مقالات

مؤشر التداعيات السياسية السلبية لحوار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي/ الاعلامي المعز بن رجب

في مؤشر على التداعيات السياسية السلبية لحوار الرئيس المصري عبد الفتاح السسي مع برنامج “ستون دقيقة” الذي تم بثه على قناة “سي بي إس” الأمريكية ليلة أمس ، تجاهل الإعلام المصري بكامله الحوار ، ولم تتعرض أي صحيفة أو موقع صحفي أو قناة فضائية الحوار بالتعليق أو حتى بالإشارة إلى حدوثه ، وهي حالة لم يسبق لها مثيل في حوار عالمي لرئيس الدولة .
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن أن توجيهات عليا من رئاسة الجمهورية وجهت إلى مختلف الصحف والفضائيات المصرية بتجاهل حوار الرئيس المنتظر بثه والذي أثار اهتماما واسعا في مصر والمنطقة العربية ، ووضح أن الجميع ينتظر التعليمات الجديدة التي تحدد طريقة عرض الحوار والرد الرسمي المصري لتفسير ما ورد فيه .

وتركزت معالجات الصحف والمواقع المصرية على افتتاح مسجد وكاتدرائية في العاصمة الإدارية الجديدة ، وفوز ممثل من أصل مصري بجائزة أمريكية رفيعة .
المفاجأة أن إعلام الدول المتحالفة مع الرئيس المصري امتنع هو الآخر عن التعرض للحوار حتى هذه الساعة ، وتجاهلته قناة العربية السعودية وموقعها كما تجاهلته قناة سكاي نيوز الاماراتية وموقعها الالكتروني .
وكان مقدم الحلقة قد واجه الرئيس المصري باتهام معارضيه له بأن يديه ملوثة بالدم في ميدان رابعة العدوية ، في إشارة إلى المذبحة الشهيرة ، حيث اضطربت إجابة الرئيس المصري على السؤال ، ما بين إنكار وما بين القول بأن آلاف المسلحين كانوا هناك وهو ما دحضه مقدم البرنامج ببيانات الحكومة المصرية وقتها ، فعاد السيسي للقول بأنه من الصعب تحديد من قتل من في مثل هذه المواجهات ، كما اعترف في الحوار بتنسيق كبير وشامل بين الجيشين المصري والإسرائيلي في عمليات مواجهة المسلحين في سيناء ، ونفى وجود أي معتقل سياسي في مصر مؤكدا أن كل الموقوفين هم من الذين حملوا السلاح ضد الدولة .

وتأتي الواقعة الجديدة لكي تشير بوضوح إلى السيطرة الشاملة للأجهزة الرسمية المصرية على وسائل الإعلام بمختلف صورها وإخضاعها للتوجيهات ، وهو الأمر الذي وضع مصر في مرتبة متأخرة للغاية في تقارير الحريات الصحفية على مستوى العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق