مقالات
رضا في “اليوم العالمي لسلامة المرضى”: أين مصداقية الشعار وغزة تُباد؟ البروفسور رائف رضا
المقدمة
في اليوم العالمي لسلامة المرضى، حيث يُفترض أن يُرفع الشعار ليذكّر العالم بقدسية الإنسان وحقه في العلاج والكرامة الصحية، نجد أنفسنا أمام مشهدٍ مغاير تمامًا في غزة الجريحة. فبينما تُطلق منظمة الصحة العالمية شعاراتها عن السلامة والعدالة، يُباد شعب بأكمله، ويُحرم المرضى من أبسط مقومات الحياة: الماء، الدواء، والغذاء. هنا يصبح السؤال أكثر إلحاحًا: ما معنى هذا اليوم إذا كان أكبر اختبار إنساني يُسقط الشعار أرضًا قبل أن يرفرف في السماء؟
مع تحيات إدارة الموقع
النص
سأل رئيس “التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني” والأمين العام لـ “الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية” وعضو مجلس نقابة الأطباء البروفسور رائف رضا في بيان:
“في ذكرى اليوم العالمي لسلامة المرضى الذي تعلنه أعلى المنظمات الصحية في العالم، منظمة الصحة العالمية، وغزة تُباد من العدو الإسرائيلي، فالمرضى والجرحى يستشهدون دون ماء وغذاء ودواء، والمستشفيات تُدمَّر، عن أي يوم عالمي نتكلم؟ هل أصبح الشعار فولكلوراً يُتغنّى به للتذكير، وأين منظمة الصحة العالمية ومصداقيتها في هذا اليوم، وشعب غزة تحت الركام، والمرضى ينزفون في الشوارع والأطفال والرضع وكبار السن يموتون من عدم وجود الماء والدواء والغذاء؟”.
وأضاف: “أما آن الأوان لأن يصحو الضمير العالمي الإنساني والصحي في هذا اليوم، وتخجل المنظمات الصحية والإنسانية الدولية من رفع شعارات لا تجد ترجمتها على أرض الواقع؟ ألا يجدر بها أن تطبق شعارها عملاً لا قولاً، وتفرض نفسها بعدم الرضوخ للقرارات والضغوط الدولية الداعمة للعدو الإسرائيلي ليكون لهذا اليوم رمزيته الحقيقية؟ وإلا فإن التاريخ لن يرحم، لأنه سجل الأمم”.
البروفسور رائف رضا
الخاتمة
إن اليوم العالمي لسلامة المرضى يفقد معناه حين يصبح مجرد شعار معلّق في الهواء، بينما على الأرض يُباد المرضى في غزة وتُقصف المستشفيات ويُترك الجرحى للنزيف حتى الموت. إن أي حديث عن سلامة المرضى دون استحضار مأساة غزة هو تواطؤ مع الصمت، وإن لم تتحوّل هذه الذكرى إلى موقفٍ عمليٍّ صادقٍ، فإننا نكون قد قتلنا المعنى قبل أن يقتله العدو
مح تحيات إدارة الموقع

