مقالات

لماذا غيبت المرأة الفلسطينية من لجان المصالحة ؟

لماذا غيبت المرأة الفلسطينية من لجان المصالحة ؟
هدي عليان تدعو في حديثها لـ”البيادر السياسي” إلى إشراك المرأة في لجان المصلحة وتؤكد على قدرتها القيام بدور بارز في تحقيق المصالحة

* هناك جهات مستفيدة من الانقسام الذي عمل على تفتيت النسيج الاجتماعي والوطني
* نضع مائة خط تحت بعض الفصائل التي ادعت أن المرأة لم تكن شريكاً في النضال
غزة- خاص بـ”البيادر السياسي”:ـ تقرير/ محمد المدهون.
بالرغم من الدور الكبير الذي اضطلعت وتضطلع به المرأة الفلسطينية في شتى الميادين والمجالات في الساحة الفلسطينية، وبالرغم مما سطرته من نضالات وبطولات في مختلف مراحل النضال الوطني الفلسطيني، مما يؤهلها لتكون شريكاً إلى جانب الرجل في كافة المراحل والمحطات القادمة، إلا أنه يلاحظ أن هناك غياباً للمرأة الفلسطينية في مرحلة المصالحة، ومن اللجان العديدة التي تشكلت، فهل غُيّبت المرأة بقصد من لجان المصالحة ؟ وما هو الدور الذي ممكن أن تلعبه في هذه المرحلة ؟.. هدي عليان عضو المجلس الإداري للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية قالت لـ”البيادر السياسي”.. نحن كنساء فلسطينيات شركات في النضال والدم وكل تجارب النضال التي خاضتها الفصائل الفلسطينية، وشعبنا الفلسطيني.. وأضافت: نحن شركاء جنباً إلى جنب مع الرجل في كل القضايا الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومن هذا المنطلق، لا بد أن يكون لنا دور في المصالحة الوطنية، لكن للأسف لم تقدم لنا دعوة للمشاركة في لجان المصالحة، أو في الحوار الفلسطيني الذي عقد في القاهرة قبل شهر أو شهرين أو حتى الحوارات التي جرت قبل عام، فلم يقدم دعوة لأي امرأة فلسطينية، وعلى هامش الحوارات كانت المرأة المستقلة فقط الموجودة في هذه الحوارات، لذلك نحن نوجه احتجاجاً شديد اللهجة إلى فصائل منظمة التحرير، وإلى المعنيين بوجود المرأة ومشاركتها ونضالاتها بأن تكون المرأة شريكة في صنع القرار، لأن المصالحة من القضايا المهمة لشعبنا الفلسطيني،
إشراك المرأة
وأكدت عليان أن للمرأة دور مميز وبارز في ترك بصمات في هذه الحوارات.. نحن نطالب القيادة الفلسطينية وبالدرجة الأولى الأخ الرئيس أبو مازن بإشراك نساء فلسطينيات في هذه الحوارات، وهناك نساء متمكنات وقيادات وكادرات وعلى كفاءة عالية بإبراز دورهن كنساء في أي حوارات تجري أو أي لجان مصالحة هنا وهناك، وتابعت عليان: لقد شاركنا في كل المراحل النضالية، وهناك الأسيرة والشهيدة والجريحة والوزيرة وعضو المجلس التشريعي، كما شاركت المرأة في مهمات عالية جداً، وتستطيع أن تبرز دورها وتترك بصمة في كل المجالات وخاصة لجان المصالحة.
وفي ردها على سؤل حول ما إذا كان عدم إشراك المرأة في لجان المصالحة المختلفة ناتج عن جهل بالدور الذي ممكن أن تضطلع به، أم أنه تهميش مقصود للمرأة ؟ أجابت عليان: نحن ناقشنا هذا الموضوع مع بعض التنظيمات الفلسطينية، فهناك من يعارض، وهناك من يؤيد، وهناك من يخطئ نفسه أيضاً في عدم مشاركة المرأة في لجان المصالحة والحوارات السابقة.. هناك من يدعي أن المرأة لم تكن شريكاً في النضال، وهنا نضع مائة خط تحت بعض الفصائل التي ادعت ذلك، وهم يعرفون أنفسهم جيداً، وكان هناك نقاش واحتجاج على هذا الموضوع، وهناك فصائل تم الضغط عليها من قبلنا كنساء، حيث طالبنا بضرورة أن نشاركها في لجان المصالحة والحوارات.
