مكتبة الأدب العربي و العالمي

كان يطوف في السوق رجل متكبر عليه من حسن الهيئة والزهو ما لا يعلمه إلا الله .

 

فمرت به امرأة تبيع السمن .
فقال لها ماذا تبيعين يا امرأة ؟

فقالت : أبيع سمناً ياسيدي .

فقال لها : أرني .

وعندما ارادت أن تنزل دلو السمن من فوق رأسها اندلق منه بعض السمن على ثيابه .

فغضب الرجل غضباً شديداً …

وقال لها :
لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب .

فظلت المرأة تستعطفه وتقول له : خل عني ياسيدي ، فأنا امرأة مسكينة ..

فقال لها : لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب .

فسألته : وكم ثمن الثوب ؟

قال : ألف درهم .

فقالت له: أنا امرأة فقيرة فمن أين لي بألف درهم ؟!

قال لها : لا شأن لي .

فقالت له : ارحمني ولا تفضحني .

وبينما هو يتهددها ويتوعدها إذ أقبل عليهم شاب ، فقال لها :
ما شأنك يا امرأه ؟

فقصت عليه الخبر .

فقال الفتى : أنا ادفع ثمن الثوب ، فأخرج ألف درهم .

فعدها الرجل المتكبر ، وقبل أن يبرح المكان ، قال له الشاب : على رسلك أيها الرجل .

فرد عليه ذلك المتكبر
وقال: ماذا تريد ؟

فقال له : هل أخذت ثمن الثوب ؟

قال : نعم .

فقال له الشاب: فأين الثوب ؟

قال : ولم !؟

قال : قد أعطيناك ثمنه فأعطنا الثوب .

قال الرجل المتكبر : وأسير عارياً !؟

قال الشاب : لا شأن لي .

قال الرجل المتكبر : وإن لم أعطك الثوب ؟

قال: تعطينا الثمن .

قال الرجل المتكبر : الألف درهم ؟

قال الشاب: كلا ، بل الثمن الذي نطلبه ؟!

فقال له الرجل المتكبر :
لقد دفعت لي الف درهم .

فقال الشاب : لا شأن لك بما دفعت ..

فقال له الرجل : وكم تريد ؟!

قال الشاب : ألفي درهم .

فقال له الرجل المتكبر : هذا كثير .

قال الشاب : إذن فأعطنا ثوبنا .

قال الرجل المتكبر : أتريد أن تفضحني ؟!

قال الشاب : كما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينة !!!

فقال الرجل المتكبر : هذا ظلم.

قال الشاب : الآن تتكلم عن الظلم .
فخجل الرجل المتكبر وأعاد المال للشاب وعفى عن المرأة .

ومن فوره أعلن الشاب والناس مجتمعون يشاهدون الواقعة أن المال هدية للمرأة المسكينة .

إدارة النزاعات تتطلب حكمة وتضحية ….
والحياة ليست بالكبر والتعالي…

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق