مقالات

طقطقة رمضانية من مجلس حكيم الزمان. بقلم : صديق فارسي. ٠٥/ رمضان / ١٤٣٧ هـ

طقطقة رمضانية من مجلس حكيم الزمان.
بقلم : صديق فارسي. ٠٥/ رمضان / ١٤٣٧ هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

( كيف تأوي إلى الكهف ).

هناك من يأوي إلى كهف رمضان بجسده.
وهناك من يأوي إلى كهف رمضان بقلبه.
وهناك من يأوي إلى كهف رمضان بروحه.

فكيف يكون ذلك ؟
الإنتقال بالجسد من مكان إلى مكان آخر يحتاج إلى عزم / ووسيلة / ودافع.
أليس كذلك.
إذا أردنا الإنتقال بأجسادنا نحتاج أن يكون لدينا العزم لننهض أو نتحرك بتلك الأجساد.

ثم الوسيلة التي ننتقل بها من عربات أو طائرات أو قطرات أو أية وسيلة أخرى.

ويبقى الدافع للقيام بتحريك الجسد هو الأهم والأكثر تأثيراً.image
فكلما كان الدافع ( الهدف ) واضحاً وقويًّا والنفس مرتاحة إليه ومطمئنة به فإن ذلك من شأنه أن يذلل العقبات ويوجد الفرص والأدوات التي تقوي العزم وتتخطى الوسيلة مهما كانت غير مرضية أو غير مريحة.

فَلَو كان الهدف لفريق الكرة مثلاً هو تحقيق الكأس وبطولة الدوري وهو واضح المعالم ومدرك من أعضاء الفريق فإن العزم لديهم يكون قوياً وفعالاً وكذلك سوف تتذلل كل الصعاب أمام الوسائل اللازمة لتحقيق هذا الهدف.

يعني وضوح الهدف يحرك الجسم في نشاط وحيوية والعكس صحيح في أن غموض الهدف وعدم الإدراك للدافع يجعل العمل ثقيلاً وبغيضاً ومتعباً وغير محبب للنفس.

وضوح هدف الطاعات والعمل الصالح بصفة عامة وهدف الصيام هنا على وجه الخصوص يدفعنا بسهولة ورغبة وإشتياق للدخول إلى كهف الصيام.
( فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ) الآية

تجنب الإحباط والمحبطين.
———————
معلوم أن لكل جسم طاقة معينة وقدرة محددة ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
ورغم ذلك نجد من الإحباط الداخلي من الشيطان ما يجعلنا نحتقر ما نقوم به طاعات ونرى أننا غير قادرين على القيام بالطاعات على الوجه المطلوب كبقية الناس.

أو ربما كان الإحباط بسبب خطأ بعض الأولياء الذين يريدون أن يصلوا بمن ينصحونهم إلى أعلى درجات العبادة فهم يقارنونهم بمن قد وصل إلى أعلى درجات العبادة ممن سبق من الناس
فإذا صليت ركعتين قالوا لك هناك من صلى الليل كله.
وإذا قرأت شيء من القرآن الكريم قالوا لك هناك من قرأ أكثر.
وهكذا في كل الطاعات يشعرونهم بالإحباط وأنهم دون المستوى المطلوب وبذلك يكون عامل إحباط للكثيرين عن الإقبال على الطاعات والدخول بأجسادهم إلى كهف الطاعة والتمتع بها.

تعدد أبواب الكهف وتنوعها.
———————
هناك أبواب عديدة للدخول إلى كهف الطاعات عامة وكهف رمضان على وجه الخصوص.
هناك من حبب إليه كثرة قرآءة القرآن.
وهناك من حبب إليه صلوات النوافل والتراويح. وهناك من حبب إليه الصدقات وغيرها من أبواب الخير وجميعها طيبة مباركة.
فمن حبب إليه شيء منها فليلزمه فإنه خير قد وفقه الله إليه وسهل أمره عليه.

بعد أن نحمل أجسامنا على الدخول إلى الكهف لأي طاعة من الطاعات وتطمئن نفوسنا وتسكن إلى خالقها وتتلقى الرحمات التي تنشر عليها.

( الدخول إلى الكهف بالقلب ).
تأتي مرحلة التمتع لأجسامنا ولقلوبنا بالعبادة.
( التمتع بالعبادة ).
وهي منزلة ينالها العبد كثمرة من ثمار الإيواء إلى الله تعالى والدخول إلى كهف الطاعة يهبها الله تعالى لمن يشاء من عباده وهي أن يصبح أداء العبادة يحقق متعة جسدية وراحة نفسية.

( الدخول إلى الكهف بالروح ).
وهناك درجة أخرى أعظم وأجمل وألذ وأفضل ولا يمكن لواصف أن يصفها ولا لمعبر أن يعبر عنها.

إنها منزلة التمتع لأجسامنا ولأرواحنا في العبادة.
( التمتع في العبادة ).
بحيث تصبح الطاعات مصدر لسعادة أجسامنا وحياتنا.
نجد في القيام بها لذة ليس بعدها لذة وراحة وطمأنينة وسكينة هي بلا شك جنة الدنيا.

( إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة إلا ماشاء الله تعالى ).

تلك الجنـــــة هي محبــة الله عز وجل ومعرفته ودوام ذكره على كل حال وإفراده ليس بالعبادة فحسب بل بالحـــب والخــوف والتوكـــل والرجـــاء.

بحيث يكون الله تعالى وحده المستولي على هموم العبد وإرادته.
ومتى ماأصبح العبد كذلك فقد حظي بجنــــة الدنيا والنعيـــم الذي لا يشبهه نعيــــم أبدا .
رمضان هو مفتاح كل خير وبشر ?.

مقالات ذات صلة

إغلاق