مكتبة الأدب العربي و العالميمنظمة همسة سماء

وعاء الفكر /عبد الحفيظ إغبارية

اللغات هي وعاء الفكر الإنساني والتجارب والاحلام الإنسانية عبر التاريخ،
وقد سجلت هموم الناس وتطلعاته في رحلة وجوده على الكواكب،وهي من اجل نعم الله على عباده،
“(فقال تعالى،الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان)
ولولاها لما قامت الحضارات ولكان شأن الانسان ،ما الانسان لولا السان الا صور ممثله،!
عقل الانسان مدفون تحت لسانه،
فالعقل مخزون وراء البيان والعقل شرف الانسان وجاهة وزينه ومفخرته،
وبه يتميز عما سواه من الكائنات،
كما قال المتنبي،
لولا العقول لكان أدنى ضيغم
أدنى الى شرف من الانسان ،
لغتنا العربية هي الجامع التى تحافظ على وظيفتها الاجتماعية في التى نتواصل بواسطتها من المحيط الى الخليج،والحفاظ عليها هو سبيل البقاء والتلاحم القومي بين الناطقين بها،ان ابرز التحديات التي تواجهها اللغة العربية التحديات الداخلية وتتمثل في الأزمة الحضارية التي تعيشها الأمة ،حيث وجدنا من يدعو الى هجرة هذه اللغة الفصحى واستبدالها بالعاميات المحكية بها الذي يدعو الى تسهيل والتيسير او الاعتماد على اللغات الأجنبية بديلا عنها،وكأن التطور لايكون الا بالانسلاخ من اللغة العربية،علما ان هناك أمما قد تطورت مع الحفاظ على لغتها القومية رغم الاستعمار والاحتلال كاليابان والصين وسائر الدول الأوروبية ،

التحديات الخارجية تتمثل في مزاحمة اللغات الاخرى لها فالغزو الفكري الوافد من امّم اخرى والممثل في العولمه ويقر دعمها بأن التنوع ضرورة وذالك حفاظا على لغتهم من الانحسار والًضياع،
اما اللغة العربية التي لا يروج لها بل أصبحت تتمشى في الشوارع في مدن العرب واسواقها فلا تجد الا إعلانات ملحونة بالعربية وكأن اللغة العربي قد انقرضًة من واقعنا الاجتماعي وعلى الرفوف مصفوفة كأننا خجولين لكوننا عربا ومسلمين،،
اننا لسانا ضد تعلم اللغات وترجمتها بل وتعريبها كما ترجمة وعربة في عصر النهضة الاسلامية والعربية في العصور السالفة،لقد ترجمة اللغات والحضارات من الحضارة الإغريقية والرومانية الى اللغة العربية للاطلاع على ثقافاتهم،
بل هو عنصر أساسي من اي مشروع حضاري لنهضة هذه الأمة ،ان الاولوية في التعليم ينبغي ان تكون لغة الام اللغة العربية التي كانت لغة العلم والحضارة في العالم ذات يوم،ولكن الخطورةالكبرى على هذه اللغة هي التحديات الداخلية ،وهي تأتي من أناس يعيشون بيننا وينطقون بلساننا ولكنهم يدعون الى نبذ هذه اللغة واستبدلها بالعاميات واللهجات تحت شعار الواقعية او تحت الدعوة الى التقدم والتطور،
مؤسس منظمة  همسة سماء الثقافة الدنمارك
ا،م،عبد الحفيظ اغباريه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق