مقالات

ام سعد تكتب رسالتها الأخيرة ! (في ذكرى استشهاد المناضل المبدع المتنوع غسان كنفاني )

نص الرسالة التي تركتها أم سعد لغسان كنفاني - وجاءت بخط يدها بعد أن تعلمت القراءة والكتابة

كتب الدكتور علي عودة

– وقد تركتها له مع اخر شخص قابلته قبل وفاتها عند شاطئ بحر غزة وكانت تعرف أنه من محبي غسان ! وممن كتبوا عنه وشاركوا في حمل جثمانه الطاهر عند استشهاده في ٨ يوليو ١٩٧٢ : (بحثت عنك طويلا يا غسان ! بحثت عنك لأخبرك اننا ما زلنا ندق جدران الخزان ! ولأخبرك أن الأعراب يمرون ويرحون ويجيئون بجوارنا وبسمعون صراخنا واستغاثتنا ! لكنهم لا يفتحون فوهة الخزان لينقذونا ! لا يريدوننا أن نخرج يريدوننا أن نختنق ونموت ليستريحوا من همنا ! بحثت عنك يا غسان لأقول لك أننا عدنا إلى حيفا عمالا وأجراء وعبيدا ولم نستعدها ! ولا أعدنا ابننا الذي فقدناه فيها (خلدون) بقي كما أنشأه ورباه الصهاينة ضابطا يقتحم بيوتنا ! ويهين حرائرنا ! ويصرع شبابنا ! بحثت عنك يا غسان لأخبرك أن ما تبقى لنا من الوطن هو جزر صغيرة محاصرة ! نتصارع عليها وعلى ما تدره من بؤسها وشقائها ومعاناتها بلا خجل ! ونطالبها بأن تدفع لنا مما تجنيه من رضاعة الأخرين وتأجير ثدييها لهم ! بحثت عنك يا غسان لأخبرك أن البنادق لم تعد في أيدي الرجال الرجال ! بل سحبت منهم ! أو سقطت منهم ! وأصبحت في أيدي اللصوص والفاسدين والمنافقين ! بحثت عنك يا غسان لكنني لك تعثر عليك ! ووجدت شخصيات رواياتك فقط ! وجدتها شهيدا في جنين ! أو أسيرا في سجون الاحتلال ! أو مكبلا مهانا في معتقلات غزة ! أو مهاجرا هاربا من ظلم الوطن وجحيمه ! أو منتحرا في المخيمات ! ) تعليق حامل اارسالة : أم سعد بحثت عنك يا غسان طويلا ! لكنها لم تعثر عليك ! فماتت قهرا وحزنا عليك ! وتركت هذه الرسالة لاوصلها إليك ! واترحم على روحك الطاهرة ! وها قد فعلت !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق