هذا هومحمدٌ يا اتباعَ محمد/بقلمي
(صلىَّ الله عليه وآلهِ وسلّم)
(1)رحمةٌ جامعةٌ شاملةٌ ؛وسعت البشر والحيوان والشجر والحجر .
من اروع تجليّاتها تلك التعليمات التي كتبها التاريخ بماءالذهب والتي لم يسبق اليها سابق في الماضي ولا لاحق في الحاضر والمستقبل.
حينما وقف على راس الجيش يلقي على مسامع الدنيا قيمًا ومبادئ وتعليمات تحفظ للجنس البشري بقاء نوعه ؛ وللكرامة الانسانية ماء وجهها ؛وللضعفاء والمساكين والاسرى والجرحى ودور العبادة كينونتها مخافة ان تضيع بين ارجل الخيول الضابحة والسيوف الجامحة.
ففي الحروب تتوارى الرحمة والعقل والحكمة وتتقزم لتفسح مساحة واسعة لغريزة القتل والانتقام تتيح للظفر والناب والمخلب فرصة التغول والتفحش والافتراس اين منه افتراس حيوان الغابة .هنا في هذا الموطن يقف نبي الرحمة يلقي على مسامع الزمن ترانيم الرحمة التي عُرف بها وعرفت به صلى الله عليه وسلم.
لا تقطعوا شجرا ولا ثقتلوا طفلا ولا امرأة ولا شيخًا كبيرًا
لا تجهزوا على جريحٍ ولا تقتلوا اسيرًا ولا تُفزِّعوا راهبًا في صومعته.
بل اكثر من ذلك لم تُنسِهِ نشوة النصر في بدر ان يُجِّيرَ نتائج ذلك النصر في محاربة الجهل والامية حيث طلب من كل اسير قرشيٍَ يعرف الكتابة ان يعلم عشرة من المسلمين ان كان يطمح الى الحرية .
(2) سماحةٌ بلا حدود ؛سماحةٌ لا تقيدها خصوصية الدين والعرق واللون واللسان كان من اعظم تجلياتها ؛ استقباله وفد نصارى نجران في مسجده صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة مع نواقيسهم وصلبانهم وحين حان
وقت صلاتهم لم يمنعهم من ان يقرعوا نواقيسهم ويحملوا صلبانهم ضاربًا اروع الامثال في السماحة واحترام الآخر .
(3) سخاءٌ منقطع النظير ؛ من اعظم تجلياته ذلك العطاء الذي ناله راس قبيلة من قبائل العرب المشركة بعيدَ احدى الغزوات حين ملأت الغنائم بطن الوادي اغنامًا وإبِلاً
الامر الذي حدا براس تلكم القبيلة المشركة ان يقول : ما اعظم هذا يا محمد ! فقال الحبيب المصطفى اويُعجبك هذا يا اخا العرب ؟ قلب بلى يا محمد قال الحبيب محمد : كل هذا لك .
اسرع ذلك الرجل الى قومه حاثّاً لهم على الاسلام قائلا (آمنوا بمحمد فإنه يعطي عطاء من لا يخشى الفقر) هذا غيض من فيض اخلاق محمد وسمت محمد .فلا تفصِّلوا نبيًا ودينًا وفق احلامكم ومآربكم واهوائكم .
فَتَهْلِكوا وتُهلِكوا مَنْ خلفَكم
.
