مكتبة الأدب العربي و العالمي

خالد_بن_الوليد

اعداد: ريم محمد

أستاذ العسكرية الإسلامية ، والقائد الأعلى لقوات المسلمين المقاتلة ضد
إمبراطورية فارس على الجناح الشرقي ، والقائد الأعلى للقوات المجاهدة ضد
إمبراطورية الروم على الجناح الغربي ، والقائد الأعلى للجيوش الإسلامية الموحدة في
حروب الردة ، إنه قائد معركة “اليرموك ” الخالدة ، وقائد معركة “اليمامة ” الباسلة ، وقائد
معركة “ذات السلاسل ” التاريخية ، وقاهر صحراء “الأنبار” القاحلة ، وقائد معركة “موتة”
المجيدة التي انتصر فيها بثلاثة آلاف مجاهد فقط ضد خمُس المليون من الروم
وحلفائهم ، إنه سيف الله المسلول ، إنه صاحب الذكر الحميد، والنصر المجيد، إنه البطل
الإسلامي الصنديد. . . . . . خالد بن الوليد.

كيف أنتصر خالد بن الوليد بالرغم من إستشهاد القادة الثلاثة للجيوش الإسلامية؟
فقام خالد بوضع خطة حربية اعتبرت معجزة من المعجزات العسكرية،
هذه الخطة ما زالت تدر سَّ في الكليات العسكرية في كل أنحاء العالم ، فلقد انتصر خالد
بثلاثة آلاف مجاهد أمام مائتي ألف مقاتل نصراني من الروم وحلفائهم من نصارى
الشام ! ولكي تدرك مدى براعة تلك الخطة وسبب اختيارها لتدرسَّ في المعاهد
العسكرية ، ينبغي عليك أن تذهب معي بخيالك إلى جنوب الأردن ، وبالتحديد إلى موتة
على بعد 130 كم إلى الجنوب من العاصمة الأردنية “عمانن هناك يتواجد مائتا ألف
مقاتل من الروم ونصارى الشام المتحالفين معهم ، وفي وسط هذه المعمعة توجد
مجموعة محاصرة من العرب لا تكاد ترى من كثرة الروم من حولهم والذين يقدرون ب
66 ضعف اَ، ليقاتل المسلمون الروم حتى جاءت عتمة الليل ، عندها جاءت ساعة الصفر للتنفيذ.

وكانت مراحل الخطة كالتالي
أولا: جعل خالد بن الوليد الخيل تجري في ارض المعركة طوال الليل لتثير اَلغبار
الكثيف ، لكي يتسنى له خداع الرومان بأن هناك مدد اَ قد جاء للمسلمين من المدينة!
ثانياً: غير خالد من ترتيب الجيش ، فجعل الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة ، وجعل
المقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة ، وحين رأى الرومان هذه الأمور في الصباح ، ورأوا
الرايات والوجوه والهيئة قد تغي رَّقي ، أيقنوا أن هناك مدد اً قد جاء للمسلمين ، فهبطت
معنوياتهم تماماً!
ثالثاً: جعل خالد في خلف الجيش وعلى مسافة بعيدة منه مجموعة مًن الجنود
المسلمين فوق أحد التلال ، منتشرين على مساحة عريضة ، ليس لهم من سغل إلا إثارة
الغبار والتكبير بصوت عال لٍإيهام الرومان بالمدد المستمر الذي يأتي للمسلمين من
المدينة!
رابعاً: بدأ خالد بن الوليد في اليوم التالي للمعركة بالتراجع التدريجي بجيشه إلى
عمق الصحراء، الأمر الذي شعر معه الرومان بأن خالداً يستدرجهم إلى كمين في
الصحراء، فترددوا في متابعته ، وقد وقفوا على أرض مؤتة يشاهدون انسحاب خالد، دون
أن يجرءوا على مهاجمته أو متابعته!

هناك قذف اللهّ الرعب في قلوب القوات النصرانية المتحالفة من روم ونصارى
العرب ، فقد كانوا يحاربون ثلاثة آلاف بالأمس من دون أن يتغلبوا عليهم ، فكيف إذا جاءت قوات إضافية إليهم من المدينة ؟! عندها انتصر المسلمون على الروم ، وفتح اللهّ على خالد وجنده هذا الفتح العظيم ، وغنم المسلمون مغانم كثيرة من هذا الفتح،
والغريب في الأمر أن عدد شهداء المسلمين في هذه المعركة هو 12شهيداً فقط
من بينهم القادة الثلاث رحمهم الله جميعاً، بينما يكفي لكي تقدر ضخامة عدد ضحايا الروم أن تعلم أن تسعة أسياف قد انكسرت في يدي البطل خالد بن الوليد وحده من كثرة
الجماجم التي دقها بسيوفه حتى انكسر السيف بعد السيف في زنديه..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق