منوعات

ستنجح المصالحة والسر هو الغاز قبالة سواحل غزة. بقلم الكاتبة : تمارا حداد.

عند سماعنا ان المصالحة تسير بالاتجاه الصحيح فهو امرا يثلج القلوب بعد الكوارث والأزمات الانسانية والحروب المتتالية التي طالت قطاع غزة، لعل ان تكون المصالحة هي المفتاح لرفع المعاناة عن اهلنا والتي طالت اكثر من عشر سنوات . بعد اتفاقية ” كيوتو” للحد من انبعاث الغازات في الجو ولمنع تفاقم الاحتباس الحراري الذي تزايد بفعل استخدام النفط ، تم اللجوء الى الغاز كمصدر اقل خطورة واقل تلوث للبيئة، في هذه المرحلة جاء دور الغاز، وما يحدث للشرق الاوسط هو صورة اخرى لما يحدث في غزة . بعد اكتشاف حقول الغاز في منطقة الشرق الاوسط وشرق المتوسط بدأ الصراع فيهما يأخذ بعدا غازيا بالدرجة الاولى تمثل صراعا على الموارد ومخازن الغاز وخطوط الغاز ومنافذ الغاز وإرساء النفوذ للاقوى، وهذه صورة لما يحدث في غزة بعد اكتشاف حقول الغاز قبالة سواحل غزة 1991، صراع البقاء وإرساء النفوذ. 1991 تم ارساء عقدا حصريا بين السلطة الفلسطينية وشركتي ” بريتش بتروليوم ” واتحاد المقاولي سي سي سي وصندوق الاستثمار الفلسطيني من اجل التنقيب عن الغاز، وتم تكليف الوكالة الامريكية للتنمية الدولية على تكليف شركة دبلويت في التفاوض مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية الفلسطينية حول شراء الغاز الطبيعي ، لهذا رفعت امريكا الفيتو عن المصالحة فمنابع الغاز كانت سببا حقيقيا وجذريا في انجاح المصالحة . يتواجد في سواحل غزة حقلين الحقل الاول ” الحقل البحري” ويقدر المخزون ب 28 مليار متر مكعب ، والحقل الاخر المتواجد على الحدود ويقدر مخزونه ب 3مليارات متر مكعب ، ويتواجدان في المياه الاقليمية الفلسطينية على بعد 30-35 على خط الاساس في سواحل غزة وعلى عمق 603 امتار تحت قعر البحر . هذه الابار سترفع من شان غزة على كافة المستويات وأهمها النواحي الاقتصادية ، وسيعطي حقا للفلسطينيين بالاستثمار رغم الموانع الاسرائيلية، ولكن اسرائيل دخلت بمفاوضات من اجل شراء الغاز بأسعار منخفضة . مصر لعبت دورا مهما في المصالحة للحفاظ على امنها القومي وأيضا من اجل الغاز في غزة والتي ستستفيد منه للتخفيف من وطأة الغاز المتواجد عندها. نهج حماس قد تغير وهذا تكتيك استراتجي جاء في وقته المناسب ، فالحكمة الان تحقيق المصالحة من اجل التخفيف عن شعب عانى الكثير من شدة الحصار ، فالقادم لغزة انفتاحا اقتصاديا وهذا ما نأمل لأهلنا في القطاع . اقول لأهلنا في القطاع ان الشدائد مهما تعاظمت وامتدت لا تدوم على اصحابها ، ولا تخلد مصابها ، بل انها اقوى ما تكون اشتدادا وامتدادا واسودادا ، اقرب ما تكون انقشاعا وانفراجا ، فيأتي العون عند ذروة الشدة والامتحان ، وهكذا نهاية كل ليل غاسق فجر جديد ، فما هي إلا ساعة ثم تنقضي . ولكن هل ستبقى القضية الفلسطينية في موقعها الصحيح ؟؟

مقالات ذات صلة

إغلاق