الرئيسيةشعر وشعراء

على قبر الشاعـر سيف الدين الدسوقي بقلم حسن إبراهيم حسن الأفندي

ذهبت بالأمس مشيعا جدا لأحفادي من آل أبي سبيب/ الحاج المرحوم بإذن الله الفاضل محمد موسى بمقابر البكري … شعرت برغبة ملحة في زيارة قبر الوالد الشهيد الأزهري …لم أستدل عليه ولكني وجدت مقابر معارف كُثر كان لهم ذكر وصيت …ترحمت على كل الموتى وكان بي حزن وألم … وذهبت كعادتي عندما أدخل مقابر البكري لزيارة قبر الشاعر الرقيق المبدع الأستاذ سيف الدين الدسوقي مترحما دامعا محاولا أن أتخيل ما هو حاله عليه الآن وبعد الموت … ولكني في هذه المرة وجدت نفسي أنشد :
رضيت وإن تقاوم يا حبيب … سيدركنا من الهول العصيب
ولن يبقى خلود في حياة … يؤرقنا بها هم مذيب
ألا أبصرت سيف الدين يروي …من الأشعار ما يروي يصيب
فلا شفع الجميل من المعاني … رقيق القول والنغم الرهيب
فهل أرسلت لي أبيات شعر … بها أدركت ما قصد اللبيب
رسالة من سرت في الناس تحلو … معانيها يعالجها طبيب
أصاب بها من الأوتار تشفي … لقلب عضه قيدٌ صعيب
وقفت على تراب ضم فكرا … وأجنح للخيال ولا أُصيب
وقفت عليه أبكي يوم موتي … فما يجدي البكاء ولا النحيب
سيسرقنا مع السنوات عمر … قصير ليس يبقيه الوجيب
أسيف الدين كيف وجدت ذكري… جوار الحق يرحمني المجيب
فهل ذكري يسر بما صنعنا … أم أن الأمر مختلف عجيب
أخاف الشعر يرديني بقبر … به الظلمات يلحقني لهيب
فسامح يا إلهي من ضعيف … عديم الحول أقلقه المشيب
ومرْ جنات خلد ٍ أن يلاقي … لسيف الشعر رضوان رحيب
وأنت لقادر ربي عليم … بإحساسٍ لنا كم قد يذيب
وما الشعراء إلا من قلوب … بها خوف وإذعان عجيب
تخاف الله في سر وجهر… وأنت الله عفوك لا يخيب
رضاؤك يوم موت يوم حشر … لفوزٌ ما به شك يريب
فيا ربي وأنت بنا رحيم … فسامح ما رمت كفي الذنوب
فإني في رحابك عن قريب … سألتُ الله ما جاء القريب
*******
أسيف الدين أم درمان تبكي … ويبكي النيل والغصن الرطيب
كلانا كان للسودان ذخرا … يغني المجد ما فيه المعيب
فهل أدركت ماذا صار فينا … وهل تأسى بما رمت الخطوب
فما نيل الحياة لنا بنيل … يفيض بعذب ماء نستطيب
سقى للناس في كرم وجود … وينهل منه جار أو غريب
تبدّل حالنا والناس جوعى … حرام أن نرى ما لا يطيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق