اخبار اقليميهالرئيسية

اسرائيل رشت جعفر النميري بـ 56 مليون دولار لتهجير الفلاشا عن طريق السودان

نسمع هذه الأيام عن حركة احتجاجات يقوم بها يهود الفلاشا، في فلسطين المحتلة، الذي يشكون من الإهمال والتمييز. ويهود الفلاشا، أو يهود الحبشة (أثيوبيا حاليا). هي سلالة يهودية قديمة تحولت الى النصرانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، على يد حركة تبشير انجليزية. لذلك ما زالت هناك شكوك وخلافات، لغاية الان، حول (يهودية) الفلاشا، رغم قبولهم كيهود من قبل المؤسسة الدينية في اسرائيل.
وقد جاء اهتمام سلطات الاحتلال بجلب اليهود الفلاشا وغيرهم، مبكرا، نظرا لحاجتها الماسة الى هجرة كثيفة تساعدها في بناء مستوطنات جديدة. وقد جاءت الفرصة السانحة لحكومة الاحتلال عام 1979، عندما طلب رئيس اثيوبيا انذاك، منغستو هيلا ميريام، من مناحيم بيغن، رئيس وزراء اسرائيل، ان يساعده اللوبي الاسرائيلي في واشنطن لاخذ موافقة الكونغرس لتزويد اثيوبيا بالسلاح الامريكي. فوافق بيغن مقابل أن يسمح هيلا مريام ليهود الفلاشا بالهجرة الى فلسطين المحتلة. وقد بدأت عملية تهجيرهم مطلع عام 1981، بنقل 140 شخصا منهم، مباشرة من مطار أديس بابا، ثم نقلوا الف شخص آخر، إلى أن توقفت هذه العمليات الصغيرة عام 1982، بسبب الحرب الاهلية في اثيوبيا.
عملية موسى
وفي اوائل الثمانينات، بدأت (عملية موسى) السرية لتهجير الفلاشا الى اسرائيل عن طريق السودان، بمساعدة امريكية، خلال إدارة الرئيس رونالد ريغان. بدأ الأمر بطلب مساعدة تاجر السلاح المعروف، عدنان خاشقجي، كي يقنع الرئيس السوداني آنذاك، جعفر النميري، بأن يتم تهجير الفلاشا الى اسرائيل عن طريق السودان، مقابل حصول النميري على رشوة مقدراها 56 مليون دولار، توضع في حساب سري باسمه في روما، ومبالغ إضافية إلى مساعديه اللواء عمر الطيب، والدكتور بهاء إدريس.
وفي منتصف سنة 1984، تم ترتيب لقاء في قصر خاشقجي، في نيروبي عاصمة كينيا، ضم جعفر النميري وآرائيل شارون، إضافة الى الدكتور بهاء إدريس، حيث تم الاتفاق على بدء العملية. ثم بدأ التنفيذ بإنشاء مخيم للاجئين في منطقة (القضارف)، وآخر في منطقة (تبواوا)، وهي مناطق نائية تقع على الحدود السودانية الاثيوبية، جرى تجميع يهود الفلاشا فيهما. وفي يوم 20 نوفمبر 1984، وصلت الحافلات المحملة بالفلاشا القادمين من المخيمات، إلى مطار الخرطوم، واقلعت بهم طائرة مدنية الى بروكسل، في بلجيكا، حيث تزودت بالوقود، وواصلت رحلتها بهم الى فلسطين المحتلة. ولقد انطلقت من مطار الخرطوم 28 رحلة جوية، على هذا المنوال، نُقل خلالها حوالي 10 آلاف من يهود الفلاشا. ثم انكشفت العملية وتوقفت بعد تسرب غاز إلى مستودع بضائع كان يتم إخفاء المهجرين الفلاشا فيه.

عملية سبأ
وبعد ذلك، زار الخرطوم جورج بوش الأب، الذي كان نائبا للرئيس ريغان، واقنع جعفر النميري بإستئناف عملية تهجير الفلاشا. وبتاريخ 18 مارس آذار 1985، أخذت الطائرات العسكرية الامريكية الكبيرة C130 تقلع بيهود الفلاشا، هذه المرة من مطار (العزازا) بشرق السودان، القريب من منطقة (القضارف)، وتتوجه مباشرة إلى مطار عسكري اسرائيلي في صحراء النقب، جنوبي فلسطين. وقد قامت الطائرات العسكرية الامريكية بـ 6 رحلات فقط، نُقل خلالها آلاف يهود الفلاشا، ثم توقفت العملية بعد انفضاح أمرها. وفي نهاية الثمانينات، جرى تهجير الفلاشا مباشرة من مطار أديس أبابا الى فلسطين المحتلة. وتواصلت موجات هجرة الفلاشا، بتؤاطى أمريكي، لغاية 1991، حين سقطت الحكومة الاثيوبية.

عدد الفلاشا 140 الفا
يبلغ عدد يهود الفلاشا في فلسطين المحتلة 140 الف نسمة، يشكلون قرابة 2% من سكان فلسطين المحتلة. ومن هؤلاء 85% مولودون في بلدهم الأصلي إثيوبيا. ويشتغل غالبية الفلاشا عمالا في قطاعي النظافة والأغذية. ويبلغ متوسط دخلهم الشهري أقل بنسبة 35% من متوسط مداخيل الفئات الاخرى من الغاصبين. ويقال أن كثيرا من الفلاشا لا يتقنون اللغة العبرية، خاصة من جاؤوا في موجة الهجرة الأولى والثانية، وهم منغلقون ولم يتأقلمون اجتماعيا، رغم برامج الإندماج الحكومية. ويُعتبر الفلاشا مواطنون من الدرجة الثانية، ويواجهون نظرة فوقية لأسباب متعددة، إحداها لون البشرة. ويتهم الفلاشا (البيض) الإسرائيليين بالتمييز العنصري الممنهج بحقهم، وبحرمانهم من حقوقهم، وبتعامل الشرطة معهم بالعنف التعسفي وباستخدام القوة المفرطة ضدهم. ويشبه الفلاشا أنفسهم بالأمريكيين من أصول إفريقية.
يعيش الفلاشا في أحياء فقيرة ومهملة ومخيمات من صفيح، على أطراف المدن، كما هو الحال في مدينتي الخضيرة والعفولة، حيث تبلغ نسبة المعتقلين الجنائيين بينهم نحو 40%، خاصة بين الشباب الذين يعانون الفقر والبطالة والتمييز.

مواجهات الفلاشا عام 2015
في بداية شهر أيار 2015 اصطدم الفلاشا مع الشرطة في قلب تل أبب، خلال احتجاجهم على الممارسات العنصرية ضدهم، بعد احتجاجات مشابهة لهم في القدس المحتلة قبلها بأيام، نتيجة إعتداء شرطي على جندي اثيوبي. ورفع المتظاهرون يافطات تندد بالعنصرية، وتدعو إلى مساواة الإثيوبيين، ودمجهم في المجتمع، وهتفوا ضد الشرطة واتهموها بالعنصرية والعدوانية تجاههم. وتحولت المظاهرات إلى مواجهة مع الشرطة استخدمت الهراوات والخيول وقنابل الصوت والغاز ضد المتظاهرين الذين رجموا الشرطة بالحجارة، وأصيب العشرات من الطرفين.
ملاحظه : لم ولن يستطع اعداء الاسلام والمسلمين لولا الخيانات العربيه الذين هم من ملتنا فهم أساس البلاء والعله
المصدر : مواقع التواصل الاجتماعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق