نشاطات

صالون نون الأدبي وحوار مفتوح مع سفيرة أيام قرطاج الثقافية المبدعة دنيا الأمل إسماعيل، والفنانة الشابة صفاء عودة

عند الثالثة والنصف من بعد عصر الثلاثاء السابع من مارس 2017م كانت جلسة صالون نون الأدبي في حوار مفتوح مع سفيرة أيام قرطاج الثقافية المبدعة دنيا الأمل إسماعيل، والفنانة الشابة صفاء عودة
افتتحت الأستاذة فتحية صرصور اللقاء مرحبة بالحضور فقالت:
الحضور الكريم … رواد صالوننا الأفاضل … أهلا وسهلا بكم في لقاء جديد من لقاءات صالون نون الأدبي
أهلا بكم لأنكم حضرتم لقاءنا، وأهلا بكم وأنتم تتنسمون معنا عبق أريج يوم المرأة الفلسطينية، المرأة التي أنجبت رجالا، وربت رجالا، وكانت مع وإلى جانب وأمام الرجال في كل الميادين فصنعت مستقبل وطن، كل الاحترام والتقدير والتحية للمرأة في كافة مواقعها، وكل التحية للرجل الذي يساند ويدعم نضالها، وكل عام ونحن جميعا بألف خير
أما بعد،،،
كعادتنا في صالون نون نحتفي بالإبداع والمبدعات، واليوم في خطوة على طريق الجمع بين إبداع رسّخ أقدامه وصنع مجده، وبين إبداع يخطو خطواته في طريق المجد والتألق، في محاولة منا لنقل الخبرات والمعارف، رأيت أن أجمع بين ضيفتنا الرائدة والمبدعة دنيا الأمل إسماعيل سفيرة أيام قرطاج الثقافية، وضيفتنا الأخرى الفنانة الشابة صفاء عودة، لنصنع حوارا

ثم قالت الأستاذة فتحية: فوق ربوة ترتفع نحو 57 م، وعلى بعد 15 كم من العاصمة في الشّمال الشّرقي للجمهورية التونسية تتربع مدينة قرطاج الرائعة، بمساحة تبلغ نحو ١٨٠ كم²، ويمتد شريطها الساحلي على حوالي 3 كم، ليحدها البحر الأبيض المتوسط شرقا وبلدية سيدي أبي سعيد شمالا وبلدية المرسى غربا
في هذه المدينة ومنذ أكثر من خمسين عاما وأيام قرطاج تشتعل بنشاطاتها، فأيام قرطاج السينمائية هي أقدم مهرجان سينمائي في دول الجنوب، وقد تأسس عام 1966 م ببادرة من الطاهر شريعة، وتشرف عليها لجنة يرأسها وزير الثقافة وتتكون من مختصين في القطاع السينمائي.
أما أيام قرطاج المسرحيّة فانطلقت عام 1983م، وأخيرا كانت أيام قرطاج الموسيقية، ليصبح ثالوث للثقافة، تقدم بها العروض والأفلام والمسرحيات والندوات، كما تقدم بها المسابقات.

سأكتفي هنا لأتوجه للأستاذة دنيا فنستمع منها عن رحلتها الأخيرة وتكريمها بتقليدها وشاح سفيرة أيام قرطاج، تحدثنا فيها عن أيام قرطاج، ونشاطاته (سينما ومسرح وموسيقى) وعن الدور المناط بها كسفيرة لهذا النشاط.

بدأت الأستاذة دنيا كلمتها معربة عن شكرها للدكتورة مي والأستاذة فتحية، والشكر لصالون نون الأدبي الفكرة والمنشأ والاستمرارية، هذا المنجز الذي بدأ قبل ستة عشر عاما ولازال يواصل عطاءه ونشاطاته، وأشكر اهتمامك بهذا الحدث وترشيحي كسفيرة لأيام قرطاج الثقافية

وعن المرأة الفلسطينية قالت: النساء الفلسطينيات حققن كثير من الإنجازات؛ ليس على المستوى المحلي فقط، بل على مستوى العالم.
وعن أيام قرطاج قالت: هي فكرة نبيلة، نشأت بهدف تعزيز العلاقات بين الشعوب العربية والمثقفين، للملمة شتات الثقافة العربية وخلق نوع من الحوار الثقافي على مستوى الشعر والمسرح والموسيقى، فهي أيام ثقافية بكل معنى الكلمة وهي هوية ثقافية لكل شعب، ابتدأت من تونس وتستمر حتى العام 2017م
تم دعوة كثير من المثقفين والمبدعين العرب، ثم تم تشكيل عدد من المتحدثين، وشرفت بأن أكون سفيرة في فلسطين لهذه الأيام الثقافية.
نحن الآن بصدد الاشتغال على الفعاليات لهذه الأيام، ودراسة كيفية تمثيل فلسطين في هذا المهرجان حيث يشارك في هذه الفعاليات نحو أربعة وعشرين دولة من العالم، ليكون حوارا بين ثقافة الشرق، وثقافة الغرب بمشاركة المنتدى الأوربي العربي.
سنحاول أن نشكل الأيام بصورة تليق بمقامها ومكانها.
ثم قالت: فلسطين تحظى من تونس بعناية فائقة؛ شعبيا ورسميا.
تواصلت مع سفارتنا في تونس للتنسيق والتجهيز للمشاركة، كما تواصلت مع الرئاسة.
ستكون المشاركة على مستوى الزيارات، ثم الفعاليات، ثم احتفاء بالتاريخ والثقافة الفلسطينية، وستكون المشاركة في كافة المجالات؛ الصحافة والإعلام، القصة، الشعر، المسرح، الموسيقى، والتصوير الفوتوغرافي.
حتى الآن لا زلنا بصدد وضع تصور مبدئي حول آليات المشاركة
هناك حملة موازية لأيام قرطاج الثقافية وهي لجنة تونس – فلسطين كمشروع لإعادة إحياء القضية الفلسطينية.
ستقوم ثلاثة وفود تونسية بزيارة فلسطين:
الأول: وفد من البرلمان التونسي
الثاني: وفد من المجتمع المدني
الثالث وفد المؤسسات التونسية المحلية.
أما عن مكان انعقاد المهرجان فقالت: سيكون المهرجان في تونس وفي مدينة قرطاج بالذات وهي المدينة الجميلة ولها ما لها من روعة كما ذكرت الأستاذة فتحية.
ستمتد الفعالية لأسابيع تشارك فيها كل مجالات الفنون مع عرض للفنون والحرف اليدوية.
وقالت: ربما من الجيد أن نلتقي اليوم في صالون نون لنستمع لبعض الأفكار والمقترحات فنخرج بأفضل تمثيل ومشاركة عربية فيما يتعلق بهذه الفعاليات التي ستكون برعاية أعلى المستويات.
سنراعي في مشاركتنا بأيام قرطاج أن يكون التمثيل لكل الأشكال، سيتم تشكيل وفود عدّة:
وفد ثقافي فلسطيني – وفد يمثل كل شريحة – وفد من الشخصيات الاعتبارية وإقامة عدد من الجلسات.

إلى هنا توقفت الأستاذة دنيا عن الحديث فقالت الأستاذة فتحية شكرا للأستاذة دنيا، شكرا لهذه المعارف التي نقلتها لنا، والآن ننتقل لضيفتنا الشابة الرسامة صفاء عودة من محافظة رفح، حاصلة على بكالوريوس تعليم أساسي، وعما قريب بإذن المولى سبحانه وتعالى ستناقش أطروحة الماجستير بعلم النفس.
وصلت صفاء للقاعة مبكرا لتنشر لوحاتها في زوايا القاعة التي تحولت لأستوديو بهيج.
سنستمع من صفاء عن بداياتها الفنية، الداعمين لها في مسيرة الفن، والمعيقين والمعيقات أمام نشاطاتها.
بدأت صفاء حديثها بحمد الله وشكره، ثم الشكر لصالون نون الأدبي وشكر للأستاذ عمر أبو شاويش والأستاذ محمد، ثم الشكر لصديقاتها وأهلها وكل من يدعمها، وكل الشكر للحضور الكريم.
ثم قالت صفاء أطروحة الماجستير التي أعمل عليها تتناول فئة الرسامين خاصة.
وعن البدايات قالت: لم أبدأ الرسم مبكرا، إنما كان ذلك بعد إنهاء دراستي الجامعية، لقد سمعت من أحد أساتذتي بالجامعة عبارة مفادها أن الموهبة موجودة لدى كل شخص لكن عليه أن يكتشف نفسه، وأنا استغرقت عامين كاملين لأكتشف أنني رسامة، وكانت بداياتي بالرسم الكاريكاتيري وليد الصدفة دون تخطيط مسبق، حيث إن أول رسم كاريكاتيري قمت بتنفيذه عام2009 بهدف تفريغ الغضب، فوجدتها رسمة كاريكاتير ومنذ ذلك اليوم توالت الرسومات الى يومنا هذا وذلك من خلال التوجيه والارشاد من قبل الرسامين ذوي الخبرة ومع التدريب المكثف من طرفي.

وعن طبيعة رسوماتها قالت: أنا أحب التحدي، فرسم الشخصيات الكاريكاتورية يعتبر أمر صعب جدا ويحتاج لعمق فوجدتني أرسم العديد من الشخصيات وأشارك في مسابقات مع رسامين أجانب.
أنا أرسم بواسطة جهاز خاص بالرسامين يدعي تابلت، ولدى الكثير من الرسوم التي لم تعرض بأي معرض.
كون رسمي مختلف عن الرسوم الأخرى التي هي عبارة عن لوحات قماشية وألوان زيتية أو الأكريلك، فرسمي يكون من خلال برنامج الفوتوشوب بواسطة جهاز التابلت، وذلك يستخرج الرسوم على ورق مطبوع بحجم يكون مناسب لعرض تفاصيل الرسم.
حصلت على جوائز مادية ومعنوية من مسابقات تخص الكاريكاتير، المرة الأولى عام 2014 حيث حصلت على المرتبة الثالثة، والمرة الثانية في العام 2016 وحزت على المرتبة الثانية، وجميعها تتحدث عن الفساد.
أما عن المعيقات ومن قام بتشجيعها قالت: استمراريتي بالرسم يعود الفضل به لله تعالى ومن ثم عائلتي، فكان دورهم قوي ومشجع بين الحين والآخر وخاصة أثناء مسيرتي؛ كما أيضا شجعني الرسام الكاريكاتيري \ رمزي الطويل، حيث واكبني منذ البدايات الى هذه اللحظة من نصائح وارشادات مهمه يحتاجه أي مبتدئ في الرسم وخاصة الرسم الكاريكاتيري، وذلك لأنه لا يعتمد على الأداء فقط ولكن الفكر وهو الأساس.

أما المعيقات فهي كثيرة واجهني الكثير من الاحباطات، أهمها عدم تبني أي جهة أو مؤسسة لأعمالي، كما أنني:
1- لم أحظ بفرصة عمل بآجر في أي مجلة بالوطن، والسبب أن الاعمال محصورة بالاطار السياسي الحزبي كما اغلب ما يعرض اعمال دون مقابل
2- فرصة الانتشار، لم أحظ بتلك الفرصة مطلقا.
3- نوعية وأسلوب الرسم الذي ازاوله وخاصة الرسم الكاريكاتير للشخصيات رغم انتشارها في الخارج وله قبول بشكل كبير، الا ان في غزة لم تلقى أي اقبال أو اهتمام .
4- فرص العمل في غزة محصورة على منطقة غزة ذاتها، مما كان سبب برفضي كوني من سكان محافظة رفح.
5- لم أحظ بمعرض خاص بي لعرض رسومي الكاريكاتيرية
بعد أن أنهت صفاء حديثها بدأت بتقديم تعريف لبعض لوحاتها المعروضة فقالت: معظمها لشخصيات حقيقية وغالبا أنها شخصيات أجنبية، كما أنني تناولت بعض القضايا سياسيا واجتماعيا
هنا تدخلت الأستاذة دينا وسألتها عن دلالات اختيار الزاوية الكاريكاتيرية، وقالت بالنظر للوحة الفنانة أحلام أرى فيها الكبرياء، واللوحة الأخرى بها سذاجة.
أرى أن ذلك مرتبط بشخصيتك، تعبرين عن الشخصية من خلالك.
ردت صفاء: استمد ذلك من الصورة التي أرسمها، أنا أركز على جزء معين وأحاول تضخيمه، هذه الرسومات معظمها تقدمت بها لمسابقات مع الأجانب.
بعد أن أنهت صفاء حديثها شكرتها الأستاذة فتحية متمنية أن نرى لها أكثر من معرض ليتعرف الناس على هذه اللمسات الجميلة والإبداع المتألق.

بعدها انتقلت الأستاذة فتحية مرة أخرى للأستاذة دنيا لتحدثنا عن جائزة المرأة المبدعة التي أقيم حفلها قبل يومين في الخامس من مارس الحالي.
قالت الأستاذة دنيا في حديثها عن الجائزة: من أوائل من حصل على جائزة المرأة المبدعة رائدتي الصالون، كما أن الصالون حاز هذه الجائزة في الموسم الثاني للمسابقة، وهذا العام هو ثامن دورة للجائزة
أما آلية الترشح فيكون التقدم للجائزة فردي وبرسوم تبلغ مائة شيكل، هذا هو المتعارف عليه دوليا، حتى المشاركة في المؤتمرات والنشر في المجلات المحكمة يكون برسوم اشتراك، إلا أن كثيرات لا يعترفن بذلك، فإما أن تقول ليكن الترشيح لي من آخرين، أو أن البعض يعز عليها دفع الاشتراك، ويشترطن الدفع بضمان الفوز، وعلقت على ذلك بقولها: يصرفن في شئونهن الخاصة مبالغ طائلة ويصعب عليهن دفع مائة شيكل، لقد حدث أن دفعت العام الماضي عن أربعة نساء كي يتقدمن للمسابقة.
كما أن البعض منهن لا يتذكر التقديم إلا بعد انتهاء الموعد المحدد رغم أننا نعلن عن المسابقة في وقت مبكر وننشر الإعلان في كافة الوسائل، وقالت: آخر يومين لم أر النوم مطلقا من كثرة الاتصالات والاستفسارات وطلباتهن بالمشاركة بعد انتهاء الموعد
وقالت: في هذا العام كرمنا أربع عشرة امرأة في كافة المجالات، فيما كرمنا في العام الماضي ثمان عشر امرأة.
اختتمت بالحديث عن مستوى الجائزة فقالت: للجائزة صداها في العالم، لقد انتقلت الفكرة من عندنا لوزارة شئون المرأة، كما أنشئت في الخليج جائزة تحمل نفس الاسم (جائزة المرأة المبدعة)
لقد أصبح للجائزة حضور، انتصار الوزير (أم جهاد) المناضلة والسيدة المعروفة كُرمت سياسيا ومن منظمة التحرير لكنها لم تُكرم من أي مؤسسة نسوية، فقالت أول مرة أجد من يكرمني في بيتي
ستتبنى أم جهاد إصدار كتاب يتضمن الحديث عن جميع النساء المكرمات من خلال جائزة المرأة المبدعة
انتهى اللقاء، ولما ينتهي الحديث في الثقافة والإبداع، وأعلنت الأستاذة فتحية بقاء الباب مفتوحا لتلقي الآراء والمقترحات ليتم تمثيلنا بأيام قرطاج الثقافية بما يليق بفلسطين واسمها.

مقالات ذات صلة

إغلاق