“الحسم “في ميزان السنة النبوية المشرفة .

“الحسم “في ميزان السنة النبوية المشرفة .
بقلم : حسن حسين الوالي .
رجل إصلاح سمعته يتحدث نقل عن الشيخ عبد الكريم الكحلوت رحمه الله مفتى غزة بأنه قال : ان الدم الذي سفك في 2007 سيستمر أثره فى المجتمع حتى 500عام فنحن مجتمع قبلي و عشائري ” على الرغم من عدم الدقة في تحديد الفترة الزمنية التى ذكرها الشيخ الكحلوت إلا انها تعكس فهم ديني سليم و مسؤول و اهتدى بالفطرة السمحة للاسلام الى حقائق سسيولوحية هامة .
“الحسم ” مصطلح لم نسمع به في السياسة إلا عندما نفذته حماس بانقلابها على السلطة وعلى منظمة التحرير عام 2007 هو حدث قامت به حماس ضمن مسوغاتها الخاصة السياسية و العسكرية وهما أمران لن أخوض بهما الآن ولكن حماس ماكانت تقوم بهذا الأمر إلا بوضع مسوغ ومبرر ديني لأعضائها وللآخرين … بقرآن وسنة او سيرة نبوية
انا لا ادعى معرفتي الواسعة بالفقه والفتوى … ولكن امتلك معرفة متواضعة بالسيرة النبوية ولدي منهاجى الخاص في التحليل و الاستنباط المنطقي فأنا لا أتعامل معها كقصص وحكايات بل أتعامل معها كدلالات على تفاعل هذا الدين بالمجتمع زمانا ومكانا هي مجتمع وزمان ومكان فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوة غضة لم يشوبها لا كذب ولا هوى نفس ولا بدع .
نعود لفكرتنا الأساسية ” الحسم “.
بالرجوع للسنة النبوية المشرفة نجد أن مسار الدعوة الاسلامية في الحقبة المكية قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ارتكزت على الدعوة والتبليغ ولم ياتى أمر رباني للمؤمنين بالجهاد او القتال وهذا أمر طبيعى وإنساني. فالاسلام يريد بناء مجتمع متين متماسك وهذا لا يتحقق في مجتمع يعيش فيه القاتل و اولياء المقتول بجانب بعضهم البعض بشكل يثير الاحقاد والثارات .
وفي المرحلة المدنية بعد الهجرة مباشرة بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في تعزيز البناء الاجتماعى و معالجة كافة أشكال الأمراض التى كانت تعتريه فاصلح بين القبائل و أخى بين المهاجرين والأنصار وأقام دولة تستند على دستور او عقد اجتماعي بين جميع مكونات المجتمع كله على اختلاف معتقداته و حسبه ونسبه واعراقه سميت بوثيقة المدينة .
وعلى صعيد العلاقة مع قريش رب العالمين لو شاء لاعطى نبيه صلى الله عليه وسلم القدرة والتمكين وأمره بأن يفتح مكة في أول سنة من هجرته للمدينة ولكنها سنن الخالق وأخلاق النبوة السمحة ورسالة الدين الذي لم ينزل إلا رحمة للعالمين فكانت معركة بدر وكافة المعارك خارج مكة بين جيوش بعيدا عن مكونات المجتمع المكي .. ثم كان صلح الحديبية تمهيدا واقترابا من المجتمع المكي كمقدمة للفتح العظيم لمكة المكرمة الذي لم تراق فيه قطرة دم وتم الحفاظ على كرامات الناس وحقوقهم وصيانة المجتمع المكي من ويلات الشقاق والحقد الذي كان ممكن ان يولده القتل وأعمال الحرب والقتال مهما كانت الغاية شريفة ومقدسة.
ثم تأتى القضية الاخرى فمكة أحب بقاع الأرض على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه بعد فتحها لم يقم فيها كسنة نبوية اتبعه فيها معظم الصحابة حتى لا تظل في قلوب أهلها ثارات ممكن ان تولدها ذكريات من قتل لهم في الحروب إذا رأوا من قتله من الصحابة والعكس قائم كذلك بالنسبة للصحابة .
هذه سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في مجتمع جهل وكفر ….
فهل حماس بحسمها العسكري عام 2007 كانت تسير على هذه السنة ؟
فما بالك أن كان هذا الحسم بين موحدين يشهدوا بأن لا اله إلا الله محمد رسول الله .