مقالات

بين متحف مدرسة إسكندر وشجرات مدرسة ابن سينا تاريخ وأصالة، تطوّر وحداثة*

الشيخ ابو بكر محاميد

نداء ورجاء حارّ وخاصّ ومستعجل لبلديّة أم الفحم ولجان الأحياء وكلّ غيور
هي الأقدار المتوالية التّي ساقتني للحديث حول هذا الموضوع.
سأبدأ من حيث ينتهي ألم كل فرد من أفراد البلد، ولا أبالغ إن قلت أنّه أكثر من مجرّد وجع وألم أجمعت عليه كافّة شرائح وأطياف هذه المدينة العريقة.
كنت في مدرسة إسكندر وتجوّلت فيها، فإذا بي أتوقّف أمام قاعة كبيرة حيث بدأ العمل فيها على ما يشبه المتحف لمحاكاة الحارات الاربع القديمة، وذلك في محاولة لإحياء التّراث التّقليدي الأصيل بهدف الحفاظ على الموروثات القديمة للبلد، وللحقيقة أقول، إنّ ما رأيته من أبداع في الفكرة والتنفيذ والتّطبيق والرّؤية بستحقّ منّا لهم كل تقدير.
أتوقف هنا لأبدأ فصلاً آخر عكسه تمامًا.
فجميعنا يعرف الشّجرات الضّخمة السامقة التي كانت تشامخ الغيوم بامتدادها والتي تم إزالتها من أمام مدرسة ابن سينا، فلست بحاجة لأن أسهب في الكلام عن المشاعر، فحسبي أنّ حزني وألمي على إزالة تلك الشّجرات المزروعة منذ سنة ١٩٦٣ على يد شيوخ وختياريّة البلد، والذّين كانوا في ذلك الوقت أطفالا في مدرستنا العريقة مدرسة ابن سينا (الجرف سابقًا)، حسبي من ذلك أنّ الجميع يشاطرنا الألم على إزالة الشجرات.
أضف ألى هذا هدم الكثير من المباني القديمة الشاهدة على عراقة وامتداد مدينتنا الحبيبة أمّ الفحم، وحسبي هنا أن أذكر مأساة بحجم إزالة مسجد الاغباريّة ومسجد المحاجنة القديم، هذه الغصّة التي لا تنفكّ عنا جيلًا بعد جيل، هذه وغيرها من الشواهد والمساجد والبيوت القديمة والمضافات والمباني التي لا تزال موجودة في جميع القرى والمدن باستثناء أم الفحم.
وهنا أقف لأحدّثكم ببشارة، حيث أخبرني بعض ختياريّة البلد أن هناك بعض الدّور القديمة (عقودة) لا تزال موجودة ومهجورة،وهي مِلك لأصحابها لم تتمّ إزالتها الى اليوم.
وكم يقلقني من أنّ الجيل الحاليّ أو القادم سيضطرّ لهدم هذه الدور القديمة ليبني مكانها مبانٍ جديدة نظرًا لضيق أماكن البناء.
فماذا لو تمّ إنشاء هيئة من قِبل البلديّة تضمّ مجموعة من المتخصّصين تعمل على استثمار هذه العقودة التراثيّة، لتحويلها لمتاحف مثلًا.
فكم ستكون سعادتنا وسعادة الأجيال القادمة من عملٍ كهذا.
قدِّروا أيّها الإخوة في البلديّة الكمّ الهائل من الشّكر والعرفان من أهالي البلد فيما لو تمّ مشروع المتاحف الحقيقيّة التي تحكي القصة الحقيقيّة لمدينة أم الفحم.
تخيّلوا عدد الحضور والمباركين ليوم الافتتاحيّة لهذه المتاحف من كافّة الشرائح والأعمار والمشارب.
وتخيّلوا وتخيّلوا وتخيّلوا…
*الالتماس:* ألتمس باسمي وباسم كل غيور على موروثات البلد أن تحاول البلديّة وتعمل كل ما بوسعها لشراء هذه الدور القديمة (العقودة) أو مبادلة أراضي أو أي وسيلة من الوسائل بُغية ضم هذه الدّور للوقف العامّ وتحويلها لمتاحف تحكي قصة أم الفحم الحقيقيّة.
باحترام
أخوكم الشّيخ أبو بكر محاميد
الثلاثاء لِسِتّ ليال بقين من شهر صَفَر ١٤٤٤
وفق
٢٠/٩/٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق