اقلام حرةالرئيسية

الجهة السابعة / المحامي حسن عبادي

ابتدأت رحلتي الصحراويّة بلقاء أحمد وحسام في سجن نفحة، ومنه إلى سجن ريمون الصحراوي للقاء الأسير كميل أبو حنيش للمرّة الثالثة (كان اللقاء الأوّل يوم 3 حزيران الفائت، واللقاء الثاني يوم 25 آب)؛ تعانقنا طويلًا طويلًا عبر الحاجز الزجاجيّ المقيت وباغتني بالسؤال بدايةً عن أحوال شادن، ديمة وسميرة، وأحفادي ماهر وليم.
تحدّثنا عن مشروعه الأدبيّ وشطحاته النقديّة في الفترة الأخيرة، أشعاره ودراساته، والعمل الروائي القادم، الجهة السابعة تحترق في فضاء اللقاء، شطحات وخيال ولجوئه لحاسّة الشمّ ليشمّ ريحة الماضي، كوكتيل من الحبّ والموت والانبعاث والفانتازيا بتوليفة رائعة.
سألني عن لقائنا بعائلته في الغور؛ أعادني بأسئلته إلى زنازين المسكوبيّة ومحقّقي الشاباك في بداية ثمانينيّات القرن الماضي، طلب أن أصف له البيّارات بحمضيّاتها، نبع الماء، الخضرة البلديّة وخضرة الدفيئات، طبخة أم كميل، وأحاديث أبو كميل، فلا تروح عليه شاردة أو واردة.
خلال اللقاء تبيّن أنّ الأسير عاهد يوسف موسى أبو غلمة قد “تبخّر”، كان من المفروض أن ألتقيه بموجب ترتيب مسبق، وفجأة “أرض انشقّت بلعته”، لم ينجح السجّان بالعثور عليه فثار كميل على سجّانه يوبّخه، دون جدوى.
حقًا، شتّان بين أن تطّلع على أدب السجون وبين لقاء أديب خلف القضبان!!!
لك عزيزي الكميل أحلى التحيّات، على أمل أن نلتقي قريبًا في حيفانا التي تحبّ ومنها نعرّج معًا إلى الجفتلك والغور.
حسن عبادي
حيفا 15 كانون ثاني 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق