الرئيسية

الحرب الرابعة أم المصالحة… خيارات حماس للتخفيف من أزمات غزة

أحمد جلال
يعاني قطاع غزة منذ عدة أشهر أزمات متتالية، جاءت نتيجة لعدد من المتغيرات الفلسطينية والإقليمية والدولية التي أثرت بشكل مباشر على أوضاع الفلسطينيين في القطاع بشكل عام وعلى حركة حماس بشكل خاص، خاصة فيما يتعلق بالأزمة القطرية الخليجية، حيث تعتبر الدوحة من أهم حلفاء الحركة في المنطقة.

وشكلت الأزمة القطرية نقطة تحول لدى حركة حماس، وجعلت من خياراتها المتاحة في الوقت الراهن ضيقة، حيث أصبحت الحركة أمام خيارين اثنين، إما المصالحة الفلسطينية أو الدخول في مواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي باتت ترجحه الأوساط الإسرائيلية أكثر من السابق.

وفي هذا السياق، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، ناجي شراب، إن دخول حركة حماس في مواجهة جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي مرتبط بالمكاسب والخسائر التي ستعود على الحركة جراء قرار الحرب، لافتاً إلى أن الحرب امتداد للسياسية وتشن لأهداف سياسية، وأنه في حال سلم الجميع بوجوب حرب رابعة على غزة، فالسؤال هناك ما هي الأهداف السياسية لتلك الحرب؟

وأضاف شراب، في حديثه لـ “لمصادر اعلاميه أن أهداف أي مواجهة مقبلة لن تخرج عن اتفاق توقيع هدنة لمدة زمنية طويلة مع رفع الحصار عن قطاع غزة، وهذا أكثر ما يمكن فعله، مضيفاً: “إلا أن التحديثات الأخرى ستبقى قائمة لدى حركة حماس، وخاصة أنه هل بمقدورها الاستقرار في قطاع غزة والإعلان عن كينونة مستقلة، الأمر الذي يتطلب دفع ثمن سياسي كبير”.

وتابع: “حماس لن تقبل بخسارة ما حققته من إنجازات في قطاع غزة من ناحية البنية الأمنية والإدارية مع تحقيق مبدأ الشرعية الكاملة، وأن يكون لها وجود كيان سياسي معترف به في الضفة الغربية، وهذه أبرز شروطها لإنجاز المصالحة الفلسطينية”.

وأشار شراب، إلى أن المصالحة هي الخيار الأكثر عقلانية، كما أن خيار الحرب هو الأقرب للشروع في مرحلة سياسية جديدة، خاصة وأن ذلك يواكب فكرة انطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والتي تركز فيها إسرائيل على مستقبل الضفة الغربية، منوهاً إلى أن إسرائيل وأمريكا تتعامل مع قطاع غزة على أنه كينونة سياسية مستقلة عن الضفة الغربية.

واستطرد: “الأمر يتوقف على أكثر من عامل خاصة بعد الأزمة الخليجية العربية، وإلى أي مدى يمكن أن تذهب هذه الأزمة تجاه التصالح أو مزيد من التصعيد، خاصة في ظل اختيار حماس للمعسكر الذي تمثله قطر”، مبنياً أن المصالحة الخليجية القطرية قد يدفع بانفراج الأزمات لدى القطاع، وأن احتدام الأزمة القطرية قد يؤدي إلى زيادة الأزمات في قطاع غزة.

ونوه إلى أن علاج الأزمات التي يواجهها قطاع غزة بالنسبة لحركة حماس يكمن في اندلاع حرب جديدة وتغيير قواعد اللعبة على مستوى قطاع غزة والمنطقة بأكملها، لافتاً إلى أن الأمر يؤدي إلى احتدام العلاقات وذهاب حماس إلى المعسكر الإيراني- القطري- التركي، الأمر الذي يسرع في خيار الحرب الرابعة.

في ذات السياق، يقول المحلل السياسي، مصطفى الصواف، إن المقاومة الفلسطينية لم تسعَ في أي وقت للمبادرة في الحرب، وهي تدافع على الدوام عن الشعب الفلسطيني من أي اعتداء يمارس عليها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، منوهاً إلى أنه في حال استمرار المضايقات وخطوة الوضع والحصار، فسيمثل الحرب آخر الخيارات التي ستلجأ إليها حركة حماس للتحفيف من حصار غزة.

وقال الصواف، في حديثه لـ “لنفس المصادر”، إن اندلاع المواجهة في غزة لن تكون في صالح أي طرف من الأطراف، كما أن الجميع لا يرغب في الدخول بأي معركة في الوقت الراهن، مشدداً على أن حماس تسعى للتواصل مع بلدان عربية وإقليمية من أجل التخفيف من حصار غزة والضغط على الجانب الإسرائيلي.

وأشار الصواف، إلى أن حماس تسعى لإقناع مصر بالعمل على فتح معبر رفح، وأن الوفد الذي زار القاهرة منذ عدة أيام يسعى لبحث موضوعات مهمة، من شأنها أن تساهم في التخفيف من معاناة أهالي قطاع غزة، مؤكداَ أن زيارة الوفد محاولة من جانب حماس للتخفيف عن قطاع غزة، والأمر ليس بيد حماس وهناك جهات أخرى هي صاحبة القرار.

مقالات ذات صلة

إغلاق