الرئيسية
قراءة أدبية لقصيدة “لِلْحِلْمِ عُيُونٌ سِحْرِيَّةٌ” لشاعر الأمة / محمد ثابت ✍🏻 بقلم الأديب الكويتي خالد المويهان مدير مركز الشعر الإعلامي
محمد ثابت

قراءة أدبية لقصيدة
“لِلْحِلْمِ عُيُونٌ سِحْرِيَّةٌ” لشاعر الأمة / محمد ثابت ✍🏻 بقلم الأديب الكويتي خالد المويهان مدير مركز الشعر الإعلامي
—–
مدخل القراءة
يقف الشاعر محمد ثابت في قصيدته “لِلْحِلْمِ عُيُونٌ سِحْرِيَّةٌ” أمام بوابة الحلم، ليمنحه بعدًا أسطوريًا وصوفيًا في آن واحد. فالحلم في هذا النص ليس خيالًا عابرًا، بل هو كيان حيّ له عيون سحرية، يرى من خلالها ما لا تدركه الحواس، ويضيء الدرب للروح الباحثة عن الحرية والجمال.
⸻
الحلم كضرورة وجودية
منذ المطلع، يضعنا الشاعر أمام حقيقة جمالية وفكرية: أن غياب الحلم يعني غياب المعنى.
“ماذا لو كنت بلا حلمٍ / لم تدري معنى الأمنية”
بهذا السؤال الاستنكاري يقرر أن الحلم ليس ترفًا لغويًا أو وهمًا عاطفيًا، بل هو جوهر الحياة، فبدونه تصبح الأرض بلا أفق، والفجر بلا أمل، والأيام رمادية قاتلة. إن الحلم هنا ضرورة إنسانية تحمي الروح من العدمية وتعيد للزمن نكهته.
⸻
الشرق والغرب.. ثنائية الفن والهوية
يتجاوز الشاعر البعد الفردي إلى البعد الحضاري، فيقارن بين الشرق والغرب، بين الأصالة والهلامية:
“هم يهتمون بعين الغرب / وعين الغرب هلامية”
في هذا المقطع يرسخ الشاعر أن الشرق هو موئل الفن، ومنبع السحر والجمال، بينما يصف الغرب بالزيف والخواء. إنه موقف اعتزاز بالهوية الشرقية، وإيمان بقدرتها على صياغة فن أصيل لا يتكرر. هنا يصبح الحلم أيضًا رمزًا للانتماء، وراية ثقافية ترفع في وجه العولمة والتقليد الأعمى.
⸻
الصورة الشعرية بين الأسطورة والصوفية
يبرع الشاعر في رسم ملامح المخاطبة/الأنثى بوصفها تجسيدًا للحلم ذاته: فهي البدر، الحورية، الوحي، الأغنية. يقول:
“لكِ طلعة بدر لا تفنى / إن غابت شمس الحرية”
بهذه الصورة تتجاوز المرأة حدود الجسد، لتصبح نورًا خالدًا وحضورًا سرمديًا.
ويبلغ النص ذروته في المزج بين الجمال والروحانية:
“كوني كالراهب في محرابٍ / تسكنه روح قدسية”
إنها صورة صوفية تنقل المخاطبة من كونها كائنًا بشريًا إلى مقام قدسي، فتتحول إلى رمز للنقاء والسمو، تمامًا كما يتحول الحلم من مجرد أمنية إلى نور يضيء الوجود.
⸻
البنية الإيقاعية
اعتمد الشاعر على التكرار (كوني، الحلم، الخرافية، الشرقية) لخلق موسيقى داخلية مترددة، تشبه الأصداء الصوفية التي تعمّق جو النص. كما نلحظ التدرج من الصور البسيطة (كالطيف والفراشة) إلى الصور الكبرى (البدر، الكواكب، الوحي)، في تصعيد يجعل القصيدة رحلة صعود من الأرضي إلى السماوي.
⸻
الخاتمة
إن قصيدة “لِلْحِلْمِ عُيُونٌ سِحْرِيَّةٌ” للشاعر محمد ثابت نصّ متخم بالرمزية والخيال، يجمع بين بعده الوجودي والإنساني من جهة، وبعده الحضاري والشرقي من جهة أخرى، ليؤكد أن الحلم هو أصل الحرية، وأن الشرق سيظل دائمًا منبعًا للفن الأصيل والجمال الخالد.
قصيدة بهذا العمق ليست مجرد بوح شعري، بل هي بيان إنساني يعلن أن للحلم عيونًا قادرة على رؤية ما وراء الواقع، وأن الشعر هو المرآة الأجمل التي تعكس هذا البصر السحري.
✍🏻 بقلم الأديب الكويتي خالد المويهان
مدير مركز الشعر الإعلامي
—-
مَـوْجٌ وَنـَار !! قصيدة لشاعر الأمة
مُحَمَّد ثـَابِت
———————
مَـوْجٌ وَنـَار !!
لاَ تـَقْـبَلِي حُـبِّـي !!
وَلاَ تـَبْكِي عَلَـىَّ !!
أَنـَا لَـمْ أَعُـد
لَـكِ ذَلِـكَ الـرَّجُـلَ الـتَّقِـيّ !!
فِيمَـا مَضَـى …:
كَـانَ الفَـضَـا …:
يـَدْرِي حَـقِيقَـةَ مَـا أُرِيـدْ !!
وَالـنَّـاسُ تـَدْرِي …:
أَنَّ أَشْـوَاقِـي تـَزِيـدْ !!
وَأَنـَا …:عَلَى بـَرِّ الهَـوَى
أَهْـوَاكِ لاَ شَـيْـئٌَ جَـدِيـدْ !!
وَرَضِيتِ أَنـْتِ بِمَـا سِـوَاىْ !!
وَالمَـوْجُ يـَأْكُـلُ مِـن صِـبَـاىْ !!
وَالـنَّـارُ تـَسْـرِي فِي دِمَـاىْ !!
وَالـقَلْبُ يـَنْـزِفُ وَالـوَرِيـدْ !!
وَرِضَـاكِ أَوَّلُ مَـا أُرِيـدْ !!
فـَبَـكَـيْتُ حَـتَّى لاَ بـُكَـاءْ !!
وَسَمِعْتُ أَنـَّاتِ الإِبـَاءْ !!
فَـمَـلأْتُ نـَفْسِـي كِـبْـرِيـَاءْ !!
وَمَضَـيْتُ أَفـْعَـلُ مَـا أَشَـاءْ !!
فـَالعَـيْشُ مِـن دُونِ اشْـتِهَـاءْ !!
وَالعِـشْـقُ مِـن دُونِ ارْتـِوَاءْ !!
وَالـيَـوْمُ لِيْ …؛وَغَـدٌ عَلَىّ !!
إِن تـَقْـبَلِي حُـبِّي …؛
وَإِن لاَ تـَقْبَلِي
فـَرِضَـاكِ لاَ يـُرْضِـي غُــرُورِي !!
إِن فـَاجَـأَتـْكِ حِـكَـايـَاتِـي
فـَأَنـَا هَشِـيـمٌ مِـن جُـذُورِي !!
أَنـَا لَسْـتُ أَرْجُـو مِـنْـكِ طَـوْقـَاً
لِلنَّـجَـاةْ !!
إِنـِّي مَـلَـلْـتُكِ وَالحَـيَـاةْ !!
إِنـِّي مَـلَـلْـتُكِ وَالحَـيَـاةْ !!
————
قصيدة لشاعر الأمة
محمد ثابت
مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر

