اخبار العالم العربي

وزير الشّؤون الدّينية يشرف على يوم دراسي حول الإمام “علي بن زياد” ويفتتح معرضا قارّا بمقامه بعد استعادته وتهيئته وترميمه.

الإعلامي التونسي. المعز بن رجب

أشرف الدّكتور إبراهيم الشّائبـي وزير الشّؤون الدّينية يوم الأربعاء 14 فيفري 2024 على يوم دراسي حول الإمام علي بن زياد موضوعه: “علي بن زياد ودوره في نشر المذهب المالكي في تونس”، الذي انطلقت فعالياته بالنشيد الوطني، ثمّ بآيات بيّنات من الذّكر الحكيم تلاها الشّيخ محمد مشفر، ثمّ تحَدّث السّيد الوزير في كلمته الافتتاحية عن أهمية هذا اليوم الدّراسي المستمدّة من مكانة العالم المحتفى به، كما أعرب عن بالغ اعتزازه بإعادة فتحه لمقام الإمام “علي بن زياد” بالقصبة بعد غلقه منذ ما يزيد عن 13 عاما وتحويله إلى مركز للشّرطة السّياحية، وأنّه عقد العزم على استعادة المقرّ منذ توليه الوزارة إلى أن تكلّلت مساعيه بالنّجاح يوم الجُمعة 22 ديسمبر 2023 حيث تمّ توقيع محضر تسليم واستلام بين وزارة الشّؤون وبين وزارة الدّاخلية، استعادت بمقتضاه وزارة الشّؤون الدّينية المقرّ بالكامل من فرقة الأمن السّياحي، وأنّه فور استعادته للمبنى توجّه إلى المَعلم الدّيني حيث عاين حالة المقرّ وأسدى تعليماته بإعادة فتحه وتهيئته وترميمه ودهنه وفرشه وتأثيثه وتوفير سائر لوازمه، وهو ما تحقّق اليوم، معبّرا عن فائق سعادته بإعادة فتح هذا المعلم الدّيني العريق الذي يضمّ قبر أوّل من أدخل مُوطّأ الإمام مالك للمغرب بأسره، وأفقه رجل بإفريقية في عصره. مؤكّدا أنّ المقام لن يكون مجرّد زاوية فحسب، وإنّما سيتحوّل إلى مزار من شأنه أن يؤدِّي أدوارًا دينية وروحية وثقافية وسياحية، وأنّ الوزارة ستُعدُّ برنامجا ثريا لتنشيطه والنُّهوض به مَعلمًا ومَضمونًا، وأن ندوة اليوم تأتي في إطار الاحتفاء بصاحب المقام وإحياء المنهج الزّيتوني لتلميذ الإمام مالك وراوي المُوطّأ، وأفاد السّيد الوزير بأنّه أحدث معرضًا قارًا بفضاء المَعلم حتّى يكون قبلة لفئة معيّنة من السيّاح والباحثين الذين لهم دراية بمكانة “علي بن زياد” العظيمة عند المسلمين عموما وعند المالكية خصوصا، مُذكّرا بما قاله فيه تلميذه الإمام سحنون: “ما أَنْجَبَت إِفْرِيِقِية مِثْل عَلِيٍّ بْنِ زِيَادٍ، كَانَ أَهْلُ العِلْمِ بِالقَيْرَوَانِ إِذَا اِخْتَلَفُوا فِي مَسْأَلَةٍ كَتَبُوا بِهَا إِلَى عَلِيٍّ بْنِ زِيَادٍ، لِيُخْبِرُهُمْ مَنْ عَلَى صَوَابٍ فِيهَا”.

وتواصلت فعاليات اليوم الدّراسي بثلاث مداخلات علمية الأولى قدّمها الدّكتور علي التُّركي حول: “العلّامة علي بن زياد وآثاره”، والثّانية حول: “الإمام علي بن زياد ودوره في نشر المذهب المالكي في تونس والمغرب الإسلامي” قدّمها الدّكتور أحمد البوهالي، والثّالثة حول: “خصائص موطّأ علي بن زياد” قدّمها الدّكتور الهادي روشو. وشُفعت المحاضرات بنقاش ثري شارك فيه الحضور ونشّطه الشّيخ محمد إبراهيم بسّي.

واستمر النشاط بزيارة جماعية انطلقت من الوزارة نحو المقام، كان فيها السّيد الوزير مرفوقا بسماحة مفتي الجمهوريّة الشّيخ هشام بن محمود والشّيخ محمّد مشفر رئيس الرّابطة الوطنيّة للقرآن الكريم وثُلّة من أساتذة جامعة الزّيتونة والوعّاظ الأئمة وإطارات وزارة الشّؤون الدّينية، حيث وقع افتتاح معرض قار به احتوى على صور ومخطوطات وعيّنات من الكتب والملفّات والوثائق التي تُخلّد تاريخ المذهب المالكي في تونس، وتشهد بعراقة أرض الزّيتونة في إسلامها السَّمح، وفي الختام تمّت تلاوة الفاتحة بضريح الإمام “علي بن زياد”.

وبالمناسبة أهدى الدُّكتور إبراهيم الشّائبي كتاب: “قطعة من موطّأ ابن زياد” من مكتبته الخاصّة أهداه إلى مكتبة وزارة الشّؤون الدّينية لعرضه بالمعرض القار بفضاء المقام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق