الرئيسيةمقالات

كتب الدكتور محمد خليل رضًا مقالة بعنوان :بين المسؤولية الطبية؟ والإهمال العمّدي (القاتل أحياناً) للأهل تجاه مرضاهم، من زاوية القانون الطبي مع بعض الملاحظات في العمق؟!

المقدمة:

كعادته، يطلّ الدكتور محمد خليل رضا عبر موقعنا بمقالة تحمل الكثير من الجرأة والوضوح في طرح قضايا الطب، لكنها هذه المرّة تتجاوز حدود غرف العمليات لتلامس عمق القانون الطبي، والمسؤولية التي تقع بين يدي المستشفيات من جهة، والأهل من جهة أخرى. ما بين “المسؤولية الطبية” بمفرداتها العلمية، و”الإهمال العمّدي” الذي قد يرقى إلى مستوى الجريمة، يضع الكاتب القارئ أمام مشاهد حقيقية تُعاش كل يوم في أروقة الطوارئ، ليكشف الغطاء عن الممارسات، الأخطاء، والمفارقات التي قد تعني الحياة أو الموت لمرضى أبرياء، أطفالاً كانوا أو شيوخاً.

ومن بين أسوار المستشفيات، وفي لحظات قد تُحدَّد فيها الحياة أو الموت بثوانٍ، يفتح الدكتور محمد خليل رضا نافذة صادمة على واقعٍ يختلط فيه الطب بالقانون، والمسؤولية الإنسانية بالإهمال العمدي. ليست قصصاً من نسج الخيال، بل وقائع تُعاش يومياً، حيث يقف المريض الفقير بلا تأمين ولا ضمان، وجسده يستغيث بين أجهزة الطوارئ، فيما البيروقراطية تُشهر فواتيرها قبل أن تُشهر أجهزة الإنعاش. هنا، حيث تتقاطع “المسؤولية الطبية” مع “الإهمال القاتل”، يأخذنا الكاتب إلى عمق التفاصيل التي قد تُعيد تعريف الثقة بين المريض والمستشفى، وبين الحياة والموت.

مع اجمل تحيات إدارة الموقع

نص المقال

فجأة نقرأ في الإعلام مريض أدخل بصورة طارئة إلى المستشفى وهو يعاني من ارتفاع في الحرارة وتدهور في حالته الصحية، وليس عنده تأمين صحي، ولا ضمان وفقير مُعدم، وهذه المستشفى أو تلك تطلب مبلغ من المال كروتين إداري وعملاني في هكذا حالات.

(1) القضية هذه ليست قصة خيالية أو هوليودية لكنها واقع ملموس وموجود وبالضمة والفتحة والمرضى هم رضّع، حديثي الولادة، أطفال، فتية، فتيات، شباب، وشابات، رجال، نساء وقسّ على ذلك، وهذه الحالات تدخل في إطار وضمن اختصاصاتي العديدة لكن أشدّد في هذه الحالة على “القانون الطبي” “DROIT MEDICAL” و”المسؤولية الطبية” “LA RESPONSABILITÉ MEDICALE” وهي أي (المسؤولية الطبية) على أنواع: 1) استشفائية، 2) إدارية، 3) جراحية، 4) دوائية (أدوية البنج وأخواته) 5) وغيرها 6) وغيرها.. مع بعض الملاحظات في العمق.

(2) قرأنا ودرسنا كما قرأ ودرس غيرنا في مادة “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE” أنه يجب على أيّ مركز طبي عند استقبال هذا المريض أو ذاك أن يهتم و”يمارس” و”يستميت” و”يجاهد” و”يكافح” و.. و.. في أولاً ما يُطلق عليه في لغة الطب الشرعي والقانون الطبي “OBLIGATION de MOYEN” وثانياً”OBLIGATION de PRINCIPE”سأشرحهم بأسلوب مبسّط، وسهل وعلمي وطبي وإنساني في الفقرة التالية:

(3) عند دخول أي مريض إلى هذا المستشفى أو ذاك أيّاً يكن وضعه الصحي، والمادي و… يجب على الطاقم الطبي والتمريضي في غرفة الطوارئ أو في أي قسم من المستشفى تأمين العلامات الحياتية والحالة التي يُطلق عليها طبياً وصحياً”الاستقرار الهيموديناميكي” لهذا المريض أو ذاك، بمعنى استقرار على صعيد (1) النبض “POULS” (2) الضغط “TENSION ARTERIELLE” (3) الوعي “CONSCIENCE” (بمعنى إذا “كنت” أو “كنتي” واعي أو واعية اضغط على يدي؟ أو أعطيني إشارة أخرى تؤدي المعنى. (4) التنفس “RESPIRATION” (5) القلب “CŒUR” (6) الأوكسيجين “OXYGENE” (7) إعطاء دم عند الضرورة (8) وغيرها.. (9) وغيرها… وبالتوازي مع الفحص وأخذ العيّنات بحسب كل حالة بحالة، والاهتمام بهذا المريض أو ذاك تقوم إدارة المستشفى أو المسؤول الإداري عن قسم الطوارئ وأخواته بالاتصال بأقرب مركز طبي مجهّز بكافة المعدات أو بمستشفى جامعي “C.H.U” على أن تكون سيارة الإسعاف جاهزة ومستنفرة وغب الطلب لنقل هذه الحالة أو تلك وكما قلت بالتنسيق المسبق مع المركز الطبي أو المستشفى الجامعي المجهّز بكافة الاختصاصات والمعدات الحديثة والأهم من ذلك التواجد الميداني للأطباء المختصين كل في اختصاصه قلت التواجد لهم داخل المستشفى أو في أماكن لهم في حرم ومحيط المستشفى وليس في جغرافية أخرى بعيدة عن هذه المشافي والمراكز الصحية. والتي تعيق معالجة هذه الحالة الطارئة أو تلك وكُلّ عُشّر ثانية تُحسب في إنقاذ حياة المريض. وهذه من ضمن الملاحظات في العمق؟!

(4) وأن تقرّر وبالتنسيق بين المستشفى “رقم 1″ التي استقبلته واستماتت لتأمين العلامات الحياتية والحالة الهيموديناميكية”HEMODYNAMIQUE” له مستقرة وبكافة علاماتها التي ذكرتها.. والمستشفى “رقم 2” التي ستستقبل الحالة المرضية. وشرط أن يكون داخل سيارة الإسعاف كافة الأجهزة المناسبة لهكذا حالات طارئة وأهمها الأوكسيجين وأجهزة التنفس والأدوية المناسبة وطبيب قبضاي متمرن على هكذا حالات وممرّض أو ممرضة ذات خبرة عالية، وعلى أن تكون المسافة بين المستشفى “رقم 1” والمستشفى “رقم 2” قريبة وفي النطاق الجغرافي للمشفى “رقم 1”. وخلال الطريق يقوم الطاقم الطبي والتمريضي “بالتشيك” على حالة الوعي، والوضعية الهيموديناميكية للمريض كما ذكرت ذلك وبالتفصيل. ولدى دخول المريض المستشفى “رقم 2” انتهت علمياً وقانونياً وطبياً “المسؤولية الطبية” عنها. وهذا مهم جداً لاحقاً عند حدوث مضاعفات له. وإذا اضطر الأمر “التحقيق الطبي الشرعي” “EXPERTISE MEDICO-LÉGALE” و”التحقيق المضادّ الطبي الشرعي” “CONTRE EXPERTISE MEDICO-LÉGALE” لنفس المريضة ولظروفه الطبية مروراً بدراسة (وتفلية؟!) الملف والتدقيق في التقارير المخبرية والصور الشعاعية، وتقارير الأطباء المختصين مع تواقيعهم وأختامهم عليها والزاوية المخصصة للتمريض من الناحية الروتينية والدوائية والمراقبة ومتابعة ما يقوله الأطباء ومرافقتهم لهم وتدوين الملاحظات وذكر اسم الممرّض أو الممرّضة والتاريخ، والوقت وبدقة. وهذه أيضاً وأيضاً من ضمن الملاحظات في العمق؟!

(5) واستطراداً في بعض الدول ومنها فرنسا (وحتى في لبنان؟!!) يتمّ نقل المرضى بطائرة عامودية “هليكوبتر” تحطّ على “مدرج” ومهبط أعلى أو على أرضيّة المستشفى. وهذا له ظروفه وألف باءها و.. ففي فرنسا مثلاً كنا نشاهد حالات من هذا القبيل لمرضى ينقلون جوّاً من مستشفى “X” إلى مستشفى “Y” أكرّر وذلك بحسب كل حالة وظروفها. أما في لبنان الحالات تبدو محدُودة (عمليات القلب المفتوح. محاولة اغتيال لأحدهم (لا قدّر الله؟!)  وهو في مكان جغرافي بعيد عن بيروت مثلاً؟! أو صعوبة نقله براً بسبب حالة الطقس (مطر، جليد، ثلوج، قطع الطرقات، انهيارات صخرية معينة..) لكن الثابت طائرات “الهليكوبتر لليونيفل كانت متعاقدة مع مستشفى “X” أو “Y” في بيروت وغيرها لنقل مرضاها إليها. وهذا ليس بالسر لكن واضح. وعمل إنساني يُشكرون عليه (وهذه ضمن الملاحظات في العمق).

(6) وعطفاً على الفقرة السابقة واستطراداً في بعض دول العالم عندما يتمّ نقل مريض بالهليكوبتر إلى هذه المستشفى أو تلك والمريض “دسم” وعنده تغطية مئة بالمئة وحبة مسك وتأمين شامل “OUT” و”IN”. يتسابق الطاقم الطبي والتمريضي في خدمة ومعاينة هذا المريض أو ذاك. وحتى أحياناً لا يعاينه الأخصائي “RESIDENT” أول أو ثاني سنة اختصاص، بل يأتي رئيس القسم شخصياً في الاختصاص “X” أو “Y” لخدمته ومعاينته والوقوف على خاطره مع إعطاء “CARTE de VISITE” له ورقمه الخاص لاصطياده؟!!

← وأحياناً المريض لا يكون بحاجة إلى معاينة في هذا الاختصاص أو ذاك بل “تنفيعة” وإعطاء “باس” “PASSE” له من زميله، وهو بدوره يردّ له الجميل “بباس” آخر؟! دسم ومناسب. وهكذا دواليك؟! (صدقوني هذه الحالة حدثت في إحدى دول العالم مستشفى “R” والمريض من دولة “آسيوية”.. “والله على ما أقول شهيد”؟!!! وحالات أخرى مشابهة وقسّ على ذلك؟ وهذا يدخل في إطار MEDICAL ETHICS”علم أخلاقيات أو الآداب الطبية” سامحهم الله؟!!!!. وهذه أيضاً وأيضاً من ضمن الملاحظات في العمق؟!

(7) وعطفاً على الفقرة السابقة وإن تم التأكد والإثباتات والقرائن موجودة ومتينة ومثبّتة مئة بالمئة، فعقوبة هذا الطبيب أو ذاك من قبل نقابة الأطباء في بلده ودراسة الملف التي تتولاها لجنة التحقيقات والآداب الطبية أو ذاك تتراوح بين -1- التنبيه الشفهي؟! -2-التنبيه الخطي؟! وأخذ العلم مسبقاً. -3- تجميد عمله في العيادة أو ممارسة الطب حيث يعمل لمدة “X” فترة زمنية. -4- التوقف عن العمل لفترة “Y”. -5- طرده من عمله وسحب بطاقة نقابة الأطباء منه.

(8) ووزارة الصحة في هذه الدولة أو تلك إجراءاتها تكون في نفس الشدة والصرامة والعقوبة وأخواتها. (ولكي يتربى هذا وذاك ويشوّهوا سمعة الطب أولاً، ورسالة الطب ثانياً، وثالثاًواثني عشر، ودولتهم أولاً وثانياً وثالثاً واثني عشر مدعّمة بكم حبة مسك ورشّة زعفران؟!!!

← وهذه ضمن بعض الملاحظات في العمق؟!)

(9) نرجع إلى المسؤولية الطبية ومفرداتها ودهاليزها و.. فأهالي المرضى الذين وبصورة طارئة “وبضربة معلم ذكية ومحبوكة” جداً جداً وعلى ما يبدو لا يسارعون إلى المشافي في بداية مرض أولادهم، ومرضاهم.. ربما يذهبون إلى أقرب صيدلية، أو يتصلون بطبيب وينقلوا له الحالة بطريقة “ناعمة” وغير مؤثرة.. أو يذهبون إلى أقرب مستوصف وينتظرون دورهم للمعاينة وقد تكون حالة جراحية يعاينها طبيب صحة عامة مثلاً “التهاب الزائدة الدودية” “APENDICITE” وعلاماتها غير نموذجية “ATYPIQUE” كما يعرفها جميع الأطباء (وبخاصة الجراحيين) وقد تخدع الطبيب الذي يلجأ فوراً للقول للمريض “افتح فمك” قد يُلاحظ تضخّم متوسط في اللوزتين، وحرارة واستفراغ وفقدان الشهية “ANOREXIE” فوراً تشخيصه يتجه فوراً إلى “TONSILITIS” “التهاب اللوزتين” مع أوجاع. ويعطيه هذا الطبيب “الدرويش”؟! مضادات حيوية ومسكنات وأدوية ضد الورم “ANTI-ŒDEMATEUX” وأخواتها دون أن يفحص ويدّوس البطن أو يقول له حالتك مشكوك فيها. بتشوف جرّاح مثلاً ليُبنى على الشيء مقتضاه؟!! وهذه ضمن بعض الملاحظات في العمق؟!

← لكن يجب الانتباه وأتكلم هنا شخصياً كجراح توجد قاعدة عامة في الجراحة مفادها عدم إعطاء مسكنات عند الشك بحدوث “التهاب للزائدة الدودية” “APPENDICITIE”.

← وأكثر من ذلك سأكتب المعلومة باللغة الفرنسية:

“Il N’YA PAS de PARALILIS ME ANATANO-CLINIQUE”

← ولكي أقرّب المعنى أكثر قد يكون الوجع والعلامات السريرية، غير التي نعرفها جيداً عن الزائدة الدودية. وجع في منطقة “ماك برينّيه” “MAC-BENNEY” أسفل البطن لجهة اليمين. واستفراغ، وحرارة، وشحوب الوجه و.. و.. و… قد تأخذ هذه العلامات “روتين” آخر “وتكّوع”؟! في مكان آخر؟! فيجب الحذر واليقظة والمسؤولية الطبية في التعامل مع التشخيص؟! (وهذه من ضمن الملاحظات في العمق).

(10) وللتذكير تموضع الزائدة الدودية “APPENDICE” داخل البطن غير ثابتة بحيث نجدها: 1- في موقعها الطبيعي. 2- وأحياناً تحت الكبد (طالعة لفوق). 3- وأحياناً في “الحوض” “PELVIS”. 4- وأحياناً في الوسط. 5- وأحياناً لا نجدها أبداً “AGENESIE”. على الرغم كجراحين نظن أنها في وضعية معكوسة للأمعاء “SITUS INVERTIS” بمعنى القلب على اليمين والأحشاء الأخرى في غير مكانها الطبيعي نسحب كافة الأمعاء ونتأكد من ذلك واستطراداً نتحرى عن “جيب مايكل” “DIVERTICULE de MECKEL” ونسحب حوالي أقل من متر لنشاهدها. ونسجّل ذلك إذا وجدناها أو لم نجدها في ما يُطلق عليه في لغة الجراحة (بروتوكول العملية الجراحية) وإن وجدناها حتى لو كانت طبيعية نجري لها عملية جراحية، عادية ونبلّغ المريض وأهله… وهكذا.

← أتذكر أنه أجريت عملية جراحية لطفل تركي (6 سنوات) كان مشكول بالتهاب الزائدة الدودية. على الرغم من “ماك برنيه” (+) و”RBOUND TENDERNESSE” وحرارة وكافة العلامات السريرية والمخبريةللزائدة الدودية موجودة لم أعثر عليها؟ ولم أعثر على أي جرح قديم على بطن المريض تؤكد أنه استأصلها سابقاً وهذه من الحالات النادرة “AGENESIE” (عدم التكوّن) يعني خلقياً غير موجودة وهي من الحالات النادرة جداً جداً جداً في هذا الإطار.. وأكثر من ذلك دوسّت الأمعاء خشية أن تكون داخلية (في إطار التشوهات الخلقية “MAL FORMATION CONGENITALE”)تحصل في الجراحة حالات نادرة. حتى هناك سرطان الزائدة من نوع “CARCINOID” نادر جداً ويمكن أن يكون “حميد” و”خبيث” وإن ثبت ذلك بالفحص الميكروسكوبي لعلم الأنسجة “HISTOLOGIE” هناك تكملة للعملية الجراحية في بعض الحالات يتم استئصال جزء من الأمعاء وذلك بحسب ظروفه كل عملية جراحية وحالة كل مريض مع ملفه الطبي والمخبري والنسيجي “HISTOLOGIE” .

(11) وفي بعض الحالات قد يلجأ أهالي المرضى إلى طبيب آخر، وآخر.. يطلب منهم فحوصات مخبرية، وصور شعاعية و.. و.. وينصحهم بدخول المستشفى لأنه يشك في هذا التشخيص أو ذاك؟! وربما لا يدفعون رسم المعاينة له و..ويهملوا الموضوع لجهة تكاليف الفحوصات والصور الصوتية أو الشعاعية ويجب الانتباه إلى المستوى الثقافي والاجتماعي لأهل المريض؟! والمادي أيضاً؟! ويبقون مريضهم في المنزل مع علاجات بدائية. كمادات مياه على الجبهة وأماكن أخرى لخفض الحرارة، وشرب زهورات، ونعناع، وبابونج وكمون، ويانسون؟ و.. لأنه هكذا حصل لابن جيرانا (طب بالمراسلة؟!! وشعبي لا يُغني ولا يثمن من جوع؟!!)

← وهذه ضمن بعض الملاحظات في العمق.

(12) وتتدهور صحة المريض ويسوء وضعه سوءاً وسلباً وبكافة المقاييس.. ففي هذه الحالة بعد مرور أيام معدودات عن بداية مرضه “اللغز” “بيدبّواالصوت” “كما يُقال شعبياً في لبنان”؟! ويستنجدوا بالجيران وبسيارة ابن الجيران ويحملون المريض “زيّ ما هُوّي” وبثياب النوم وفوراً إلى المستشفى مع زمامير السيارات، “وافتحوا الطريق” “وفتحلنا مجال يا ريّس” و”يتجاوزوا الإشارة الضوئية الحمراء المخصصة لتوقف السيارات” ويعلو الصراخ عند دخولهم إلى الطوارئ وين هوّي الحكيم هذا المريض يعاني من كذا.. وكذا.. وكذا.. رايح يموت؟!! ويحملّكم مسؤولية؟!!. وبدّي اشتكي عليكم، إذا صار لابني أو لوالدي أو لوالدتي أو.. أو.. شيء.. “ولقد أعذر من أنذر”؟!

← ويبدءون بتستات (اختبار) الضرب على الطاولة، والصراخ، والتهديد والويل والثبور وعظائم الأمور؟!! “بيسبعوا الواحد”؟! وإذا قال لهم مسؤول الطوارئ لطفاً شوف المحاسبة؟! “انتى شو أستاذ” ضمان؟!..أو تأمين؟!.. أو تعاونية؟!.. أو الاستشفاء على حسابك أستاذ؟!.. أو على حساب الوزارة لأنه لا يوجد عندنا سرير شاغر لمرضى وزارة الصحة؟!.. أو.. أو.. أو.. ساعتها “بتحمى الحديدة” ويرسل عبر المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي يوجد حالة طارئة في مستشفى “X” أو “Y” الرجاء التواصل على الرقم “X”. والمستشفى تطلب مبلغ من المال كذا “مئات أو آلاف الدولارات” مثلاً؟!، وتنشط “تقنية” “من مال الله يا محسنين” والطفل؟ والرضيع؟! والمريض في خطر.. وحياته تحتسب بالثواني؟! وهذه من ضمن بعض الملاحظات في العمق؟!

(13) فالعلاقة السّببية “LIEN de CAUSALITE” واضحة وجلية بين موت المريض والتأخير “العمدي” و”المقصود” لأهل الضحية، كوسيلة ضغط لهذه المستشفى أو تلك لاستقباله نظراً لوضعه الخطير؟!… لكن تذكروا المثل “من حفر حفرة لأخيه وقع فيها” ونستفيد من هذا المثل الشعبي لنسقطه وبصيغة أخرى وبلحمه وشحمه على وضعية هذا المريض أو ذاك؟!.. يا جماعة خافوا الله؟!!.. واتقوا الله فيما تفعلوه؟!! حرام عليكم؟؟!!…

(14) وحتى لو اضطر الأمر في بعض الحالات إلى إجراء عملية جراحية طارئة لهذا المريض أو ذاك والذي أُدخل بطريقة “ملتوية”؟! إلى المستشفى. فمن الثابت والواضح والمعلوم أن الحالات الطارئة والتي تحتاج إلى عمليات جراحية، الف باء التخدير المتعارف عليه “بالفتحة والضمة” و”المقادير” “DOSE” بيتخربط مع الإرباك، والسرعة، والهلع والجو الضاغط وانتظار أهالي المرضى القلقين والغاضبين والمتخوفين من وضع أطفالهم ومرضاهم و.. و.. وردّة الفعل إن حصل أي مكروه؟!.. أو خلل معين، قد يكون عنده حساسية على هذا الدواء أو ذاك؟ أو حتى توفي أثناء العملية؟! أو.. أو.. كلها تساؤلات لا تغيب عن أفكار ورادارات “الحاسة السادسة للطاقم الطبي والتمريضي والتخديري (بنج) والذين يعملون في غرف العمليات وأقسام الطوارئ ومكاتب الدخول، والأشعة والمختبر، والأقسام الأخرى.. كلها تبدو عايشة على أعصابها، وتحسب ألف وترليون حساب. في هكذا حالات حدثت في هذه المستشفى أو تلك. وتمّ تناقل صور وفيديوهات “المعارك” الحامية بين أهالي المريض وأدوات وأجهزة وكراسي، ومعدّات الطوارئ والأقسام، وبمن حضر من أطباء وممرضين وحتى الـ”SECURITE” المولجين بحماية أمن المستشفى لا يسلموا من ألفاظ، وإصابات متنوعة إذا حميّت الحديدة؟!”.. و”فلت الملق”؟!!!. صدقوني هذه حالات حصلت وترليون حصلت؟!

(15) وعطفاً على الفقرة السابقة وكما يُقال لبنانياً “بتطلع الفلّه براس” الأبرياء الذين ذكرتهم؟!!.وهذه أيضاً وأيضاً من ضمن بعض الملاحظات في العمق؟!

(16) وأحياناً تشريح الجثة يطلبها القضاء في هذه الحالة أو تلك ولأكثر من سبب وسبب.

(17) وربما يدور في أذهان وعقول ومخيلات البعض من أهالي المرضى “فرضيّة” دفع “ديّة” أو “تعويض مادي” عن هم يطلقون عليه الإهمال، والخطأ الطبي ونعوت أخرى. وهذه من فبركاتهم وعندياتهم؟! وخزعبلاتهم؟!.. لكن لو قرأوا القرآن الكريم والآية “رقم 112” تحديداً من سورة النساء: “ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرمِ به بريئاً فقد احتمل بُهتاناً وإثماً مُبّيناً”– صدق الله العظيم – قرآن كريم.

← وما قال الرسول الأكرم النبي محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم “من غشّنا فليس منّا”.

← وما جاء في الكتاب المقدس آيات عن الغش (الأمثال 10: 9) “من سلك طريقاً ملتوياً [الغش] يُكشف أمره”. ومع ذلك حتى عندما يحدث الغش دون أن يُكتشف بعد. فإنه يُدمر العلاقات”.

← يقول الإمام علي ابن أبي طالب “أبا الحسن” عليهم السلام عن الغشّ: “إن الغش صفة سيئة وفساد الأخلاق، ويصف الغاش بأنه (شرّ الناس) وإن الغش يكسب السيئة ويجلب التعاسة لصاحبه، كما يُفرّق بين الغش البسيط الشائع والغش الأعظم وهو غش الأمة وغش الأئمة للناس في دينهم”.

← يقول الباري عزّ وجلّ في سورة الأحزاب الآية “رقم 58” “والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينّاً” صدق الله العظيم – قرآن كريم –

← وماذا قال شكسبير عن الغش “الغش لا يُكسبك أيّ شيء من الأمانة. وإسكات الأصوات الناقدة”.

(18) يجب الانتباه جيداً والحذر إلى أقصى الحدود قد تحصل حالات لإدخال المرضى بهذه الطرق الملتوية إلى المشافي وخاصة في آخر ساعات الليل وبداية الفجر [ليزبط الفيلم؟] قلت يجب الانتباه لبعض الحالات التي تحصل لأطفال معنّفين من الأهل وبخاصة إذا كان “X” متزوج من أكثر من امرأة والطفل أو المريض “S” الذي أحضروه بصورة طارئة إلى المستشفى هو من أم رقمها “XXLARGE” عليها وعلى (كفّوا الباقي علامات استفهام..) فيحاول الأب المفترض أن يأتي به ليلاً ويهمل علاجه خلال فترة وجوده في المنزل لغاية في نفس صاحب الحمض النوّوي “D.N.A” لوالد الطفل “Z” مع عدم الاهتمام به في الأساس وأفضل وسيلة للتخلص منه وبالطبع مع تحريض الزوجة رقم “L” و”ضرّتها” رقم “W”. وتحصل الهمروجةبإدخاله ليلاً مع جميع أدوات الوسائل لرش التوابل والبهارات الانفعالية لحظة دخولهم إلى قسم الطوارئ وافتعال مشكل مفبرك ومحبوك ولأكثر من سبب وسبب؟!.. وذلك في إطار “العنف الزوجي، أو العنف الأسري”.

(19) وحبذا لو بعض الأغنياء يعطون هذه المستشفى أو تلك مبلغ من المال لتسديد نفقات الاستشفاء للحالات الطارئة والمؤكدة وما فيها (كالاه، كالاه؟!.. أو خزعبلات؟ أو لف ودوران ونصب واحتيال و…) ونحن نعيش أجواء اليوم العالمي لسلامة المرضى والذي يُصادف في 17 أيلول “سبتمبر” من كل عام.

(20) ونتمنى من بعض المراجع العظام أطال الله في عمرهم، حبذا لو يعطوا رقم خط الساخن لبعض الحالات الطارئة والمؤكدة. ومن باب “أبناء السبيل” ومفرداته وترجمته على أرض الواقع لإسعاف هؤلاء المرضى الحقيقيين والذين صدقاً (البعض منهم..) يأتون إلى المشافي ووضعهم المادي مُعدم؟!.

← وهؤلاء المراجع الكرام والعظام أعلى الله مقامهم، حبّذا لو يعطوا “إجازة” لوكلاءهم في الخارج، لمساعدة المرضى الحقيقيين والذين فعلاً وصدقاً وحقاً فقراء ومستضعفين وما عندهم معايير وحركات النصب والاحتيال والذين يحملون مرضاهم وحتى ليلاً وفجراً بسبب تدهور أوضاعهم الصحية. وليس يمثّلون على المستشفى بتفنكات وتمثيليات محبوكة ومدروسة مسبقاً.

(21) وأيضاً وأيضاً لو شركات الأدوية التي تسوّق هذا المنتج وهذا الدواء على الأطباء والمستشفيات والمراكز الصحية حبذا لو يساهموا بجزء من أرباحهم و.. (سموها ما شئتم..) ويضعونه في تصرف المشافي. من باب الإعانة، المساعدة، و..لأنه ما كان لله ينمو.

(22) وتستحضرني “الآية 261” من سورة البقرة “مثل الذين يُنفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل في كل سُنبُلة مائة حبّة والله يُضاعف لمن يشاء والله واسعٌ عليم” – صدق الله العظيم – قرآن كريم.

(23) وفي هذا الإطار هناك حديث رائع في هذا الإطار للإمام علي ابن الحسين “زين العابدين” وسيد الساجدين، عليهم السلام.

“أعطي الخير إلى كل من طلبه منك وإن لم يكن من أهل الخير كنت أنت من أهل الخير”.

(24) وما جاء في الكتاب المقدّس عن مساعدة الآخرين وفعل الخير (متى 6: 1.4): “احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قُدَّام الناس لكي ينظروكم وإلاّ فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات”.

(25) وما قاله الخليفة العادل “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه عن معاملة الناس “عاملوا الناس بما يظهرونه لكم والله يتولى ما في صدورهم”.

(26) وأفضل ما قاله الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام عن مساعدة المرضى: “من كنت سبباً له في بلائه، وجب عليك التلطّف في علاج دائه”.

(27) وبشكل عام حبذا لو الرؤساء والنواب والوزراء والميسورين مادياً يضعوا في كل مستشفى جزءاً من أموالهم في صندوق المستشفى لمساعدة حصراً الفقراء الفقراء بالفعل وحقاً والمحتاجين والمستضعفين فالله سبحانه وتعالى يُضاعف في حسناتهم وبالطبع يمحو عن سيئاتهم ويدعو لهم بالتوفيق لهم ولأولادهم.. وهذا أيضاً لسان حال المرضى الذين يساعدونهم. ومن باب صدقة جارية. أو من باب الخمس والزكاة (أتكلم بشكل عام في هذه الحالة أو تلك).

(28) هناك حديث ما معناها “أيها الأغنياء أنفقوا أموالكم فإن سيئاتكم كثيرة).

(29) أختم المقالة بالآية “274” من سورة البقرة “الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرّاً وعلانية فلهم أجرُهُم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون” صدق الله العظيم – قرآن كريم – 

(30) الحذر، فالحذر وارد وبقوة وخاصة في العالم الثالث وحبة مسك؟! وكل ما ذكرته كانت ضمن الملاحظات في العمق؟!!

الدكتور محمد خليل رضا

أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
(2) أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
(3) أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
(4) أخصائي في “علم الجرائم” “CRIMINOLOGIE
(5) أخصائي في “علم الضحية” “VICTIMILOGIE
(6) أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE
(7) أخصائي في “الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELE
(8) أخصائي في “الجراحة العامة” “CHIRURGIE GÉNERALE
(9) أخصائي في “جراحة وأمراض الشرايين والأوردة”

CHIRURGIE VASCULAIRE

(10) أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE“.
(11) أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية” MICRO-CHIRURGIE“.
(12) أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”

IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE

(13) “أخصائي في طب الفضاء والطيران””MEDECINE AERO-SPATIALE
(14) أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE“.
(15) أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”

TOXICOMANIE-DOPAGE

(16) أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”

BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE

(17) مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
(18) مشارك في العديد من المؤتمرات الطبيةالدولية.
(19) كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، وطبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا نتجاوزها.
(20) رئيس اللجنة العلمية في التجمّع الطبي الاجتماعي اللبناني.
(21) حائز على شهادة الاختصاص العليا المعمّقة الفرنسية “A.F.S.A“.
(22) عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة وأمراض الشرايين والأوردة”.
(23) عضو الجمعية الفرنسية للطبّ الشرعي وعلم الضحية، والقانون الطبي والأذى الجسدي للناطقين عالمياً بالفرنسية.
(24) عضو الجمعية الفرنسية “لطب الفضاء والطيران”

MEDECINE AERO-SPATIALE

(25) عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض التدخين” TABACOLOGIE
(26) عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض المخدرات والمنشطات” “TOXICOMANIE – DOPAGE
(27) عضو الجمعية الفرنسية “للجراحة المجهرية الميكروسكوبية”

MICRO-CHIRURGIE

(28) عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE
(29) المراسل العلمي في لبنان لمجلة الشرايين والأوردة للناطقين عالمياً بالفرنسية.
(30) واختصاصات أخرى متنوّعة…
(31) “وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” قرآن كريم صدق الله العظيم.
(32) “وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء“آية رقم 85” قرآن كريم صدق الله العظيم.
(33) “علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم صدق الله العظيم.
(34) خريج جامعات ومستشفيات فرنسا (باريس ليون ليل)

PARIS-LYON-LILLE

لبنان – بيروت

1

الخاتمة:

في نهاية المطاف، يبقى الوعي بالمسؤولية الطبية هو الحصن الأمان للمرضى والأطباء معاً، ويظلّ القانون الطبي الميزان الذي يزن بين الحق والباطل، وبين الإهمال والقيام بالواجب. فالمسألة ليست مجرّد بروتوكولات مكتوبة، بل هي ضمير إنساني وميثاق أخلاقي قبل أن تكون التزاماً قانونياً. إنّ دعوة الدكتور محمد خليل رضا ليست فقط نقداً واقعياً لحالات متكرّرة، بل صرخة ضمير تدعو إلى يقظة المجتمع، وتحمّل كل طرف لمسؤوليته؛ كي لا تتحوّل ساحات الاستشفاء إلى مسارح مأساوية، يدفع ثمنها المرضى بدمهم وحياتهم.

وليست القضية مجرّد ملف طبي أو قانوني، بل قضية ضمير قبل كل شيء. إنّ ما يضعه الدكتور محمد خليل رضا أمامنا ليس مجرد دراسة في القانون الطبي، بل مرآة تكشف حقيقة مرة: أن إنقاذ حياة إنسان لا يجب أن يُربط بفاتورة أو تأمين. إنّه نداء يطرق قلوب الأطباء، إدارات المستشفيات، وأهالي المرضى معاً: تحمّلوا مسؤولياتكم، فالطب رسالة قبل أن يكون مهنة، والإنسان حياة قبل أن يكون رقماً في سجلات المحاسبة. ولعلّ أخطر ما في هذه الرسالة أن كل إهمال أو تهاون قد لا يُسجَّل فقط كخطأ طبي، بل كجريمة في حق الإنسانية.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق