نشاطات

الامبراطورة فوزية التي خسرت تاجها مرتين في مصر وإيران

عاشت حبيسة قصرها

الإمبراطورة فوزية، أو كما تشتهر في مصر بـ”الأميرة فوزية” واحدة من أبرز نساء عائلة محمد علي باشا، بسبب قصتها المليئة بالتفاصيل والأحداث منذ ولادتها عام 1921 وحتى وفاتها عام 2013.

هي نجلة الملك فؤاد وشقيقة الملك فاروق والزوجة السابقة لشاه إيران محمد رضا بهلوي.

وللتعرف أكثر على تفاصيل حياتها، تابع السطور التالية:

لها أصول مشتركة بين الفرسنية والألبانية والشركسية

جدها لأبيها هو الألباني محمد علي باشا الذي حكم مصر في الفترة ما بين 1805 و1848.

أحد أجدادها لأمها الملكة نازلي كان ضابضاً فرنسياً خدم في صفوف الجيش مع نابليون بونابرت.

لذلك كانت ملامحها أوروبية بشكلٍ كبير، كما تلقت تعليمها بسويسرا، وأتقنت اللغتين الفرسنية والإنكليزية.

فقدت حريتها في القصر الملكي

المصدر: مجلة لايف

بعد انتهاء فوزية من دراستها في أوروبا، عادت إلى القاهرة وأصبحت حبيسة القصر الملكي.

اضطرت إلى الاتزام بالقواعد والتقاليد المصريّة، وهو ما كان عكس طريقة حياتها في أوروبا، وأصبح خروجها من القصر الملكي للتنزه شبه مستحيلاً بدون مراقبة من خَدَم القصر.

بينما كانت الفتيات في سنها يعشن أجمل أيام حياتهن في تلك الفترة، اضطرت فوزية للتفكير في كل خطوة بسبب وضعها الاجتماعي، خاصةّ وأن الوضع السياسي في ذلك الوقت كان حساساً بالنسبة للملك.

كانت فوزية معروفة بتلقائيتها وبتواضعها الكبير وهو ما كانت ترفضه العائلة الملكة، وكان فاروق أخيها يصفها بـ”الفتاة الخام”.

 

من شقيقة ملك مصر إلى زوجة ملك إيران

رغم أنها لم تقابله قبل حفل الزفاف سوى مرة واحدة، تزوجت الأميرة فوزية من أمير إيران محمد رضا بهلوي عام 1939،، وكانت لم تُكمل الـ18 من عمرها.

أقيم حفل الزفاف الأول بالقاهرة، وأعقبه حفلاً ثانياً في إيران.وبعد عامين فقط من الزواج حصلت الأميرة فوزية على لقب ملكة إيران، عقب وفاة والد زوجها، ليتولى زوجها محمد رضا عرش إيران.

حياة مليئة بالترف والتعاسة!

عاشت فوزية في إيران حياة مليئة بالترف والشهرة كونها زوجة الملك، ونشرت صورها على أغلفة المجلات الأوروبية، حيث تصدرت غلاف مجلة LIFE بعدما التقطها المصور الشهير سيسيل في الأربعينيات.

لكن كل ذلك لم يساعد فوزية في تحدي السلطوية التي فرضها زوجها عليها داخل القصر.

ولأنها لم تستطع التجانس مع هذا الوضع، طلبت فوزية الطلاق من زوجها الملك، بعد أن أنجبت منه ابنتها البكر شاهيناز بهلوي.

إيران تقول إن الطلاق بسبب الانجاب!

يعتقد الإيرانيون أن طلاق الأميرة فوزية من الملك محمد بهلوي جاء بسبب رغبة الملك في إنجاب طفل يرث عرشه بعد وفاته، لكن فوزية أنجبت طفلة ولم تستطع إنجاب طفلٍ للملك، فتوترت العلاقة وانتهت بالطلاق.

وعادت فوزية بصحبة ابنتها البالغة من العمر ثماني أعوام للقاهرة مجدداً عام 1948، حين كان شقيقها الملك فاروق مازال متربعاً على عرش مصر.

وكان طلاق فوزية بهذه الطريقة حدثاً نادراً في الشرق، حيث لم يحدث من قبل أن تتخلى زوجة عن لقبها الملكي لتطلق من زوجها لأي سببٍ كان.

هل فاروق هو من خطط لطلاقها؟

الأميرة فوزية بجانب شقيقها فاروق وشقيقاتها

هناك قصة متداولة تفيد بأن الملك فاروق هو من خطط لتفريق شقيقته عن ملك إيران ودفعها لطلب الطلاق، بعد أن وصلت لفاروق تقارير سرية من طهران تفيد بأن العلاقة بين فوزية وزوجها تسير من سيء إلى أسوأ.

لكن يُقال أن هذه التقارير لم تكن دقيقة، رغم أن فاروق اعتمد عليها في ابثات أهمية طلاق فوزية من زوجها.

وبالفعل تم الاتفاق بين إيران ومصر على الطلاق.

فوزية تتزوج من ضابط بالجيش المصر وتفقد لقبها الملكي للمرة الثانية

لم تكن تعلم حين تزوجت الأميرة فوزية من العقيد إسماعيل شيرين في مارس من عام1949، أن زملاءه بالجيش يرتبون للانقلاب على أخيها الملك في ذلك الوقت، وهو الانقلاب الذي أدى لنفي فاروق خارج مصر، ونزع جميع الألقاب الملكية.

وهكذا فقدت فوزية للمرة الثانية لقبها الملكي، وأصبحت فوزية فؤاد بدون أية ألقاب.

وكانت تلك هي المرة الثانية التي تفقد فيها لقبها عقب طلاقها من ملك إيران.

وحين التقت فوزية بالرئيس الراحل أنور السادات ذات مرة، قالت له: “خسرت التاج الملكي مرتين في حياتي، الأولى حينما قررت ألا أكون ملكة إيران بإرادتي، والثانية عندما فقدت لقب الأميرة في مصر، وعلى كل حال فكل ذلك أصبح من الماضي الآن”.

عاشت فوزية مع زوجها الثاني ما يقرب 45 سنة، أي ما يساوي نصف عمرها، إذ توفيت في عمر الـ91 عاماً. وأنجبت من زواجها الثاني طفلين، حسين ونادية.

مقالات ذات صلة

إغلاق