الرئيسية
ذكريات الشاعر الكبير وحيد الدهشان مع الشاعر المصري الراحل السيد صادق همام
شاعر الأمة محمد ثابت

منذ ما يقرب من عشرين عاما كنت محررا لدوحة الأدب بجريدة ٱفاق عربية وكنت مشرفا على قسم شعراء مصر بمعجم البابطين لشعراء العربية في القرنين ١٩ و٢٠ فاستحدثت زاوية بعنوان (صفحات من تاريخ الأدب) في محاولة للتوصل إلى بعض الشعراء غير المعروفين وبدأتها بنموذج من شعراء قريتنا فتلقيت رسالة بالغة القسوة من الأستاذ السيد صادق همام أحزنتني أيامها حزنا شديدا وفضلت عدم الرد عليها.. ومنذ أيام كنت أراجع ترتيب أوراقي وفي ملف الشاعر وجدت الرسالة مع رسالة أخرى كان يرد بها على أحد الحداثيين.. قرأت الرسالتين واستمتعت برسالة الرد على دعاة الحداثة.. تمنيت أن ألتقي بالرجل فتواصلت مع الصديق الأستاذ سيد درويش المقيم بمرسى مطروح حيث كان يعمل الشاعر فأخبرني أنه عاد إلى قريته بعد أن ساءت حالته الصحية منذ بضعة سنوات وتوصلت إلى قريته برج نور الحمص بمركز أجا عن طريق معجم البابطين للشعراء المعاصرين ثم تواصلت مع الصديق الشاعر الكبير محمد المتولى مسلم فأخبرني بوفاة الشاعر منذ ما يقرب من ثمانية أعوام وأنه كان من المقربين له رحمة الله ورضوانه عليه.. وبالأمس كنت أدون في وريقاتي هذه الكلمات متذكرا مقولة الشاعر الراحل محمد علي عبد العال أن وراء كل قصيدة قصة قصيرة وأحيانا رواية
.
أسامح الٱن ما قد كان أبداه
نقدا تجاوز عند الرمي مرماه
يا ليته قال ما قد قال مجتنبا
ما لا يليق بفيه أو بيمناه
وليت لم تنجرف ألفاظه ورعا
إلى السباب غداة اللفظ أغراه
وإنني الٱن فيما كان أعذره
ويحزن القلب أنا قد فقدناه
ويعذر المرء إذ للحق غضبته
وإن تخطى حدود الحق مسعاه
فيا ابن (صادق همام) بلا عتب
أدعو لكم ولنا أن يغفر الله
وأن تكون ربى الجنات موعدنا
تطيب لقيا حبيب عز مرٱه
ويجمع الله من كانوا أحبتنا
ولم نزل مر كأس البين نسقاه
أما اللقاء بدار الخلد سامحنا
عفو الكريم فنرجو أن نلقاه
بين المنى والمنايا إنني وجل
تؤرق القلب إن تذكر خطاياه
فأطلب الستر في دنيا وٱخرة
لي .. بل لكل حبيب لست أنساه
.
م.وحيد الدهشان
٢٠٢٥/١٠/٢٧ م

عناية مكتب القاهرة
مدير مكتب القاهرة ومدير التحرير
شاعر الأمة محمد ثابت

