الرئيسية

تصعيد فلسطيني.. مبادرة السلام والسيسي السبب وراء منع الرجوب من دخول مصر

نشرت صحيفة هآرتس مساء أمس تقريرا شرحت فيه أسباب التوتر مع القاهرة وسبب منع القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب من دخول مصر.

 

وفيما يلي نص التقرير المترجم:

 

 

أثارت محاولة السلام الإقليمي السرية لنتنياهو التوترات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس عباس الذي عارض الجهود المبذولة لعقد القمة، التي وافق السيسي على استضافتها ما تسبب في حدوث احتكاك مع مصر أدى إلى رفضها دخول جبريل الرجوب إلى القاهرة.

 

اعترض الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الجهود التي بذلت العام الماضي لإطلاق مبادرة سلام إقليمية بمشاركة رئيس الوزراء في دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح سيسي والقادة العرب إضافية.

 

ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها صحيفة هآرتس ونشرتها مساء أمس فقد تسببت موافقة السيسي على استضافة قمة اقليمية احتكاكا كبيرا بين  الرئيس عباس والرئيس المصري، واستمرت هذه الاحتكاكات حتى فترة قريبة ما تسبب في منع مصر لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب من دخول أراضيها.
وكانت صحيفة هآرتس نشرت يوم الاحد، تفاصيل خطة  السلام الإقليمية المتزامنة مع إطلاق حكومة وحدة وطنية في اسرائيل والتي تراجع نتنياهو عن  تشكيلها في اللحظات الأخيرة.
ووفقا لمصادر فلسطينية مطلعة على التفاصيل، فإن الرئيس عباس، مقتنع بأن نتنياهو لن يطلق محاولة جادة لدفع عملية السلام قدما، فهو قد عارض بشدة مؤتمر السلام في باريس وأي تدابير لتعزيز الحل القائم على دولتين. وقالت المصادرنقلا عن الرئيس عباس أنه يعتقد أن نتنياهو كان يريد الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق سلام إقليمي من أجل التخلص من المسؤولية وأملا في الضغط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات إضافية.

 

وقال مسؤول كبير لصحيفة هآرتس إنه و”لسوء الحظ، وافق السيسي على لعب هذه اللعبة، بينما كان كيري يعرف انه  يقترب من نهاية ولايته  وسعى لتقديم نوع من الإنجاز”. وأضاف المسؤول الفلسطيني بالنسبة “للقيادة الفلسطينية كان واضحا أنه لم يكن هناك نية للمضي قدما خطوة واحدة في مثل هذا الاتجاه  وأن قيام مصر بها كان خطأ كبيرا وكذلك خطأ من قبل كيري.”
وأوضحت مصادر في رام الله أن مبادرة السلام العربية، التي كانت على الطاولة منذ عام 2002، يمكن أن تكون أساسا لأي عملية دبلوماسية جادة بهدف السلام وتدعو المبادرة بشكل واضح لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 مقابل قيام الدول العربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

 

وقد سعى نتنياهو لكسب الوقت ولإسقاط المبادرة العربية، ولقد تلاعب بمصر والمملكة العربية السعودية ودول الخليج في محاولة لعكس المعادلة، بحيث يبدأ القادة العرب عملية التطبيع دون التزام اسرائيلي لإنهاء الاحتلال أو الدفع باتجاه تنفيذ حل الدولتين.

 

وقال مسؤول كبير في منظمة التحرير الفلسطينية لصحيفة هآرتس “لقد كان لدينا إعلانات فارغة وتجنب لأي خطة جدية للمضي قدما في عملية السلام، هذا في الوقت الذي نفهم أن لدى مصر مصالحها ولكن نحن لن نوافق على أن تكون على حساب المصلحة الوطنية الفلسطينية، ولقد فهمت السعودية تداعيات هذا التحرك ولم تكن متسرعة للمشاركة في هذه اللعبة، ومن المشكوك فيه أن تكون قد حضرت مثل هذه القمة.”

 

وقال المصدر إن الرئيس عباس خلال الأشهر الأخيرة من إدارة أوباما وفي عدة مناسبات تحدث عن أهمية اتخاذ الفلسطينيين بأنفسهم للقرارات الدبلوماسية الخاصة بهم، وأنهم لن يقبلوا بتطبيق قرارات استراتيجية تفرض عليهم من قبل أي بلد، بما في ذلك الدول العربية. وفي هذا السياق أشارت المصادر إلى أن الرئيس عباس كان يشير بشكل خاص إلى القاهرة، وهذا هو ما تسبب في توترات بينه وبين سيسي.

 

وقد أدت هذه التوترات مع القاهرة إلى استضافة مسؤول سابق وبارز في حركة فتح وهو محمد دحلان، الذي اضطر للخروج من الحركة. وخلال الشهرين الماضيين، بما في ذلك هذا الأسبوع وحده كانت هناك ثلاثة مؤتمرات في منتجع مصري حضره فلسطينيون مرتبطون بدحلان ومعظمهم من قطاع غزة.

 

كما زادت مصر أيضا من ساعات العمل في معبر رفح الحدودي وبدأت بمحادثات مع حماس، بما في ذلك مع نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية. وفي رام الله يقول مسؤولون ان هذا نتيجة للخلافات بين السيسي والرئيس عباس بشأن جهود السلام الإقليمي وليسوا هم أنفسهم سبب التوتر، كما زعم البعض.

 

وقبل أسبوعين، زار الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات القاهرة للقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري. جاء ذلك بعد يوم من اجتماع السيسي والعاهل الاردني الملك عبد الله في القاهرة الذين أعلنا التزامهما بحل الدولتين، وأن أي حل آخر يشكل خطرا على الأمن والاستقرار في المنطقة. هذه الرسالة طمأنت الفلسطينيين، لا سيما بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو لهما في البيت الأبيض التراجع عن حل الدولتين.

 

وعلمت صحيفة هآرتس أن عريقات نقل إلى شكري جميع الاعتبارات الفلسطينية حول المبادرة الإقليمية، لافتا نظره إلى التطورات الأخيرة في إسرائيل مثل قانون التسوية التي تجعل من أي ترتيب مستقبلي أقل احتمالا، وقال إن المبادرة المطروحة لن تحقق حل الدولتين وهي تخدم فقط  مصالح نتنياهو.

 

ووفقا لمصادر فلسطينية فقد وعد المصريون بتقديم إجابات قريبا، وتحدث الجانبان عن اتخاذ خطوات لتحسين العلاقات الثنائية. وبعد أسبوع، ومع ذلك، رفضت السلطات المصرية دخول أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب، والذي كان من ضمن الذين جاءوا لحضور مؤتمر جامعة الدول العربية، فقد تمت إعادته إلى عمان على متن أول رحلة مغادرة، وهي البادرة التي استقبلتها رام الله بأنهاا علامة على أن التوتر ما زال مستمرا.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق