اقلام حرة
حبة الفياجرا / علاء سعيد حميد
تبسم الحاج لكل من يبارك لهُ و يهنئهُ على زواجهُ من ابنة صديقة صديق العمر و بعد خوض غمار الحياة معاً في جميع ظروفها القاسية أراد ان يوطد العلاقة اكثر و اكثر فقام و اهدى ابنته الصغيرة كزوجة للحاج الذي يبلغ من العمر ثلاثة و ستون سنة معتبراً ان ابنته اقل هدية ممكن ان تقدم لمثل هذا الحاج النهم الذي لا يكف عن الزواج و الطلاق و لكثرة نقوده التي اراقها في ملذات الحياة آن الأوان لتتمتع ابنته الصغيرة بقدر من المال و الخروج بحصيلة معتبرة تجعلها تعيش حياة مترفة أنه يعلم تماماً مآرب الحاج من الزواج و عاجلاً او آجلاً سوف يطلّق ابنته مع الكثير من النقود و قد بذل جهداً جهيد لإقناع ابنته بالفوز بتركة جيدة لأنه اعتقد ان ما كان عليه الحاج من نعمة كانت بفضلة و الوقوف بجانبه حتى راقت الدنيا للحاج غير ان السجن حال دون ان يكون شريكه و اليوم حان موعد سداد الدين و لكن بخطة محكمة لأنه يعرف ان الحاج بدأ يتوعك صحياً و ان العملية الجنسية بدأت تتدهور لديه غير ان الحاج له متعته العقلية و الهوس الجنسي في مخيلته و ذاكرته لا زالت نشطة و ان الخبث لدى صديقه اراد ان يزوجه ابنته و إن لم ترثه تخرج بمبلغ محترم و تنال الطلاق .
بدأت منطلق فكرته بعد ان تكلم مع الحاج عن موضوع زواجه الجديد حيث قال : يا صاحبي لا بد من تجديد الشباب و اتزوج بفتاة صغيرة تعيد اليًّ حيويتي غير ان العمر تقدم و الطبيب قال لي محذراً ان اجهد نفسي و على ما يبدوا اني سوف اقلع عن فكرة الزواج الى ان اجد الحل لخمولي الجنسي .
عرف ان الحاج لن يترك هوسه و انه سوف يستمر بذلك التفكير و يعود لفكرة الزواج فلا رادع يقف امام تعلقه بالزواج و من هنا مارس الشيطان طقوسه مستغلاً ضعف الايمان و محرر الجانب السيء لدى صديق الحاج فرسم خطته الى قتل الحاج بدون دليل و بسلاح يحبهُ الحاج كثيراً فقد علم من احد الاطباء ان حبة المقوي الجنسي لها تأثير على القلب و ربما تؤدي الى الموت عند اعتلال القلب و فكر ان يزوجه ابنته و يهديه حبة او اثنتين
فيكون الاجل اقرب اليه .
كان الحاج يتبسم لنصر في ذاته و افتخاراً لحصوله على ابنة صديقه و هي صغيرة فيها الحيوية و العنفوان و الفضل يعود لصديقه الذي زرع الثقة لديه و اهداه فلذة كبده المحبوبة لتكون زوجته و الاكثر من ذلك انه يعرف تطلعات الحاج و اسبار غوره الجنسي لذا اعطاه ايضاً حبتين من الفياجرا لتعينه على هذه الليلة .
كان يترقب حدوث أمر ما و هو مستعد تماماً للإسراع في طلب اي صوت للعويل الا ان الوقت تأخر و أخذه النعاس فأغمض عيناه و رأى في منامه صديقه يعاتبه و يلعنه و يسبه و هو يمسك قلبه و الحاج يجود بنفسه حتى و صل اليه و مسكه من رقبته ليخنقه , نهض مفزوعاً على صوت العويل قال أخيراً لقد حصل المتوقع و خرج مسرعاً ليجد الحاج مرفوع على الايادي و ابنته ملتفة بعباءتها تصرخ ثم اخذوه الى المستشفى مسرعين به لعل فيه رمق أخير , و صلوا به الى شعبة الطوارئ و وضعوه على السدية و جاء الطبيب مسرعاً يقلبه و يفحصه فسقطت حبة الفياجرا تتدحرج من جيبه و الطبيب ينظر اليها و الى الذين يحيطون بهِ