شعر وشعراء

حلب الشهباء -شعر د.معتز قطب

imageحلب الشهباء

في القُدسِ والشَّامِ أم بغدادَ أم حَلبِ
نَادى صَغيرٌ على المَوتى من العَربِ؟

رأتهُمُ العينُ أشلاءً ممزقةً
والقلبُ منفطرٌ من شدةِ الغَضبِ

يا ويحَ مَن تَرَكَ الأشرارَ تَنهَشُهُم
وأدخَلَ الرأسَ كالنعامِ في التُّرَبِ

أخا العروبةِ يا همًّا أسيرُ بِهِ
فِي الجاهليةِ لَمْ تُعرضْ عَن النسبِ!

أينَ المروءةُ في الجيناتِ سائدةً
قد أصبحت طفرةً في الأهلِ والعَصبِ

ما يملكُ الفردُ منَّا غيرَ مَكرُمَةٍ
من الدعاءِ لمن يشكو من الكُرَبِ!

قد صادرَ الظلمُ مِنَّا كلَّ أسلحةٍ
حتى السيوفَ وإن كانت مِن الخشبِ

يا ربِّ في حلبَ الشهباءِ ملحمةٌ
أتت على الدُّورِ والأطفالِ واللُّعَبِ

يا ربِّ سلِّطْ على الأشرارِ قاطبةً
ما ذاقَ فرعونُ قبلَ الموتِ من تعبِ

يا ربِّ رُحماكُ من إثمٍ ألمَّ بِنَا
حتى قضيتَ قصاصَ الذنبِ والعَتبِ

يا ربِّ ضَاقت فَفرِّجْ همَّ أمَّتنا
ورُدَّ للشامِ طعمَ التينِ والعنبِ

وأطلقِ الناسَ مِن أغلالِ سادَتها
كي تُنقذَ القُدسَ والأقصى مِن اللهبِ

فَرجْ على أهلنا في كلِّ عاصمةٍ
مِن العواصمِ كي تُشفى مِن العَطبِ

إنَّا كفرنا بأطيافٍ معدَّدةٍ
ما جاءَ مِنها سوى التضليلِ والكذبِ

إنَّا دعوناكَ – مولانا – بكُربتنا
فأنقذِ الأهلَ في الدُنيا من النَّصَبِ

وطهرِ الأرضِ مِمن ذَلَّ إخوتنا
والظَالمين من الأعرابِ والرُّتَبِ

وأعطِ – يا ربِّ – من ساسوا رعيتَهم
شيئاً من الدينِ والأخلاقِ والأدبِ

ورُدَّ يا ربِّ ثوباً كانَ يَستُرنا
من الحريرِ أوِ الديباجِ والقصبِ

مقالات ذات صلة

إغلاق