اخبار العالم العربي
عباس: التقيت كيري 42 مرة وتهاتفنا مئات المرات دون جدوى وديع عواودة
انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدور الأمريكي حيال القضية الفلسطينية وقال إنه التقى وزير الخارجية كيري 42 مرة، علاوة على مئات المكالمات الهاتفية «ورغم أنني أشكره على مسعاه لكن دون جدوى».
واستقبل الرئيس عباس صحافيين من فلسطينيي الداخل من بينهم مراسل «القدس العربي» الليلة قبل الماضية في مكتبه في رام الله بترتيب لجنة التواصل بقيادة محمد المدني ومشاركة رئيس لجنة المتابعة داخل أراضي 48 محمد بركة. وقال عباس إن فرنسا قوة محترمة لكنه رجح ألا تتمكن من فرض موقفها على الولايات المتحدة.
بالتزامن قال إن السلطة الفلسطينية متجهة لمجلس الأمن من أجل العمل على وقف الاستيطان الذي بات يهدد جديا مبدأ حل الدولتين المدعوم من المجتمع الدولي، بالإضافة إلى المطالبة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، مستذكرا وجود قرار دولي بذلك يجب تطبيقه وينص على ضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني ونزع سلاح المستوطنين اعتبر الرئيس عباس أن الانتفاضة الفلسطينية التي نشبت في الصيف الماضي مردها أن الفلسطينيين فاض بهم نتيجة انتهاك الحقوق واستباحة الحرمات وعلى رأسها المسجد الأقصى.
أمريكا لا بنت خالي ولا بنت عمي
وشدد عباس على أن الجانب الإسرائيلي يخرق كافة الاتفاقات معه منذ اتفاقية أوسلو عام 1993 وأشار إلى اقتحامات الجيش لمناطق السلطة يوميا وقتله المتظاهرين الفلسطينيين عمدا. وبشأن تهمة التحريض الإسرائيلية قال عباس إنه سبق ودعا «في مؤتمر واي ريفر قبل 17 عاما لتشكيل لجنة ثنائية وقبلنا بالولايات المتحدة حكما رغم أنها ليست «بنت خالي» ولا «بنت عمي».
وأضاف «لكن إسرائيل جمدت اللجنة لفحص اتهامات التحريض بالجانبين لأنها لا تريد الجانب الأمريكي شاهدا رغم أنه من أهلها». واعتبر أن مشاركة الأطفال بالانتفاضة يتم دون تعبئتهم أو إرسالهم من قبل التنظيمات الفلسطينية وأن مشاركتهم تتم لأنهم يشهدون الظلم والاضطهاد ورأوا كيف تم إحراق أبو خضير وأسرة الدوابشة. ومع ذلك يجدد الرئيس الفلسطيني دعوته لاستئناف المفاوضات بعد بتجميد الاستيطان وإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى التزاما باتفاق سابق، معتبرا ذلك أمرا عاديا لا شرطا مسبقا. عباس الذي بدا مرهقا نسبيا خلال اللقاء مع الصحافيين قال إنه يقبل بالمؤتمر الدولي المقترح من قبل فرنسا اليوم شريطة أن ينتهي بآلية لتسوية الصراع.
لن نكون عبيدا عند نتنياهو
ورغم الغضب لم يبرح عباس لغته الدبلوماسية الحذرة إلا نادرا، فقال ردا على سؤال حول مدى ثقته بنتنياهو إن الفلسطينيين مؤمنون بالسلام، أما حول الثقة بنتنياهو فليعترف أولا بوجود شريك وبالشرعية الدولية. وتابع «يقتحم الجانب الإسرائيلي المناطق السيادية للسلطة الفلسطينية ويطلبون منا التنسيق الأمني والعمل كعبيد ونحن لن نعمل هكذا لديه أو لدى غيره».
وقال مصدر مقرب من الرئاسة الفلسطينية لـ « القدس العربي» بهذا السياق إن الرئيس لا يثق أبدا بنتنياهو لكنه يفضل عدم الإفصاح عن ذلك علانية كي لا تستغل دعائيا من قبل إسرائيل.
ووجّه الرئيس عباس انتقادا مبطنا للولايات المتحدة وللدول الكبرى وقال إنها لو أرادت لتمكنت من بناء آلية عمل كما فعلت في إيران، ليبيا أو سوريا وغيرها. وضمن تشكيكه باحتمالات المؤتمر الدولي المقترح قال إن فرنسا قوة محترمة لكنها لا تستطيع أن تفرض موقفا على الولايات المتحدة.وكشف أنه لا يتأمل كثيرا به لكنه « سيتابع ويلاحق».
ذاهبون للأمم المتحدة
وبخلاف تصريحات سابقة أعرب عباس عن انتقادات أكثر وضوحا للموقف الأمريكي بقوله إنه لا مبرر لرفض واشنطن المؤتمر الدولي ومع ذلك يرجح أن ترفضه دون تبرير. وكشف عباس أنه التقى مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري 42 مرة عدا عشرات المكالمات الهاتفية وقال إنه يشكر له مساعيه رغم أنها ظلت غير مجدية. وأكد أن السلطة الفلسطينية مصممة على الذهاب لمجلس الأمن لاستصدار قرار لإدانة الاستيطان. وأضاف متسائلا «وإلا فما معنى حديث العالم عن تسوية الدولتين؟. وتابع «عدم اتخاذ قرار أممي يجرّم الاستيطان يعني وجود دولة واحدة واحتلال أي نظام فصل عنصري (أبرتهايد) ونحن لن نقبل بدولة أقل من حدود 1967 وتسوية قضية اللاجئين وفق برنامج المبادرة العربية».
صورة من صفد
قبل 15 عاما قابلتكم وأنتم رئيس للحكومة وأهديتكم صورة لمدينة صفد مسقط رأسكم ومن جملة الأسئلة وقتها التي وجهتها اليكم هو لماذا لا يعود الفلسطينيون للمربع الأول إلى 1948إلى صفد لأنه بدون ذلك لن ينجز سلام حقيقي ودائم، واليوم أطرح السؤال مجددا بعد رفض إسرائيل حكومة ومعارضة لتسوية الدولتين. بهذا السؤال توجهت «القدس العربي» للرئيس عباس فقال إن منظمة التحرير الفلسطينية اتخذت في 1988 قرارا استراتيجيا بتسوية الدولتين على حدود 67 وإن أي تراجع اليوم سيعرضهم لاتهام دولي بالتراجع عن السلام.
«العمل» أبو الاستيطان
وأكد أن الفلسطينيين يرغبون بسلام محترم وفق الشرعية الدولية، وأن فلسطين اليوم دولة تحت الاحتلال تعترف بها 137 دولة وأنها تحظى أكثر من أي وقت مضى بتضامن عالمي مدللا على ذلك باعتراف عدد كبير من البرلمانات الأوروبية بها أو بحملات مقاطعة الاستيطان. وردا على سؤال آخر حول موقفه واستنتاجه من تنكر المعارضة الإسرائيلية (المعسكر الصهيوني) لتسوية الدولتين شكك بدوافع رئيسه يتسحاق هرتسوغ بتراجعه عن «الدولتين». وحمل عباس على «المعسكر الصهيوني» واصفا إياه بـ «أبو الاستيطان» ومع ذلك عاد وأكد أن خيار الفلسطينيين بالنسبة له المفاوضات كما سبق وأوضح خلال لقائه مع صحافيين إسرائيليين قبل أسبوعين.
وقال صحافي التقى عباس بلقاء مماثل في المدة الأخيرة وفضل حجب هويته إن شعورا غريبا راوده بزيارته المقاطعة أمس بعدما استشعر حالة ترهل وإرهاق لدى قيادة السلطة الفلسطينية.
«ترومان قدس الله سره»
وجدد الرئيس عباس رفضه الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، لافتا بسخرية لحقها بالذهاب للأمم المتحدة بغية انتزاع اعتراف بها بصفتها «الإمبراطورية العبرية أو الصهيونية أو اليهودية العظمى». وتابع ساخرا وسط قهقهات الصحافيين» حتى عندما طلبوا من الرئيس «ترومان قد الله سره» الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية فور تشكيلها رفض وشطب بقلمه صفة يهودية. وكشف عباس عن وجود محاولات إسرائيلية لتبادل الأراضي والسكان خاصة في منطقة المثلث الذي «بلعته» إسرائيل في اتفاق الهدنة في رودوس في1949 والآن تريد تهجير أهله.
محمد القيق
وبخصوص المصالحة الوطنية، قال الرئيس عباس إن هناك لقاءات بين حركتي فتح وحماس بطلب من الجانب القطري لبحث تطبيق اتفاق المصالحة، موضحا أن هناك مطلبين أساسيين لإنهاء الانقسام هما تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة جميع الفصائل والتحضير لعقد الانتخابات العامة ليكون صندوق الاقتراع هو الفيصل وتكون الكلمة للشعب ليقرر من الفائز. وحماس وصلت بالانتخابات ويجب أن تؤمن بها لحل الخلافات السياسية. واستنكر الرئيس عباس اعتقال الصحافي محمد القيق وقال إنه لا توجد دولة بالعالم عدا إسرائيل تعتقل الناس بما يعرف بالاعتقال الإداري الموروث عن فترة الانتداب البريطاني. وكشف أنه طلب من السفير الأمريكي في تل أبيب أمس الضغط عليها لإطلاق سراحه