوله :

أمْسِكْ عليكَ التماهي واعتنق سببا لعزة الضاد كي تستنطق الشهبا
وارفع صدى اللغة المنبوذِ مسرحُها وامحو بأدوارها آراء من عتبا
داري الإمارات إن مدت تسامُحَها للكون مدت لسان العُربِ منتصبا
فلن يضيع لسان الضاد في وطني ما دام سلطان فينا يكرم النّجُبا
ما دام سلطان فينا بحرَ معرفةٍ تروي ثقافتُه من فكره السحبا.

وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة عرضاً مرئياً حول إنجازات وأنشطة وفعاليات المركز منذ انطلاقته في العام 2013، وعرضاً فنياً من أداء طالبات المدارس بعنوان “سلطان العربية”.

كما تفقد صاحب السمو حاكم الشارقة المعرض الدائم بالمركز، والذي حوى تعريفاً بتاريخ الأدب العربي وباتحاد المجامع اللغوية والعلماء والكتب والمؤلفات في مجال اللغة العربية، بالإضافة إلى المعلقات السبع ومبدعيها.

كما طالع سموه محتويات معرض الصور المقام بمناسبة افتتاح المركز، والذي تضمن صوراً خاصة بأنشطة وفعاليات المركز خلال الدورات السابقة، كما دون سموه كلمة خاصة عن المركز في سجل المركز الذهبي، شاكراً القائمين عليه ومثنياً على عطاءاتهم وجهودهم.

وتم كذلك إهداء درع المركز التربوي التذكاري إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وذلك تكريماً لسموه وعرفاناً بجهوده ودعمه المستمر لمسيرة المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة.

حضر تكريم الفائزين بجائزة الشارقة الألكسو، وافتتاح المركز التربوي للغة العربية، إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة، كل من الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، وسعادة علي ميحد السويدي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وسعادة عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وسعادة الدكتور المهندس راشد الليم رئيس هيئة كهرباء ومياه الشارقة، وسعادة الدكتور عبد العزيز عبد الرحمن المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وسعادة علي إبراهيم المري، رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، ومعالي الدكتور علي بن عبد الخالق القرني، مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج، والدكتور محمد ولد أعمر مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وسعادة محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وسعادة خالد بن بطي الهاجري مدير عام المدينة الجامعية، والدكتور عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، والدكتور أمحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية في الشارقة، وجمع غفير من المشتغلين والمهتمين باللغة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق