مقالات

عذرا يا ام شادي فديمقراطيتهم مزيفة .. بقلم الكاتبة : تمارا حداد .

ان حرمان الولد من امه وعائلته تنشئ حالات مؤلمة لها الاثر الاجتماعي والنفسي على الام والطفل ، وأيضا يؤسس مشاكل سلوكية لتتحول هذه السلوكيات عند الكبر الى عاهات نفسية نتيجة غياب هذا الطفل عن امه وعائلته . فصمام الامان بالنسبة للطفل هو بوجوده بين اسرته ليزوده بالثقة العالية بالنفس والجرأة والتوازن العاطفي والنفسي ويساعده على النمو الصحيح بعيدا عن الاخطار والتي قد تحيط به نتيجة غيابه عن اسرته .
ولكن ما هي حالة الطفل عندما يكون معتقلا داخل غياهب الظلام والذي حرم قسرا عن اهله ، طفلا لم يتعدى 12 عاما كيف هي حالته وشخصيته ، أؤكد ان حالته يملئها الفراغ والألم النفسي نتيجة حرمانه من ذويه . هذا الطفل الاسير شادي فراح حرمه الاحتلال من حضن ودفء والدته لفترات طويلة ابتدأت بتاريخ 29 / 9 / 2015 . يعيش الاسير شادي فراح ضمن بوتقة القلق الدائم ويظهر عليه اعراض الاكتآب والانزواء.
تقول فريهان فراح وهي والدة الاسير شادي فراح ( 12 عاما ) القاطنة في سميراميس ، ان الاحتلال اعتقله في محطة الباصات في القدس واتهموه بحيازة سكين ولكن الكاميرات التي كانت متواجدة في المحطة اظهرت انه لم يكن يحمل أي سكين ولم يحاول ان يطعن او يجرح . فهذه الكاميرات دليل قاطع على براءته . ولكن الاحتلال بعنجهيته يعتقل طفلا لم يتعدى 12 عاما وهذا ضمن القانون الدولي محرم ، والخرق الآخر للقانون الدولي ان محكمة الاحتلال يقرون هذه المحكمة تجاه ولدها دون وجود الاهل وعلمهم فهذه المحكمة الصورية عرضت على الاسير شادي عدة اتهامات دون ان يعترف الطفل الاسير بها . الى ان اجلت المحكمة عدة مرات وتأجلت اخر جلسة الى 7 / 9 / 2016 . وأظهرت والدة الاسير ان هذا التأجيل بحجة ان يبلغ طفلها 14 عاما حتى يتم محاكمته .
لم يكن الاحتلال ظالم في حقها وحق ولدها الاسير شادي فراح وإنما الصليب الاحمر والذي لا يعتبره ضمن الاسرى وبالتالي حرمانه من حقوق الاسرى وهي الزيارة وتحمل تكاليف الزيارة . فتكاليف الزيارة كلها على اسرة الاسير شادي حيث تكلفهم 800 شيقل لكل زيارة في الاسبوع ناهيك عن تكاليف الملابس والطعام فزيارة ولدها الاسير يكلفها في الشهر الواحد 5 آلاف شيقل وهذا المبلغ لا تستطيع توفيره في ظل الاوضاع الصعبة . ناهيك عن الكفالة التي دفعوها 5 آلاف شيقل .
تعيش ام شادي حالة من الخوف والقلق فصوت ولدها لن يغيب عنها لحظة واحدة . فحكايتها كحكاية كل ام حرمت من ولدها فابنها كان متفوقا في دراسته ويتدرب على الدبكة الشعبية فابنها يعيش ظروف مأساوية صعبة . فوالدة الاسير شادي فراح لا تنام الليل وابنها بين المجرمين من قتلة ومروجي المخدرات والسارقين . ناهيك عن التعذيب والتحقيق الذي لاقاه ابنها .
ورغم حزن ولدها إلا انه عايد امه في عيدها وقال لها ” الى امي وعائلتي اريد ان اقول لك كل عام وأنتي بألف خير ولكن هذه المرة وأنا بعيد عنكي . اريد ان اقول ان تبقي رافعة الراس مثل شجرة النخيل لا يهزها ريح ولا زلزال ولكن اذا اتت عاصفة قوية ممكن ان نقع وممكن ان تبقي مكانك وأريدك يا امي ان لا تحزني لان هذا اختيار من عند الله ولا يجب ان نخسر . واني احبك وأريدك ان تسلمي على اصدقائي وإخواني وأخواتي خص نص ” هذه رسالة الطفل الى امه .
فاعتقال هذا الطفل محرم دوليا حساب المادة 16 في اتفاقية حقوق الطفل والتي نصت ” لا يجوز ان يجري أي تعرض نفسي او غير قانوني للطفل في حياته او منزله او مراسلاته ولا أي مساس غير قانوني بشرفه و شخصه ” . إلا ان اسرائيل تخرق كل بنود الاتفاقيات الدولية وتعتبره كمخرب . وهذا الاعتقال يؤثر على نموه العقلي والوجداني والقضاء على احلامه المستقبلية .
فحرمان الاطفال من طفولتهم اسلوب تمادى الاحتلال في اعتداءاته عليهم ولا يوجد من يحاسب هذا الكيان الصهيوني . فعذرا يا ام شادي اصبحنا في غياهب الديمقراطية المزيفة التي يتبناها الاحتلال الاسرائيلي ليخيف ابناء الشعب الفلسطيني ويستمر في استيطانه على هذه الارض المقدسة .
يقول الحق تبارك وتعالى ” فرددناه الى امه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم ان وعد الله حق ولكن اكثرهم لا يعلمون ” . وأنا اقول لكي لا تقلقي ولا تحزني فالله سيرد لكي ولدك مثل ما رد موسى الى امه كي تقر عينها ولا تحزن . وسيرجع شادي الى حضنك الدافئ لتكوني شمعة مقدسة تضيء ليل حياته . ورجوعه حجر الزاوية لسعادة عائلتك

 
صورة ‏‎Tamara Haddad‎‏.
 

مقالات ذات صلة

إغلاق