اخبار اقليميه
3 أسباب جعلت الرئيس لا يرتجل في خطابه أمام البرلمان همسة سماء الثقافه
اعتاد الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطاباته، منذ توليه الحكم، على الارتجال والخروج عن النص والتحدث بلغة شعبية بسيطة، إلا أنه خلال افتتاحه الدورة البرلمانية، اليوم السبت، التزم بنص الكلمة المكتوبة دون ارتجال، وهو ما أرجعه سياسيون وإعلاميون إلى ثلاثة أسباب هي “طبيعة الخطاب البروتوكولي ونوعية النواب والخوف من السخرية من استرسال الرئيس”.
وقال صفوت العالم، أستاذ العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن خطاب الرئيس اليوم أمام البرلمان من المرات القليلة التي حرص فيها على الالتزام بنص الكلمة ولم يرتجل أو يسترسل كعادته، مرجعا ذلك إلى إدراكه لأهمية الخطاب التاريخية وأنه يضع دستور عمل لمجلس النواب.
ووصف العالم، خلال تصريح لـ “مصر العربية”، عدم استرسال الرئيس بـ” الذكاء “، موضحا أن إدراكه لنوعية النواب جعلته يحرص على عدم الارتجال، بحيث يطفى الطبيعة الرسمية على الخطاب حتى لا يطرح مجالا للحوار المتبادل مع النواب، وهو يعلم بوجود نوعيات مثل “مرتضى منصور وتوفيق عكاشة” وغيرهم من النواب الذين قد يثيروا قلاقل أو يعلقون على كلام الرئيس.
وأضاف الأستاذ بكلية الإعلام، أن خطاب الرئيس يؤكد على علاقة إيجابية متبادلة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، باستخدام كل منهم دلالات رمزية على ذلك، منها استهلال النواب لكلمة الرئيس بالتصفيق والترحاب، و تأكيد الأخير على احترامه للسلطة التشريعية .
وأرجع سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، عدم ارتجال الرئيس هذه المرة، إلى أنه يلقي خطاب بروتوكولي يسلم فيه السلطة التشريعية إلى مجلس النواب، أراد فيه طرح عناوين فقط لإنجازاته في المرحلة الماضية وخطته المستقبلية.
وأشار صادق، إلى أن الارتجال في خطابات الرئيس يؤخذ كنقطة ضعف عليه ويثير السخرية دوما، وهو ما جعله يدرك بخبرة عام ونصف من الحكم ضرورة تجاوز هذه المشكلة ويحسن لغة الخطاب بما يفوت الفرصة على انتقاده.
وفي نفس السياق، رأى جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الرئيس يقع دائما في خطأ الارتجال على مدى العام والنصف الذي حكم فيهم البلاد وهو ما يثير سخرية الكثيرين، لذلك حرص في كلمته أمام مجلس النواب على الالتزام بنص الكلمة المكتوبة حتى يتجاوز هذه الأخطاء ويظهر بشكل أكثر ثباتا أمام النواب والمواطنين.
ولفت فرويز، إلى أن أكثر ما برز في خطاب الرئيس هو إصراره على مواجهة الإرهاب الذي بدى واضحا من لغة جسده أثناء حديثه على مواجهة الإرهاب، الذي كلف البلاد الكثير من الوقت والجهد والمال وحرصه على الانتقام من الجماعات الإرهابية.
ونوه استشاري الطب النفسي، إلى أن الرئيس حرص في خطابه على رفع الروح المعنوية لجهاز الشرطة وتوجيه التحية لهم، بعد الهجوم عليهم من جهات متعددة أخرها الأطباء بالأمس، مؤكدا أن الخطاب لم يأت بجديد.