مقالات

أطروحات وأفكار مجلس حكيم الزمان. ( الكينونيات – ٣٤ ). بقلم : صديق فارسي

  1. أطروحات وأفكار مجلس حكيم الزمان. ( الكينونيات – ٣٤ ).
    فيما كان ويكون وسيكون وماكان يجب أن يكون وكيف سيكون.
    من أحداث حدثت وتحدث وما قد تتمخض عنها من أحداث.
    وما كان يحب أن تحدث عليه وكيف نتوقع حدوثها في المستقبل.
    بقلم : صديق فارسي في ١٩ / ١٢ / ١٤٣٧ هـ
    بِسْم الله والصلاة والسلام على رسول الله.

لحيتـه فيهـا شيـب لكنـه قـنـوع ….
شوفوا بياض التجربـة فـي شيبها. – ٢ –

مـع كبـار السـن يأتينـي خشـوع ….
وأشعر براحة ما أحـد يـدري بها.

لكل إنسان في حياته .. ظروف زمانية … وظروف مكانية ….
عليه أن يجتازها في إطار سنن الحياة التي هي دار الإمتحان والتمحيص للمؤمن من الكافر والسعيد من الشقي والعياذ بالله.

وكبير السن أو كبيرة السن هم بدورهم قد خاضوا وعبروا من خلال بوابات تلك الظروف.
والظروف الزمانية من صيف وشتاء وربيع وخريف.
والظروف المكانية من سهول وشعاب وجبال وهضاب.

ونعني بالظروف الزمانية والمكانية هي رحلة عمر الإنسان مع ما يتخللها من أحداث ومناسبات منها السعيد ومنها الغير ذلك.
وكذلك البيئة المحيطة التي تأثر بها وأثرت في حياته.
وحصيلة كل تلك الظروف التي خاضها جعلت منه.
( ملكاً غير متوج ) …..!

فماذا تعني جملة ملكاً أو ملكةً عير متوجين …؟
تعني أنه قد ملك الخبرات والثقافات والعلم والفهم وعرف المداخل والمخارج وكيف يتجنب المخاطر وكيف يسلك الطريق وأصبح ملكاً على نفسه بكل معنى الكلمة ومن السهل عليه التحكم في مشاعره وغرائزه وشطحاته.
وكما يقول المثل :- يعرف من أين تؤكل الكتف …!
ولكن لاحول له ولا قوة.
وليس بإمكانه العودة إلى البداية أو إعادة عجلة الزمن.
بل ربما أصبح مسلوب الإرادة ليس له أمر ولا نهي لا على كبير ولا على صغير.
بل ربما سُلب القوة والأمر والنهي حتى على نفسه وفي أموره الخاصة والعامة.

فهذا الذي كان بالأمس يشخط ويحبط ويصرخ ويزمجر …!
اليوم هو مع كل مايملك من حكمة ودهاء وفكر وذكاء لا يعدو كونه من تعداد السكان ومن سكان البيت فقط.

وهنا لا يجد أمامه إلا ما قد كسبت يداه من مال حلال أو أبناء بررة أو خير أعده لهذا اليوم.
لا نريد أن نخرج عن الموضوع لنبحث في الجانب الشخصي لكبير السن وإنما يهمنا البحث في الجانب التفاعلي لدوره في المجتمع وتأثيره في المحيطين به وكيف نحقق الإستفادة منه ومن خبراته للأبناء والأجيال القادمة.

بإختصار نقول والله أعلم.
أن الجانب المظلم في حياة كبير السن الذي مر به في حياته.
هو الجانب المشرق في حياتنا الذي نستفيد منه.
يعني ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) أليس كذلك ..؟

ولكن المشكلة الكبرى أن أي إنسان وكبير السن أو كبيرة السن مثل كل الناس الذين يصعب عليهم أن يفصحوا عن الجانب المظلم والسقطات التي حصلت في حياتهم ومرت بهم وأكتووا بنارها.
لكي تكون للآخرين عبرةً وعظةً فيتجنبوها ويحذروا منها.
إلا بشروط وظروف معينة …..
فماهي تلك الشروط والظروف التي تجعل الإنسان قدراً على أن يكشف عن الجانب المظلم في حياته رغم صعوبتها …. ؟

ونكمل الحديث بكرة إن شاء الله تعالى.
وإن غداً لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

إغلاق