نشاطات

أنقِذونِي من جُنُونِي ____ بقلم احمد طه

أنقِذونِي من جُنُونِي
_________________
أنقذونِي مِن جُنونِي ,
وارجُموا تِيهي المُدَمَّى ,
في طواحينِ الدِّيُونِ.
أردَعُوني عن مَدَارِي الفوْضَوِي ,
وأهملونِي حيثُمَا مَلَّتْ عِيوني .
جَرِّدونِي من مَلاذِي الدُّنيَويّ ,
أوصِدوا ألأبوابَ خلفِي واهجُرونِي .
أوقِفوا دَوَرَان أرضِي العَفَوِيّ ,
واتركُوا ألأيامَ تمتصُّ شُجُونِي.
مَرَّ عُمري في رَبيعٍ طابَ فيّْ ,
ومع الشِّعرِ الفصِيحِ كَلَّلوني .
اكتبُ الشِّعرَ المُقفَّى الوطَنيّ ,
وأدَاوِي خَافقِي المسكون بالحُبِّ المَتينِ .
اُقسمُ باللهِ عيسَى والنبيّ ,
أن أصْحابَ ألحِرَف قد شيَّبونِي .
بالخِداعِ المُرِّ حينَ شيَّدوا ,
بيتي الوقور القرويِّ ,
خرَجَ الْبُهتانُ في الزِّيِّ الأمينِ .
جاء قصّارٌ أديبٌ ,
يَتبَاهَى بالسِّلوك الخُلقيّ ,
إذ به المخلوق من نار ٍ,
ولَم يُجبلْ بِماءٍ ثم طين .
جاء بلاطٌ دهاني بالجدارة إنَّمَا ,
كَانَ حراميَّاً حقيراً ثعلبيّ ,
فاسْتَجرتُ بالقُضَاةِ أَنْقَذوني .
كانَ نجّاريَ شَيْخاً ويُصَلّي ,
كلَّ وقتٍ بِخُشوعٍ وتَقيّ ,
إِنَّمَا عُرقوبُ هذا العَصْرِ كانَ ,
وَوُعودِهِ دوَّخوني .
أَشفَق خِلِّي عليَّ ,
عند دهان ٍ يهودي ٍأصيل ٍ يَمنيّ ,
قادَني يُخرِجُني ¸من كوابيسِ جنوني .
صَبّ في قلبي شعورا ًأخويّ ,
أرقَصَ دمعَ الفرحِ فوقَ جِفُوني .
وَلَعنتُ كُلَّ دجّالٍ حَقيرٍ عَربِيّ ,
واستغثت باليهودي الأصيلِ ,
هَوِّدوني , هَوِّدوني , هَوّدوني .
فالعروبَةُ التي أوهَبتُهَا قلبِي الغنيِّ ,
قد رمتني كاللقيط ,
أَحيى عُمْري في كوابيس الجنون .

مقالات ذات صلة

إغلاق