اخبار اقليميهالرئيسية

«لواء صقور الرقة» ينسحب من جبهات القتال ضد تنظيم «الدولة» في محيط الطبقة احتجاجاً على استهدافه من التحالف الدولي

الحسكة ـ «القدس العربي»: أفاد ناشطون من ريف الرقة في شمالي سوريا، بانسحاب «قوات صقور الرقة» المنضوية ضمن صفوف «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري من جبهات القتال ضد تنظيم الدولة في محيط مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، وذلك احتجاجاً على استهداف التحالف الدولي لموقعها.

وكانت طائرات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية قد شنت في 12 نيسان/ أبريل الجاري غارة جوية بالخطأ على مواقع «لواء صقور الرقة» في جنوب مدينة الطبقة، مما أدى إلى مقتل 18 عنصراً وأصيب آخرون.
وقال الناشط الإعلامي أبا محمد الرقاوي، لـ«القدس العربي»، «إن مدينة تل ابيض في ريف محافظة الرقة، لا تزال تشهد توتراً كبيراً بعد مقتل 18 عنصراً من قوات صقور الرقة المنضوية ضمن قوات سوريا الديمقراطية، بعد أن استهدفهم طيران التحالف الدولي الثلاثاء الماضي».
وأضاف «ان لواء صقور الرقة المكون العربي داخل ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية سحب كامل قواته من جبهات القتال ضد تنظيم الدولة في محيط مدينة الطبقة، إلى مدينة تل أبيض بعد اتهامه لوحدات الحماية الكردية بالمسؤولية عن الحادثة عقب اعطائه احداثيات خاطئة لطيران التحالف الدولي، الأمر الذي تسبب في حدوث حالة من التوتر بين الجانبين».
ونقل عن شهود عيان من المنطقة أن قيادياً في «وحدات الحماية الكردية» يدعى خليل أقدامير قام بتزويد قيادة عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة» بإحداثيات مقر تابع لـ«صقور الرقة» مدّعياً أنه موقع تابع لتنظيم «الدولة» قرب قرية جعبر شمال مدينة الطبقة.
وأكد المصدر الذي نقل عنه أن هذا التصرف جاء كرد فعل على رفض «لواء صقور الرقة» إصدار بيان حاولت «الوحدات الكردية» فرضه عليهم، يتضمن تنديداً ورفضاً قاطعاً لمشاركة الجيش التركي في معركة الرقة، بالإضافة لعدم موافقة اللواء على الاندماج في صفوفها.
وقال الناشط السياسي عمر هويدي، إن «انسحاب لواء صقور الرقة من محيط مدينة الطبقة بعد استهدافه من قبل التحالف الدولي يأتي ضمن سياسة الوحدات الكردية التي تحاول عزل جميع الفصائل العربية من المشاركة في معركة الرقة، والتضييق عليها سياسياً وعسكرياً، وفي الوقت نفسه تعمل على استبدال هذه الفصائل بمجموعات أخرى أكثر تبعية وتكون تحت مسميات جديدة».
واعتبر في تصريح لـ«القدس العربي»، «أن إعطاء احداثيات مغلوطة للتحالف الدولي بشكل متعمد كشف الوجه الحقيقي للوحدات الكردية التي تسعى إلى توظيف الفصائل العسكرية العربية كواجهة بعد الإفلاس الذي أصاب أطروحاتها بفعل ممارستها بحق السكان العرب، وذلك من أجل السيطرة على الرقة وريفها».
وعن التداعيات المستقبلية للتوتر الذي يحصل بين الحين والآخر بين «وحدات الحماية الكردية» والفصائل العربية المشاركة بجانبها ضمن عملية غضب الفرات، توقع هويدي «أن يتواصل التوتر ما لم تتحرر الفصائل العربية من هيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي عليها والتي أدت إلى تبعية معظم الفصائل العربية لسياستها»، مشيراً إلى أن «ضعف الفصائل العربية أمام وحدات الحماية الكردية في المناطق التي تسيطر عليها تسبب في استغلال هذه الفصائل من أجل تكثيف ممارستها الانفصالية بذريعة القوى العربية المشاركة بجانبها ولا سيما في ريف الرقة».
يذكر أن «قوات سوريا الديمقراطية» التي تتكون أساساً من وحدات الحماية الكردية كانت قد أطلقت قبل أيام المرحلة الرابعة من حملة غضب الفرات، التي قالت إنها تهدف لإحكام سيطرتها على ريف الرقة الشمالي ووادي جلاب، بهدف إطباق الحصار على مدينة الرقة، أبرز معاقل تنظيم الدولة في شمالي سوريا حيث تمكنت خلال الفترة الماضية من السيطرة على مطار الطبقة العسكري، وحصار مدينة الطبقة من جهاتها الأربع.

المصدر : القدس

مقالات ذات صلة

إغلاق