دور مميز
وفي معرض ردها على سؤال حول الدور الذي ممكن أن تلعبه المرأة الفلسطينية في تعزيز المصالحة الوطنية في هذه المرحلة، قالت عليان” من الممكن أن يكون للمرأة دور مهم في قضايا عديدة، مثل التحشيد والوصول إلى النساء، وخاصة المرأة المتضررة من الانقسام ومن ما جرى في الخمس سنوات السابقة من اعتداءات عليها وأسرتها، فالمرأة لها تأثير في الأسرة والمجتمع والشارع والمؤسسات أيضاً، حيث أنه من الممكن الوصول إلى النساء لتذليل العقبات، وخاصة أن المرأة تلعب دوراً مميزاً في الأسرة والمجتمع، فهي قادرة على لعب دوراً هاماً في القضايا الاجتماعية وتشكيل لجان نسوية في المحافظات للوصول إلى الهم العام لشعبنا الفلسطيني، وتحسس قضايا شعبنا من جراء الانقسام ونتائجه، كذلك ممكن أن يكون للمرأة دور في الدواوين والمجالس المشتركة، فضلاً عن المؤتمرات وعمل لجان للضغط والتأثير، حيث نتلمس قضايا النساء والشارع ونرفعها من خلال عرائض تقدم للجان المصالحة لتسهيل عملية المصالحة وتذليل العقبات التي تعترضها.. للأسف نحن لم نتلمس حتى الآن كنساء أي شيء على الأرض، لذلك ندعو إلى ضرورة الإفراج عن المعتقلين السياسيين وعدم تصنيفهم إلى مسميات مختلفة، كما يدعي طرف هنا وطرف هناك.. نتمنى كنساء فلسطينيات أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين، وندعو إلى أخذ هذه المبادرة بالسرعة الممكنة.
جهات مستفيدة
وبماذا تفسرين كمرأة فلسطينية تأخر تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه على أرض الواقع ؟
أجابت عليان: من خلال احتكاكنا بالشارع وبالمرأة والقيادات نتلمس أن هناك عقبات تعترض تطبيق المصالحة، وهناك جهات مستفيدة من الانقسام وعدم تطبيق المصالحة، فلها مصالح شخصية وحزبية ودولية وعربية وإسرائيلية من عدم تطبيق المصالحة وإنهاء الانقسام، لذلك لابد من العمل على وضع قضيتنا الأولى على جدول أعمال شعبنا الفلسطيني وترك كل القضايا الجانبية، لأن الانقسام له دور في تفتيت النسيج الاجتماعي والوطني، وعدم متابعة قضايانا الأساسية وهي القضية الوطنية قضية فلسطين.
وما هي الرسالة التي تحملونها ؟
قالت عليان: رسالتنا للفصائل.. نحن شركاء معكم في النضال ونريد أن نكون في لجان المصلحة والشراكة التامة، فنرى أن هناك تهميشاً للمرأة من قبل الفصائل الفلسطينية، رغم أننا نلعب دوراً نضالياً ونحمل السلاح جنباً إلى جنب، ولكن في الحوارات والقضايا المهمة والمفصلية والرئيسية تستثنى المرأة منها، بمفاهيم اجتماعية خاطئة وموروث ثقافي مازال باتجاه دور المرأة وفعالياتها في مجتمعنا الفلسطينية.
وهل من كلمة توجهينها للفصائل في هذا الخصوص ؟
قالت عليان: أتمنى على فصائلنا أن نكون شركاء حقيقيين في كافة الأمور لأننا كنا ومازلنا شركاء في الدم والنضال وفي كافة مراحل من نضالات شعبنا.. نتمنى إشراك المرأة في كل لجان المصالحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق