اقلام حرة

مصر و فلسطين و العلاقة الأزلية منذ العهد الفرعوني ,بقلم رئيس تجمع عائلات فلسطين دعوض قنديل

 قبل خروج أولاد يعقوب إلى مصر بعد أن أضاعوا أخاهم في نزوة غيرة من حب أبيهم له و لأخيه الشقيق و العلاقة بين مصر و فلسطين علاقة تكامل و تبادل بين مد و جزر لأن مصر النيل باتساعها و انفتاحها على افريقيا غربها و شمالها لا يكون لفلسطين إلا عبر مصر و كذلك لا تدخل مصر إلى أسيا و حضارات ما وراء النهر و الرافدين إلا عبر البوابة الفلسطينية التي كانت تشكل رأس الحربة لمصر كما كانت هي مدخل الغزاة و الطامعين من آسيا و شرق أوروبا, حتى الفتوحات الإسلامية دخلت مصر من بوابة فلسطين و كذلك قوافل التجارة. و إذا بدأنا بالهكسوس و الرومان و التتار و المغول و الأتراك , فلم تكن معارك مصر للدفاع عن حياضها إلا في فلسطين التي كانت خط الدفاع الأول و ساحة اللقاء و المجابهة , فإذا انتصرت فلها و إن انهزمت يكون الوبال , لذلك اهتمت مصر بتأمين عمقها بالحفاظ على فلسطين ضمن سيطرتها من قديم الزمان إلى حكم عائلة محمد علي و من بعده لتكون فلسطين رأس الحربة و قرن الاستشعار للأمن المصري إلى هذه اللحظة, و ما دخول مصر في العصر الحديث في حرب النكبة إلا دفاعا عن أمنها القومي قبل أي شيء بعد دفاعها عن فلسطين من باب الأمانة القومية و الأدبية. و كثيرا ما تجد العائلات الفلسطينية هي الامتداد الطبيعي للعائلات المصرية التي لم يكن بينها موانع جغرافية أو سياسية تمنعها من الامتداد و الانتشار إلى بلاد الشام و ما يؤكد ذلك أسماء العائلات و علاقة القربى و النسب بين عائلات مصر و فلسطين خاصة المنطقة الشرقية التي هي عمق العائلات الفلسطينية في العرق و النسب. أما بعد النكبة و هو ما نريد أن نخوض فيه من علاقة ملزمة لا حياد عنها فكانت في علاقة مصر بفلسطين ممثلة بقطاع غزة الذي بقي تحت وصاية مصر بعد حرب النكبة و لم يكن هذا صدفة بل كان بعد أن تشبَّث اللواء أحمد فؤاد صادق في البقاء على أرض غزة رافضا أن يترك من تبقى من جيش مصر محاصرا في منطقة الفالوجة و لن يعود لمصر بعد أوامر السياسيين له بالانسحاب إلا بهم و كانت اتفاقيات الهدنة و خروج الجيش المصري من الفالوجة بعد تبادلها بمنطقة بيت حانون و هكذا بقي هذا الشريط الحدودي الساحلي في قبضة الجيش المصري ليظل رأس حربة له في وجه ما يهدده من شر عن طريق الشرق الأسيوي . و بهذا ظل قطاع غزة تحت الوصاية المصرية و إدارتها بقيادة الحاكم الإداري العام ليسير أمور المواطنين إلى أن ما يستجد من أمور, و عليه فقد كانت العلاقة بين الشعبين علاقة أخوة و كفالة الأخ الكبير لأخيه الصغير , فكانت مصر هي المنفذ الوحيد لقطاع غزة من تجارة و صناعة و تعليم حيث كانت المناهج المصرية تدرس في غزة و تقبل الجامعات المصرية الطلاب الفلسطينيين للدراسة فيها لا فرق بينهم و بين المصريين أبناء البلاد و كانوا يدخلون جميع التخصصات و منها كلية الشرطة و الكلية الحربية و من يتخرج يعمل في الجيش المصري برتبته كما يعمل المصري مع حرية العمل و السكن و التمليك و التجارة و العيش الكريم و لم تكن أي فروقات أو منازعات بل كان الفلسطيني يعشق مصر و هواها لأنها تعيش في قلوبهم لأنها كانت تستثني الفلسطيني من أي قرار تصدره للجاليات التي تعيش و تتعلم في مصر , و كانت السفارات المصرية هي مرجعية الفلسطيني في قطاع غزة لإصدار وثائق السفر و إضافة المواليد و التأشيرات بل كان حجاج غزة يعتبرون من ضمن بعثة الحج المصرية, و بهذا كان الفلسطيني و المصري و السوداني هم الثلاث زوايا الرئيسية في مثلث الحياة في الخريطة المصرية و أمنها القومي و الاستراتيجي و من هنا نشأت و ترسخت العلاقة الأزلية, لتصبح مصر عمق قطاع غزة العائلي و الثقافي و التعليمي و بوابته إلى العالم الذي يحاول الكثيرون إغلاقها بدسائسهم و مؤامراتهم لخدمة أجندات معادية للشعبين و انحراف بوصلة الالتقاء في مربع الوفاق و التعاون على خدمة مصالح الشعبين الشقيقين , فلنترك الكبار في خلافاتهم و لنبدأ خطوات النجاح فيما فشلوا به !!

مقالات ذات صلة

إغلاق