شعر وشعراء

اليومً العالمي للمعاق / معاق بقلم جواد يونس

معاق

وقالوا: لا تُسمّوهُ “مُعاقا”
فقلت لمن هذَوا: يكفي نِفاقا

فما قدَّمتمُ لذَوي احتِياجٍ
سوى خُطَبٍ تُذكِّرنا النُّعاقا

ملَلنا مِن وُعودٍ كاذباتٍ
ب(سوفَ) و(سَ) وما شُفنا انطِلاقا

ولا تحكي بُغاثُ الطَّيرِ صَقرًا
ولا هي تشبهُ الحُمُرُ العِتاقا

=====

أجل … إني مُعاقٌ، ليسَ عَيبًا
فما مسَّت إعاقتِيَ الخَلاقا

فلم أكذِبْ ولم أحسِد وأحقِد
ولا نافقتُ من ظلمَ ارتِزاقا

مُعاقٌ … لم أجد فيكُم حنانًا
على من باتَ يشتاقُ العِناقا

مُعاقٌ … لم أجد فيكُم أصيلًا
ينيرُ حَياةَ من أمسى مُحاقا

مُعاقٌ … لم أجد فيكُم كريمًا
يُخفِّفُ ضَنكَ من بالعيشِ ضاقا

وكم ذي نِعمَةٍ من فضلِ ربّي
ويختلقُ المعاذيرَ اختلاقا!

=====

خطابُ رئيسِكُم كذِبٌ صريحٌ
وما صفَّقتمُ إلّا نِفاقا

فأينَ مراكِزُ التأهيلِ مِنّي
وقد ذقتُ الّذي لا مَرءَ ذاقا؟!

وكم بطلٍ جريحٍ في بلاد الفِدا
بتروا لهُ قدمًا وساقا

يسيرُ على ثَلاثةِ أرجُلٍ في
مضاميرٍ بها سبقَ الرِّفاقا

يُخضِّبُ نحرَهُ دمعٌ هتونٌ
كمثلِ الشَّمعُ يزدادُ احتراقا

وما خفَّفتمُ عنهُ مُصابًا
عظيمًا بالأصيلِ الحُرِّ حاقا

=====

أنا في بطنِ حوتٍ دون ذنبٍ
أسبِّحُ من بنى السَّبعَ الطِّباقا

وليتي كنت في سجنٍ أسيرًا
يُؤَمِّلُ من لظى السِّجنِ انعِتاقا!

أسامحُكم … فقلبي الغَضُّ ثلجٌ
وحملَ الحِقدِ ما يومًا أطاقا

وَرُغم الظُّلمِ والتَّقصيرِ أدعو
بِألّا تُنجِبوا وَلدًا مُعاقا

الظهران، 3.12.2018 جواد يونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق