شعر وشعراء

{{فإنَّ. ثيابَ المعاركِ ليستْ تُعارْ }} شعر :عاطف ابو بكر /ابو فرح

{{فإنَّ ثيابَ المعاركِ ليستْ تُعارْ}}
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
—————————————
كَرَفِّ الزَرازيرِ ،يسقطُ في كلِّ يومٍ عديدُ الصِغارْ

فتَمحو دماءُ البراعمِ عارَ ووهمَ الكبارْ

فيطْلُعُ ورْدٌ،يُطَرِّزُ وجْهَ الخلودِ،ويفْرُشُ فوقَ خُدودِ الروابي
ربيعاً جميلاً وبستانَ حُلْمٍ وغارْ

أراهمْ يُديرونَ ظهراً لعهرِ الحياةِ،يُوَلُّونَ وجهاً
بريئاً طفوحاً بكلّ التحدّي لساحِ الصراعِ
فتحسبُ وجهَ الصغارِ كدُوّارِ شمسٍ،
وأنّى تدورُ الشموسُ يدورُ،بطولِ وعَرْضِ النهارْ

تعالَ،فإنَّ الزرازيرَ تبني صروحاً تفوقُ السحابَ
وكلُّ شهيدٍ قُبَيْلَ ثوانٍ كنَجمٍ أضاءَ،إذا اصْطفَ قُرْبَ
شهيدٍ لتَوٍّ أثارَ البُروقَ ،يُقيمانِ للمجدِ أعلى جِدارْ

أولاكَ تحدّوا الردى في المُهودِ،ورغمَ الطراوةِ ،سِنِّ الحليبِ
فقد سنَّنوا الصخر مثل السيوفِ،وانتمْ تقيمونَ ألفَ احتفالٍ
مَهيبٍ وراءَ البحارْ

تكيلونَ مدْحاً،أيكفي المديحُ لِجُنْدِ الحجارْ؟

وتُعطونَ عهداً ودعماً بحجمِ السرابِ،وليلاً تَدِقّونَ كأْسَ الشرابِ
وعندَ انْتشاءِ رؤوسِ السكارى،يُهَرْوِلُ أعتى خطيبٍ أطالَ المديحَ
وقبلَ الجميعِ لصالِ القِمارْ

هنيئاً مريئاً،فقد تَرْجمَ الآنَ ذاكَ المُفَوَّهُ كلّ الوعودِ
وإنّي أراهُ إذا صبَّ كأْساً جديداً،يصولُ كليثٍ هصورٍ ويُعطي الجوابَ
فوَقْتُ احتساءِ الخمورِ ،يطيبُ لأهلٍ السياسةِ صاحِ الحوارْ

دعوني،أراكمْ جميعاً عُراةً بدونِ الرُتوشِ ،ودونَ لِباسِ الكلامِ الأنيقِ
فهذا الفريقُ بدونِ اتِّزانٍ ،يُداعبُ وهماً بعيدَ المنالِ،وإنّي أراهُ
وقد باعَ ثوبَ العَفافِ ،وأَسْقَطَ أوراقَ تُوتِ الحياءِ،وظنَّ السقوطَ طريقاً قصيراً
فصارَ السقوطُ هواهُ،وصارَ السقوطُ لهذا الفريقِ الخِيارْ

وماذا أقولُ لِذَيْلٍ قصيرٍ وَزِيفٍ يُمارَسُ باسْمِ اليسارْ؟

وماذا أقولُ لكلّ اتّجاهٍ عقيمٍ ،إذا عنهُ يوماً أزَحْنا القِناعَ،فتحنا الدفاترَ
ثمَّ أتَيْنا بكلِّ قتيلٍ لِيُدْلي،فماذا تكونُ النتيجةُ إمَّا عنِ الغدرِ والقتلِ زِحْنا السِتارْ

أقولُ الحقيقةَ،إنّي أراهمْ يبيتونَ ليلاً بدونِ اخْتلافٍ،وصُبْحاً يُوَزِّعُ ساعي السفاراتِ نصَّ التمايُزِ
يُذْعِنُ هذا وذاكَ الفريقُ،وما بينِ هذينِ أيضاً، لِأعلى قَرارْ

دواليكَ،ليلاً وصُبحاً وظُهراً وعَصراً،فلُعبةُ كلّ اتّجاهٍ وَأدوارُ كلّ اتّجاهٍ
تصُبُّ بنفْسِ السياقِ ،تدورُ سِنيناً بِذاتِ الإطارْ

هلمُّوا،فقد أفسدَ الزُغْبُ والرَجمُ،روتينَ أغبى ،وعفواً أذا قلتُ {أَخْرَى} مَسارْ

فهَبَّتْ عليكمْ رياحُ الصغارِ العِسارْ

وحَلَّتْ بكلِّ القبائلِ كلِّ الفصائلِ كلِّ الدكاكينِ ،إلَّا فصيلُ الحجارةِ
فهوَ فصيلُ الفصائلِ،ريحُ الدَمارْ

وإنّي أقولُ،بأنَّ المباغي وعجْزَ المواقفِ زورُ التمايُزِ،ثمّ مواخيرُ قصْفِ الكلامِ
تُوحِّدُ أقصى وأقصى القبائلِ،ما بينْ قوْسينِ عجْزاً،فيسْقُطُ سينٌ وصادٌ ونونٌ
غداةَ يهِلُّ امْتحانُ الحجارْ

وقد هلَّ ،فالبعضُ إمَّا تحَسّسَ جيْباً لِكَشْفِ الرصيدِ بيومِ الحسابِ
فرَغْمَ التَشَّدّقِ ليلاً نهاراً،فإنَّ الحصيلةَ صِفْرٌ وعارْ

فمَنْ منكُمُ قد أعَدَّ الرِكابَ، الدروسَ ،وعنْ ظهْرِ قَلْبٍ يُرَدِّدُ
آياتِ حربِ الحجارةِ ،كيما يفوزُ بأيِّ اخْتبارْ؟

وإنّي اقولُ جِهاراً وصوتي يُجَلْجِلُ حتّى المَدارْ

أيَكفي بيانٌ خجولٌ لِسَتْرِ خُواءِ الصغارْ؟

أتكفي المساحيقُ ثمَّ الطَنينُ ،لتزْيينِ عُقْمٍ مُقيمٍ وقُبْحٍ تَأَصَّلَ
صارَ تراثاً كريهاً ونَقْشاً دميماً بوجهِ الكبارْ؟

أتكفي البلاغةُ ،إلقاءَ بعضِ المواعظِ،منْ دونِ سيفٍ ورمحٍ وخيلٍ ورجْمٍ
لإثْباتِ حُسْنِ النوايا وحُسنِ الأَداءِ،وعنْ وجهِ هذا المسمَّى أميناً
وذاكَ المسمّى لواءً،وليسا على قدْرِ تلكَ النُعوتِ،وذاكَ المُوَشَّى بألقابِ كِسرى
ولمْ تمْسَسِ النعلُ أرضَ المعاركِ يوماً كبعضِ العربْ،إزالةَ ظلِّ الهزائمِ مثل الغبارْ

و إنّي اقولُ لكمْ ساستي باختصارْ

بأنّ الحقيقةَ مثل الشموسِ،وغربالُ تلكَ السياسةِ فيهٍ الثقوبُ بِعَدِّ الرمالِ
فمهما بذلتمْ جُهوداً ،فلن تصبحوا ذاتَ يومٍ لِسانَ الحجارْ

ومهما ادَّعَيْتمْ ومهما اعْتمرتمْ بِزِيِّ القتالِ،فلن تحملوا ذاتَ يومٍ
كَأُمٍ رؤومٍ تُناوِلُ إبْناً عَتاداً،حجاراً،قلوباً عظاماً جِسارْ

فكونوا ولو بعضَ وقتٍ ،كَنَمْلٍ ،على ثُقْبِ أرضٍ يَغارْ!!!

فقولوا وزِيدوا،فلن يسترَ القولُ ،عوْراتِ أيٍّ منَ القائلينَ ،الذينَ إدا قيلَ هَيَّا
ترى الوجهَ فوراً غَشاهُ السوادُ،فصارَ المُحَيَّا بلوْنِ سوادِ الخِمارْ

ومهما اسْتَعرتمْ كلاماً يهزُّ الجبالَ،ومهما سبحتمْ وراءَ الخيالِ
فلنْ تقطفوا ذاتَ وهمٍ ثمارَ المُحالِ،ومهما لبستمْ ثياباً تُماثِلُ زِيَّ القتالِ
فإنَّ اللباسَ الوحيدَ المُزَكَّى ،لباسٌ تَعَفَّرَ في المعمعانِ
فأرضُ المعاركِ تُلْبِسُ منْ بستحقُّ ،ثيابَ الفَخارْ

فعودوا جِميعا لِسوهو ،لِماخورِ تلكَ السياسةِ،عودوا،
منَ الجِلْدِ حتّى عُراةً،{فإنَّ ثيابَ المعاركِ ليستْ تُعارْ}

وإنَّ مفاتيحَ هذا الزمان الجديدِ بِكَفِّ الصغارْ

وبالرَجمِ بالرجمِ والطعْنِ والدهْسِ والحَرْقِ يجنونَ أحلى الثمارْ
وبالرجمَ يُفرضُ نِعْمَ انتصارْ

فظلُّوا قعوداً يتامى،فإنَّ انتصارَ بلادي أكيدْ
فَمِنْ كلِّ جرحٍ رَعوفٍ ،تُغَمِّسْ تلكَ الحجارةُ مليونَ لَوْنٍ ولوْنْ
وترسمُ فوقَ سوادَ اللبالي،انْبِلاجَ النهارْ،،
——————————————————–
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح

{{يافا عروس البحر}}
———————–
واحةٌ خضراءُ يافا
قدْ توَشَّتْ بالنجومْ

ترْكبُ البحرَ وتمضي
كلَّ فجْرٍ للغيومْ

حاطهاالبحرُ كَخَصرٍ
وبها الطيرُ تحومْ

كلَّما حلَّ غروبٌ
حَمَّمَ اليمُّ النجومْ

كانتِ الحصنَ منيعاً
وبهِ تحمي التُخومْ

فانظروا ماذا دَهاها؟
وانظروا حقدَ الخصومْ؟

اجْهزَ الغازي عليها
فانْمَحَتْ مثلَ سَدومْ

إنَّهُ صهيونُ فِعْلاً
بَثَّ في الأرضِ سمومْ

عاثَ في الدنيا خراباً
هكذا يبني الشلومْ

فَاحْفِروا للوَهْمِ قَبْراً
وَاقْحَموا خطَّ الهُجومْ

كلُّ منْ بايَعَ وهْماً
كان في شِبْرٍ يعومْ

قبلهُ الإفرنجُ جاؤوا
وتواروا في وُجومْ

حكْمةُ الأيامِ قالتْ
ليسَ منْ غَزْوٍ يَدومْ
——————————
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح
٢٠١٦/١١/٢٨م و

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق