الرئيسيةمقالات

عيسى: القدس أكبر مثال على التعايش المسيحي الإسلامي

قال الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، “إن ما يعانيه المسيحيونالعرب يعانيه في الوقت نفسه المسلمين العرب وهذه المعاناة أياتكن أسبابها, تشكل حافزا لعمل إسلامي مسيحي مشتركيحافظ على الحضور المسيحي العربي في النسيج الاجتماعيويحافظ على ما يميز به من تنوع وتعدد على أرضية مصالحالوطن ووحدته .

وأضاف، “نرى تصاعد الاهتمام بالحوار الإسلامي المسيحيكضرورة لتخفيف التوترات في بقاع كثيرة من العالم, بالتوازيمع تنامي اتجاهات تركز على أهمية استحضار الرؤية الدينيةللقضايا التنموية واستخدامها في سبيل التوعية وتطويرالخطاب الديني داخل كل دين عبر مؤسساته ومنابرهوامتداداته وتوظفيها أيضا في تطور الأداء الاجتماعيوالاقتصادي, وتشكيل الرأي العام المحلي والدولي الفاعل فيالخدمة والتنمية الإنسانية.

وأوضح عيسى، “الحوار المسيحي الإسلامي, أصبح علىالمستوى الحياتي والمصيري المشترك حتميا نظرا للأحداثوالتغيرات في المنطقة. فالقضايا واحدة لأننا نحيا في وطنواحد, يحذونا أمل في مستقبل مشرق واحد, والحوار يؤصلالمواطنة والهوية العربية للمسيحيين والمسلمين على حد سواء في الشرق الأوسط“.

وتابع، “أكبر مثال  على التعايش المسيحي الإسلامي كانتالقدس، وما تزال كسابق عهدها قبلة للأنظار وملتقىالحضارات ومهبطا للأديان السماوية الثلاث (اليهودية, المسيحية والإسلام ), وتتجلى مظاهر الإخاء الديني فيفلسطين بتعانق الجوامع والكنائس في مظهر ساحر قل نظيرهفي العالم, فمن يقصد فلسطين يسمع  امتزاج أصوات المؤذنينمع قرع أجراس الكنائس, حيث يعيش المسيحيون مع المسلمين جنبا إلى جنب في جو اخوي فريد من نوعه .

وأشار، “لا بد لنا من اعتماد مبادئ الحوار الأخوي و التفاهم بين أتباع  الديانتين وكافة المستويات  الشعبية والرسميةلتكريس أسس الوفاق والتقارب ومد جسور المحبة والأخوةوالعيش المشترك وقبول الآخر وتبادل الثقة في وطن واحدليكون قاعدة المواطنة ومبدأ سيادة القانون والمساواة من أجلوطن يضمن للجميع العيش بحرية و كرامة“.

ونوه، “أدت خبرة وتجارب الماضي بالمسيحيين والمسلمين إلىالانصهار في بوتقة واحدة هي الحضارة العربية , مع احتفاظ كل منهم بأصالته الدينية وخصوصيات عاداته وتقاليده .

وبين ، “استمرار التعايش الإيجابي في الغالب الأعم من الدولالعربية , بحيث تمتع المسيحيين بحريات العبادة والنشروالكتابة واستخدام القنوات الإذاعية والتلفزيونية في معظمالدول العربية بما فيها بلدنا فلسطين, وتضائل القيود أماموصول المسيحيين إلى معظم وظائف الدولة ومراتبها,وخصوصا  في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا“.

ولفت عيسى القناعة لدى الشريك المسلم بأن المسيحية العربيةشريك أساسي في العيش والمصير , وجسر حوار مع الغربيمكن للإسلام العربي أن يستفيد منه إيجابا ، أما أهم نقطةسلبية التي يجب العمل على تجاوزها بتعاون وتضافر الطرفين تكمن باستمرار الجهل الواسع بدين الأخر في عقائدهوممارساته ونمط حياة أبنائه , والجهل , يغذي تصورات مغلوطةويصور الأخر على نحو قسوة ومخالف لصورته الحقيقية“.

واستطرد، “علينا أن نبلغ كمسيحيين المسلمين مرحلة المواطنةالكاملة بين المسلمين والمسيحيين, المواطنة التي تستلزم مساواةفي الحقوق والواجبات, مساواة أمام القانون وفي الواقع,وتنتفي فكرة الأكثرية والأقلية, وتنتفي فكرة القوى والضعف, فكرة الأصيل والوافد، ليعيش الجميع كرامتهم ويسهمون فينهضة بلادهم و الدفاع عنها, وفيها تعود كرامة الإنسانككائن رفعه الله تعالى على جميع الكائنات وأودع فيه روحه,وأقامه سيدا على الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق