مكتبة الأدب العربي و العالمي

سر_المرأة_الجزء الجزء الثالث

بعد ان تناول العرسين وجبة عشاؤهم في المنزل دخلوا إلى غرقة نومهم وتجهزو ليلة العرس الثانية فأحست إلهام بالخجل والاحراج يعود اليها مرة اخرى فلاحظ سامر ذلك على وجهها وقال هل انت متوترة يا إلهام ؟

لم تجب إلهام عن سؤاله وبقيت تقلب بأصابعها في حركة لا إرادية وهي قلقة فأبتسم سامر وقال : لا داعي لمثل هذه الحركات قد سألتك فأجيبني

ادارت إلهام بوجهها الى الناحية الاخرى كأنها لا تريد ان تنظر في وجه سامر ولا تريد ان تجيب عن سؤاله فمد يديه ليمسك بوجهها لكن شيء ما قرصه في معدته وجعله يصاب بألم شديد بداخلها فصاح وهو يقول :اعطيني كأس ماء بسرعة امعائي تتقطع

نهضت إلهام مسرعة وجاءت تحمل كأس ماء فشربه سامر دفعة واحدة ولكن الالم لم يتوقف فوقع الارض وهو يصرخ من وجعه ونهضت معه إلهام وهي تصرخ قائلة : ما بك يا سامر ما الذي أصابك ؟

لم يرد سامر عليها وبقي ممسك ببطنه وهو يتوجع فأسرعت إلهام الى هاتفها واتصلت بأخيها قائلة : خالد تعالى بسرعة سامر مريض ويجب ان نأخذه الى المشفى

جاء خالد مسرعا الى زوج أخته فوجده لا يزال قابع في مكانه وهو يتوجع من ألمه فأمسكه من يديه وأخذه معه الى سيارته في الخارج بمساعدة زوجته فصعدت معهم وتوجهوا  مسرعين به الى المستشفى ثم دخلوا الى غرفة العناية المشددة

فجاء طبيب وفحص جسد سامر الذي كان ممدا فوق سرير أمامه وبعد تدقيق في الاشعة ونتائج الفحص إلتفت الى خالد وإلهام وقال  لايوجد هناك اي اضرار جسدية او عضوية بداخله كما ان جسمه لم يتعرض لاي تسمم فما الذي حصل ؟

فقالت إلهام مجيبة : كانت كل شيء طبيعي وفجأءة صار يصرخ وهو يمسك ببطنه من ألم

إستغرب الطبيب وقال : زوجك سليم فيبدوا انه قد تعرض الى نزلة برد او انه لا يزال مجهدا من حفلة العرس على كل حال سنتركه هنا عندنا هذه الليلة فقد أعطيته إبرة مهدئة وسنقوم بحقنه بعلبة سيروم وفي صباح سنعيد الفحص مرة لنرى ماهي النتائج .

فسألته إلهام قائلة : هل يمكن ان نبقى معه هنا حتى صباح ؟
فرد عليها طبيب قائلاً : لا داعي لذلك يمكنكم ان تذهبوا المنزل وسنتكفل به نحن وفي صباح تعالوا لرؤيته .

خرجت إلهام واخوها وتركوا سامر وحده في غرفة العناية وعند منتصف الليل وبينما هو ممدد في فراشه وسط غرفة مظلمة الا قليلا من النور القادم من تحت باب غرفة اذا به يسمع صوت شراشف النافذة وهي تهتز وتصطدم مع بعض البعض وكأن شخص ما قد دخل منها

رفع رأسه لينظر فلم يكن هناك اي احد بدا يشعر برعشة باردة في جسده وشيء ما يلامس اقدامه وكأن شيء يلامسهم او بدا يقترب منه فضم رجليه بسرعة وهو يرتجف من البرد فاذا بهمس قادم من زاوية الغرفة وهو يقول له :سامر  لا تقترب منها

إلتفت سامر بسرعة نحو صوت فلم يكن هنا اي شيء فإعتقد انها هلوسة او اوهام قد عادت اليه فإذا بصرير باب غرفة يفتح ببطء ويصدر صوت مزعج فرفع رأسه لينظر من دخل إليه فاذا به يرى شبح إمراة ترتدي ثوب ابيض شفاف وينسدل شعرها طويل على مفرق ذراعيها ..

فإرتعب من منها وراح يحاول ان يدقق نظره جيدا حتى يعرف من تكون فاذا بها تخاطبه قائلة : ستموت ان لمستها سأقتلها هي الاخرى ولن تنعم بحياتك

نهض سامر من مكانه بسرعة وصاح يقول : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من انت

لكن المرأة لم ترد عليه وخرجت مسرعة وتركت الباب مفتوح فبدأ قلب سامر ينبض بسرعة وبدأ يتذكر ان هذا الشكل هو نفسه الذي شاهده في المنام وان تلك المراة هي من كانت تلاحقه فوقف من مكانه واتجه الى حيث خرجت وراح يتلفت في رواق فلم يشاهد احد

فبقي واقف هناك وهو يحاول ان يستوعب ما شاهده فهل كان ذلك حقيقي ام خيال بدأ يتعوذ مما شاهد ودخل الى غرفته وبقي جالس على طرف السرير وهو يفكر في ما يحصل معه فقد كان كل شيء طبيعي قبل ان يتزوج

فلماذا بدأ يحصل معه كل ذلك بمجرد ان تزوج من إلهام ثم ما قاله طبيب عن حالته جعلته في حيرة اكثر فقد كان جسده سليم معافى ولم يتناول اي طعام فاسد او يتعرض للتسمم فمن أين جاء الالم ولماذا يحصل معه ذلك كلما اراد ان يقترب من إلهام

وبينما هو يحلل الامر في ذهنه اذا بصوت باب الخزانة ينغلق بسرعة ويفتح لوحده

من قصص حكايا العآلم الآخر

يتبع …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق