اقلام حرة
النساء السعوديات يقُدن السيارات بداية 2018 . بقلم الكاتبة : تمارا حداد .
النساء السعوديات يقُدن السيارات بداية 2018 .
بقلم الكاتبة : تمارا حداد .
القرار الذي أقر من قبل السلطات السعودية بالسماح للنساء بقيادة السيارات قرارا ينتفض على الايديولوجية الوهابية التي تأخذ منحى الحلال والحرام ، هذا القرار له ابعاد قوية ودلالات وتداعيات مستقبلية على النواحي الاجتماعية ، قرار يساعد على تمكين المراة السعودية بصناعة قراراتها بعد تهميش دورها كجزء لا يتجزأ من مجتمع يشترك فيه الرجل والمرأة على حد سواء .
يعتبر قرار السماح للنساء السعوديات بقيادة السيارات تطور في المنهجية السعودية حيث اثار هذا الموضوع جدلا واسعا اقليما ودوليا ، يؤكد القرار تعزيز حضور المرأة في المجتمع السعودي ، ولكن الدلالة الحقيقية لهذا القرار ليس فقط لتعزيز دور المرأة بقدر تعزيز صورة المملكة العربية السعودية امام المجتمع الدولي والاوروبي ، خاصة فيما يتعلق بقضايا الحريات وقضايا الديمقراطية والمساواة .
يتيح هذا القرار توسيع مشاركة المرأة في سوق العمل وسيكون لها دورا في تسيير العملية التنموية والاقتصادية ، وهذا القرار سيحد من تكاليف استقدام السائقين الوافدين ، وسيزيد من بيع السيارات وهذا يؤثر على رفع منسوب العجلة الاقتصادية السعودية .
هذا القرار يعد انفتاحا اجتماعياً حيث ان اكثر نسب العنوسة متواجدة في المملكة العربية السعودية ، وهذا القرار سيقلل من نسبة العنوسة بعد الانفتاح الاجتماعي في سياق العمل والزيارات الميدانية ، فالسياقة ضرورة للتخفيف من حالات الاحباط واليأس التي يشعرن بها النساء السعوديات نتيجة القمع الاسري والعنف والاضطهاد لشعورهن بعدم تحقيق المساواة بينهن وبين الرجال .
قد يواجه هذا القرار صعوبات من قبل الافراد السلفية الوهابية المتشددة ضمن سياق التحريض الديني ، هذا الامر ستستغله الجماعات الاكثر تشدد والتنظيمات الارهابية لتكثيف استقطاب الغاضبين على القرار لتتبلور حركة رافضة ومعارضة ضد سياسات الحكومة الجديدة ، هذا الامر يتطلب من الحكومة مراقبة هذه الجماعات السلفية المتشددة ضمن سياق مكافحة التطرف.
القرار رغم تأخره ولكنه يأتي في سياق الاصلاح وارساء قواعد الانصاف بين الرجل والمراة ، وتعزيز توجهات السعودية نحو الحداثة والتطوير والبعد عن الافكار القبلية القديمة ، هذا يؤكد ان السعودية بعد تقليص مهام لجنة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على طريق توسيع الحريات الاجتماعية بما يتناسب مع متطلبات العصر وهذا مؤشر ان الضغط الامريكي والاوروبي لارساء تغير في الشرق الاوسط له تاثير قوي على ذلك ، والسعودية ستستجيب لذلك لابعاد صفة الارهاب والقمع عن السعودية وتحسين صورتها كبناء نموذج جاذب على المستوى الاقليمي والعالمي .