حصري للمغرد / اوهاد مرلين

وردت حكايات الملك داود (دافيد بالعبرية) في الكتاب المقدس ضمن أربعة أسفار هي: صموئيل الأول والثاني والملوك الأول وأخبار الأيام الأولى، ما يعني أنه يحتل مكانة بارزة في الكتاب المقدس بشكل عام وفي أسفار الأنبياء بشكل خاص. ووفقا للكتاب المقدس ولد داود بن يشاي في مدينة بيت لحم العائدة لسبط يهوذا، وكان الثامن والأخير من ضمن أبناء يشاي.

وتروي أول حكاية تخص داود (سفر صموئيل الإصحاح 16)، أن بعد خطيئة الملك شاؤول أمام الرب، بُعث النبي صموئيل عليه السلام في مهمة لتتويج ملك جديد لبني إسرائيل من عائلة يشاي (يسى)، دون أن يُبلغ بشخصية الملك الجديد. وفي البداية فكر النبي صموئيل أن الله ينوي تتويج أكبر أبناء يشاي، لكن الله رد عليه قائلا: لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ.

وبعد مرور جميع أبناء يشاي من أمام النبي صموئيل بلا أن يختارهم الله، دعا يشاي ابنه الأخير والأصغر، داود، الذي كان راعي أغنام. ويقول سفر صموئيل: وَكَانَ (داود) أَشْقَرَ مَعَ حَلاَوَةِ الْعَيْنَيْنِ وَحَسَنَ الْمَنْظَرِ. فَقَالَ الرَّبُّ: “قُمِ امْسَحْهُ، لأَنَّ هذَا هُوَ!”. فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الدُّهْنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِدًا.

لكن صموئيل وداود أبقيا التتويج سريا. وبعد ذلك يروي الكتاب المقدس انتصار داود على العملاق الفلستي “غوليات” الذي أرهب بني إسرائيل في تلك الأيام. وقتل داود غوليات مستخدما مقلاعه البسيط فقط، مما أدى إلى انتصار واسع النطاق لبني إسرائيل على الفلستيين.

وأدى ذلك العمل الشجاع إلى تنصيب داود في قصر ملك إسرائيل الأول شاؤول، لكن الملك شاؤول حسده على نجاحه في الحرب ضد الفلستيين وعلى شعبيته الكبيرة بين الناس. ويروي الكتاب المقدس محاولات مطاردة شاؤول لداود، والتي فشلت بعد أن أنقذ الله داود كل مرة من جديد، حتى موت شاؤول ضمن حرب إضافية ضد الفلستيين.

في الصورة: مدينة داود، حقوق الصورة: ويكيمديا

في البداية كان سبط يهوذا فقط مخلصا لداود كملك، حيث أسس قصر