الرئيسيةمقالات

للناس المهللين بفشل منح الثقة لحكومة الحبيب الجملي..

بقلم : الاعلامية حنان العريض

جعلتم من نبيل القروي #بطلا لعدم تزكيته لمشروع حكومة الجملي في حين أن #البطولة للسيد الحبيب الجملي الذي قدم مصلحة الوطن على مقايضة القروي حيث طلب إسقاط ملفه القضائي مقابل منح الثقة
* حبيب الجملي كثيرة هي الهانات التي سُجلت في حقه (ضعف المناورة السياسية.. سوء تقدير في عدد من الخيارات..) وهي مسائل تُعالج وتُكتسب بالدربة إن كانت عين الرضى تصونه إلا أن عين السخط مُسلطة اشعتها. ماذا فعل المناورون المتدربون الفاسدون (وأتعالى عن ذكرهم).
لست من انصار الجملي ولست ضده، ولكني تابعت جلسة منح الثقة على مداها بكثير من الدقة والانصات لأهميتها. الرجل كان موضوعيا في خياراته وليس مطلوب منه الكثير من التفصيل والتدقيق فهي مسائل عمل جماعي بإشراف وزير وفرق تنفيذية وخبراء وتقنيين. المهم انها برامج مهمة ونحتاج المُضي فيها لتصحيح الانزلاقات الشاملة.
تابعت مداخلات النواب. مداخلات في مجملها حقد إيديولوجي وعقد نفسية ومقت. غاب فيها الفعل السياسي وحضر كل شيء آخر. قلت في مجملها لأني استثني بعض الملاحظات على أهميتها قدمت في شكل شتائم. يُشرعون الحقوق والحريات ويفردونها بباب كامل في الدستور ويقع تفريعه بنصوص اخرى إلا أنها تبقى حبرا يخُطون به ضمانات حقوقهم فقط. اما الآخر فيستبحون كل متعلقاته. نعم ملاحظات جيدة بل أساسية تكشف الحدود والضوابط لمسائل غابت عن الرجل (والأرجح لغفلة منه) إلا انها سِيقت بإنحطاط اتصالي عال وغير مسؤول إن شدّت انتباهي في كثير منها ولفتت نظري الكثير. وهنا اشكر أصحابها.
عادت الكلمة للجملي ليسوق ملاحظاته ورُدوده. هنا كانت المفاجأة. فكثير مما جاء في مداخلات النواب افتراء حتى لا اقول أشياء أخرى. يستقون حججهم من هنا وهناك ولا يكلفون انفسهم عناء التثبت وهو واجبهم الاصلي. يتقولون ويُثبتون أشياء باطلة فقط ليثأرون لخيباتهم.
ما هكذا نُحاجج الخصم. الأخلاق أساس المعاملات. كن قويا بعمق مضمون خطابك. ليست معركة ثيران. هي معركة سياسية نعم، ولكن حافظوا فيها على حسن ولطف المعاملة.
كثيرون لا أخلاق سياسية لهم ونعلم جيدا ماضيهم السياسي وماذا فعلوا في شعب بائس وكيف وصلوا به حد التفقير والتهميش وبات مطلبه الوحيد الحق في الحياة. هؤلاء وبفضل ضحاياهم، حدثوننا عن الأخلاق السياسية وهم فاقدوها. حدثوننا عن الانتهازية بمختلف ألوانها وهم أربابها. حدثونا عن الفاسدين ونسوا أنفسهم. حدثونا عن البؤس الاجتماعي وهم صانعوه. حدثونا عن كل دنائة اسسوا لها. كل تلك الأحاديث اطنبوا في قتامة تلوينها ونسوا أنهم من رسموا مشهدها القاتم.
للأسف للديمقراطية اكراهات ووجودهم في المشهد البرلماني اكبر إكراه.
في مجلس النواب كل الألوان السياسية وجب احترامها احتراما لإرادة وخيارات الناخب. ولكن تصحيح ذلك المسار الخاطئ بات شأنا ضروريا مُلِحا لتنظيم الحاجيات الضرورية والشأن العام.
تقديري دائما لشرفاء كل وطن. النضال ألوان والمقاومة ألوان. ويبقى أدقها نضال الذات ومقاومة الذات من كل رغبة هادمة ومن كل فساد. وقد تكيد لنا أنفسنا وتُزين ذاتنا فتَحيد بنا عن العدل والانصاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق