نشاطات

تأملات/بقلمي الخطيب حسين

تأملات/بقلمي
بسم الله الرحمن الرحيم﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارحمهما كما ربياني صغيرا صدق الله العظيم.
كنتَ عندهما وصارا عندك الآن تُرى هل تستوي عنديّتُكَ وعنديّتَهما؟؟؟
ما اجمل كلام الله ! وما اجمل توقيعه للجملة والكلمة وحتى للحرف في مكانه الصحيح وفي بيئته النفسية والاجتماعية حينما يخاطب الشعور والوجدان والانسان وهل هناك وجدان وشعور اجمل وانبل من شعورنا نحو الوالدين؟
امعِن النظر اخي الحبيب جيدًا في لفظ (عندك)هذه الكلمة ليست مجرد حروفٍ لها دلالة في المعنى؛
انها كلمة لها ظلالٌ وايحاءاتٌ ووجدانيات وتبعات تنصبُّ في اذنكَ وعقلك وتستقر في قلبك حيثُ دفءُ العاطفة ونبل المشاعر يعملان كوقود لحركتك في الحياة تجاه هذين الوالدين.
(عندك) هذه الكلمة بحروفها القليلة كبيرة في معانيها ودلالاتها كيف ذلك؟؟
قبلما كنت عندهما ؛ وانت في عالم الغيب ؛ كنتَ تسكنُ احلامهما وامانيّهما طالما كنت في دائرة اهتمامهما تُرى أذكرٌ ام انثى؟ ما هو الاسم الذي يليق بها او به.
وأتيتَ الى الحياةِ ضعيفًا مثيرًا للشفقة لا تملك حولا ولا حيلة فاحتضناكَ ورعياك باندفاعٍ وحرصٍ لا مجاملةً ولا مراعاةً لمشاعر بل بكل الاخلاص والحرص الذاتي الغريزي ؛ كانا يرقبان نموك شبرًا بشبر ويدعوان الله ان تنمو وتكبر وتتزوج ليروا ابناءك .
كبرتَ واشتدَّ عودُكَ واستوت شمسك في كبد السماء؛ وكبروا معك فوهن عظمهما وشاب شعرهما ومالت شمسهما نحو الغروب.
وانقلبا طفلين ضعيفين ولكن بشعرٍ ابيض وعظمٍ هشٍ وذاكرة يعبث بها الخرف والنسيان. وتقاطرت اليهما الاسقام والادواء من كل فجٍّ عميق؛ فلزم ان يكونا عندك في داركَ في عقلكَ في قلبكَ في وجدانكَ في دائرة مسؤوليتك ورعايتك.
ولكن شَتّان بين عندك وعندهما فعندكَ هذه ذات شجون وشجون كي تنجح في اختبارها تحتاج الى الصبر والاخلاص ومراقبة الله تحتاج الى الاعصاب القوية والقرار الحاسم لان لاعباً جديدا متمترسًا في صدر البيت انه الزوجة لها مزاج ورؤية وموقف في بيتٍ فيه طفلان يائسانِ مُتَبَرِّمان مشاكسان مطالبهما كثيرة واحوالهما مثيرة ومع انينهما الذي يملأ ارجاء البيت من تداعيات المرض والهرم تتمنى في احسن احوالك مع حسن الظن بك ان يرحلا عن هذه الدنيا لا للؤمٍ في طبعك ولا لخلل في دينك بل لفلسفة تروق لك كما راقت لغيرك انها سنة الله في البشر (جيلٌ يطوي جيلا) واكاد اسمعك تدعو لهما عقب كل صلاة؛ مع حسن الظن بك:( اللهم احسن خاتمتهما ولا تُطِل في معاناتهما )وعينك على ست البيت التي كادت ان تأتي على اصابعها عضًّا وقضمًا من كيدها وتبرمها اليس كذلك؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! .

مقالات ذات صلة

إغلاق