نشاطات

توابل ثقافية / الشاعر وحيد راغب

توابل ثقافية
1-الحرث :
اى كما نقول فلاحة الارض لتزرع وتثمر لتنتج ما نتعايش عليه , والحرث فى كل شىء هو توفير اسباب للانتاج سواء ثقافة وابداع وفكر أو مجالات الحياة المختلفة , حتى سميت المرأة الولود بالحرث اى التى تنتج البشر عند التزاوج بالرجال ” وسميت الاجهزة التناسلية بالحرث ” فأتوا حرثكم أنى شئتم ” أى تزاوجوا بالعلاقات الجنسية الفطرية لا الشاذة فى اى وقت شريطة الاجهزة الفطرية التى خلقت من أجل ذلك . وفى سورة البقرة :”إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ ” 71البقرة اى بقرة صغيرة السن لا تستطيع ان تسقى الزرع, فالحرث هنا الزرع .
اذن الحرث هو فاعلية الانتاج بالاخذ بمتطلباته ويحتاج الحرث الى وعى وخبرة ومؤهلات ومواهب وثقافات متعددة ورؤية للانتاج .
2-المناخ :
هو تقلبات الجو حولنا من برودة ودفء وتطرفهما وسقوط أمطار وجفاف , عبر لحظات من الزمن تقصر كاليوم والليلة وتطول كالفصول الاربعة : صيف وربيع وشتاء وخريف .. ونحن كبشر تتغير حالاتنا معه والمزاج . ولكن المناخ السياسى والاقتصادى أقوى فى تأثيره علينا ما بين الاعتدال والفقر والغنا . والتصنيف أسياد وعبيد وأجناس مميزة وأجناس حقيرة . فان كان المناخ الكونى لا يتحكم فيه بشر فان المناح السياسى والاقتصادى تلعب به يد البشر وحاصة اليد التى لها القوة والسيادة , وهناك المناخ الثقافى : بين التردى الذى نعيشه وبين محاولات فردية تمتطى صهوة التمرد لشق الفجر المحتبىء فى ليل الجهل والفساد , وهناك المناخ الدينى بين الوسطية المحمدية “ص” والعيسوية “ع” وبين التطرف المدعى انه ممثل للأصولية وليس فى الامكان أن نأتى بأحسن مما كان اى تفريط وافراط وعنف وتطرف وافهام مغلوطة وانا مستفزة انها تمتلك كلية الحقيقة فلا آخر , فهى الفئة الناجية . كما أن وطنها أصوليتها وليس الدين كما تدعى . قد نهىء المناخ تبعا لتطورنا وقدرتنا على التحكم فيه مثل الدفايات فى الشتاء للتدفئة ومبردات المياه فى الصيف , والتكييفات التى تتحكم فى درجة الحرارة فتجعل الشتاء صيفا والصيف شتاء وكذلك الصوبات الزراعية التى توجد لنا زراعات وثمار الصيف فى الشتاء والعكس , اذن علينا أن نتدرج فى أن نتحكم فى مناخاتنا المختلفة حتى لا تفلت منا أمورنا ونهضتنا وبهجتنا .
3-فضاء التكوين :
يسبق مخاض الولادة , يكون داخل الحشا قبل البزوغ , يحتاج لعناية فائقة ومعجزة , ولو قلنا فضاء تكوين القصيدة كأننا نقول أنها ظلت بين وعينا ولا وعينا فى منطقة ما بين الجنة والنار ,, تتربص وتتوعد وتمر بتلقيح بويضة الخيال بمنوى الثقافة فى انتاج زيجوت لا يشبه الواقع ولكنه منه وفوقه واليه .. يظل يوسع فى مجال الرحم الابداعى الى أن ينطلق فى لحظات تشبه ولادة البكر , فاذا صاح أحسسنا أن الشمس انبثقت وملأت الوجدان .الشاعر وحيد راغب

مقالات ذات صلة

إغلاق