نشاطات

على ظهر طائرة معطلة (قصة قصيرة) / عامر عودة

على ظهر طائرة معطلة (قصة قصيرة)
كان هو وزوجته يحتسيان القهوة في أحد المقاهي داخل المطار، عندما ظهر على شاشة مواعيد اقلاع الطائرات بأن طائرتهما ستتأخر عن موعدها أكثر من ثلاثة عشرة ساعة. لماذا طائرتهما بالذات؟! سأل نفسه. فقد أصبح عمره اكثر من نصف قرن ولم يركب طائرة بحياته. وهذه هي رحلته الاولى على متن الطائرة.
يذهب الى مكتب الاستعلامات ليتأكد من الأمر.. فيقولون له بان هنالك عطل في احد محركات الطائرة وربما ستتأخر أكثر من ذلك حتى يتم اصلاحه
– المنحوس منحوس…. قالت زوجته مازحة
– ما دمت منحوسا فلن أركب بطائرة محركها ليس كما يجب.. ليتني أستطيع العودة الى البيت.
ومرت الساعات سريعة.. وكلما اقترب موعد قدوم الطائرة كلما ازدادت دقات قلبه خوفا ورعبا. وهو يتمنى ان لا تمر الساعات وان يتوقف الزمن أو يحدث شيئا مفاجئا يلغي هذه الرحلة او يغير هذه الطائرة المنحوسة.
لكن لم يحدث شيئا مما يتمناه فها هي الطائرة تأتي ويبدأ ركابها بالصعود اليها.. ولم يعي نفسه الا وهو جالس بداخلها وعلى يمينه نافذتها الصغيرة. وكلها دقائق حتى تبدأ الطائرة بالتحرك.. وتبدأ بالارتفاع.. وأصبح كل شيء تحته يصغر…
وفجأة اهتزت الطائرة واخذت تميل يمينا ويسارا وهي ترتفع. فصرخ من شدة خوفه واغمض عينيه لكي لا يرى ما يحدث….فيبدو أن محرك الطائرة أصابه عطب مرة أخرى. لكن مضيفات الطائرة كانوا يهدئون الركاب وبقولون لهم ان العطب ليس كبيرا وأن الطائرة ستهبط هبوطا اضطراريا في أحد المطارات القريبة من اجل اصلاحه مرة اخرى. فحدث هرج ومرج بين الركاب فقد كانت الطائرة تهتز وتميل يمينا ويسارا….
وفجأة تهتز هزة كبيرة ويسمع تصفيقا داخل الطائرة. فيفتح عينيه ويصرخ:
-هل نجونا؟
– ما بك يا زوجي العزيز لقد وصلنا.
– أين وصلنا في أي مطار هبطت الطائرة اضطراريا؟! فالطائرة كانت بخطر السقوط.
فضحكت زوجته ضحكة عالية وقالت:
– يبدو انك كنت تحلم او فاقدا للوعي، فلم يحدث أي شيء للطائرة وكانت الرحلة هادئة…
وتنفس الصعداء عندما لامست رجلاه الأرض.. لكنه شعر بالدوار في رأسه مرة أخرى عندما رأى احدى الطائرات توشك على الاقلاع….
عامر عوده

مقالات ذات صلة

إغلاق