الرئيسيةشعر وشعراء

//أمنيات ٌعلى أعتاب ديسمبر تحتطب//

سامية القاضي/ تونس

مسافر زاده أيام و بضعة من شهور …
رزنامة مواقيته على اعتاب ديسمبر
تنتظر العبور….
صفحاته توهجات زمن صمّاء…
أيها القادم من بعيد…
ليتك تراوغ ديسمبر قبل الدخول…
لتفتح لنا فجوة في حقائبك
تُرينا ما تحمله من نبوءات مؤجلة …
ايها القابع على اعتاب ديسمبر
سَلْ ضيفنا هذا المستعدّ للرحيل
سَلْهُ عن أمنيات لا تستقيل
تظلّ متسكّعة داخل أزمنة مثقوبة…
تنتظر في كل عام ان تسقط نجمة
تتبوّأُ خارطة الكون…
نجمة تحرس في دجى الليل احلامنا..
ايها القابع على اعتاب ديسمبر
ماذا حملت للأطفال ؟
فإنّ أعمارهم مكلومة…
لهث الليل في دمائهم
حتى تقطّعت بهم الدروب…
اطفال فقدوا البوصلة لأوطانهم
فجعلوا الحزن قبلتهم
أطفال غفت إبتساماتهم على قارعة الطريق…
فما اشدّ حاجتهم لأرضٍ وديعةٍ بلا حروب …
لا خوف فيها و لا انكسار…
و لا هروب منها و لا دمار…
أيها المسافر القابع على اعتاب ديسمبر
ماذا حملت للفقراء؟؟
لقد انهكتهم أجلاف السّنون
يغالبون عوزا آثمًا…
و رحيلا كالنّزيف…
ينتشر حزنهم بين أروقة الضّلوع
والحزن في وطني وطأته لا تطاق….
فما اشدّ حاجتهم لرحيق من الأمل
يسدّ الرّمق…
لغيمة تمطر بالخير سنواتهم العجاف
فهل تفتح شرفاتهم للربيع …
قد تخضوضر دروبهم
و تعشوشب الحياة …
أيها القابع على اعتاب ديسمبر
ماذا حملتَ للأرض؟
فقد اغتصبتْها ريحٌ صفراء
حتى نزفتْ جراحها في أوصالنا
و بكت عيونها من لظى أشعارنا
فما اشدّ حاجتها لأن يتفتح النرجس
على ثغرها ..
فتندمل من رحيقه الجراح
ايها القابع على اعتاب ديسمبر
ماذا حملتَ لأمّة مخذولة ؟
كل عام تجلدُها العثرات…
تتَدحرجُ على ظهرها
حجرة الخيبات….
أمّة تتراقص الخطوب على أبوابها
تاريخها بالخذلان قد كُتِب..
فما اشدّ حاجتها لبركان غضبْ…
يزيح عنا ثقل المُصاب
و يعيد كل شبرٍ مستلبْ….
ايها القادم من بعيد..
نحن أمّة بالأعوام تستجير
ننتظر ثورة الموج و صولة الريح
و شراعٌ على جناح حمامة
بخرجنا من تباريح الهزيمة
نحن أمة يشهد ديسمبر على عجزها
كلما عاد يلقانا على ابواب الخذلان
نحتطب…
حتى الكلام شاخت فصوله
بين حطام الضّجر..
والمسامع صارت جوفاء
من قلة الإكتراث و الثرثرة
و الكذبْ ….
سامية القاضي/ تونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق