الرئيسيةمقالات

الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم و موقف المسلمين منها في ميزان الفكر الإسلامي بقلم : د. شهاب الدين فرفور

الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم و موقف المسلمين منها في ميزان الفكر الإسلامي

  مقالات

بسم الفتاح العليم

يقول العلماء و المفكرون إن لكل فعل ٍ من الأفعال في مقام الوجود ردا ً منعكسا ً عنه انعكاسا ً شرطيا ً لازما ً

فإذا ما كان هذا الفعل صحيحا ً فإن الرد عليه أو عنه سيكون صحيحا ً و إذا كان الفعل نفسه خطئا ً فإن الرد المنعكس عنه سيكون خطئا ً بالطبع و اللزوم .

إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه بنفسه هو أن أمة المسلمين نامت نوما ً عميقا ً على جميع الأصعدة . على صعيد السياسة و الاجتماع و العلم و الفكر وما إلى ذلك إلى أن أصبح المسلمون على وجه التقريب جسدا ً بلا روح بسبب نومهم و تقصيرهم .

ثم بعد ذلك يرد ساحة وجودهم فعل مسيء لشخص نبينا عليه الصلاة و السلام من قبل الدنمارك فتثور ثائرة المسلمين و يعم الغضب و الحنق جميع المسلمين في كل مكان .

ثم بعد ذلك ماذا ؟ هل ارتدع الدنمارك عن هذه الإساءات المتتالية هل أقلعوا عن خطئهم و ثابوا إلى رشدهم إن كان لهم رشد ؟!

وهل القضية عندهم  كحاقدين أو عندنا نحن المسلمين النائمين و إذا نظرنا في فعلهم ورد فعلنا عليهم فهل هناك تقابل صحيح  بين الفعل و رد الفعل ؟!

لا أحد من خلق الله يرى أن فعلهم صحيح . هو خطأ و باطل و لاشك في ذلك إلا أننا نحن كمسلمين هل يكون دورنا دائما ً في أن نجيب المخطئ على خطأه برد فعل و ما إلى ذلك .

و لو أننا بقينا على هذه الحال من باب الفَرَض إذن فإن دور المسلمين ينحصر في أن يكون أفقا ً لغيرهم و تبعا ً لأفعال غيرهم من خطأ و صواب

إن هناك فرقا ً كبيرا ً بين الفعل و الانفعال خلاصته تعني أن التأثير بالطرف الآخر يكون دائما ً من جهة الفعل و المؤثر به يتجلى بصورة الانفعال لذلك الفعل ، و المنطق و الفكر يقولان لنا التبعية دائما ً لا تكون إلا من قبل الانفعال للفعل فالانفعال تابع للفعل دائما ً و أبدا ً و المسير للانفعال هو الفعل .

و الذي أراه و يراه جميع العقلاء و المفكرين معي أن تكرر أفعال الدنمارك في الإساءة لشخص النبي صلى الله عليه وسلم ليس إلا لونا من ألوان  الاستهزاء بأمة النبي صلى الله عليه وسلم الذي سيبقى بهذه الصورة غير قابل للقمع و الكبح و ذلك بسبب ضعف المسلمين و إن استمرار ردود الأفعال عند المسلمين ليس إلا وجها ً من وجوه الاستهزاء بهم أنفسهم على أن هذا الاستنكار لا بد منه .

و المخلص الوحيد أن يتأدب المسلمون أنفسهم مع الله أولا ً ثم مع نبينا صلى الله عليه وسلم ثانيا ً أدبا ً قلبيا ً و فعليا ً حتى إذا ما أصبحت لغة الأفعال عندهم سائدة لا يمكن لجهة في الدنيا أن تفكر بالإساءة لنبينا عليه الصلاة و السلام و ذلك لأن لغة الأفعال هي اللغة المؤثرة المخيفة .

أما ردود الأفعال فمن خصائصها أن تكون عرضا ً و العرض زائل أما الأفعال فهي الأصول و الثوابت و المسلمون بالذات هم أمة الأصول و الثوابت و لولا ذلك لما بقي الإسلام إلى هذه اللحظة و إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ثابتا ً غير متغير .

الأفعال أيها الإخوة هي اللغة التي يفهم بها أعداء الله و رسوله صلى الله عليه وسلم لذلك كان جواب الخليفة السلطان هارون الرشيد لامبراطور روما أن قال له عندما نقض المعاهدة مع المسلمين ( الجواب ما سترى لا ما ستقرأ) و من هنا يتضح لدينا صدق الشاعر إذ يقول :السيف أصدق إنباء ً من الكتب             

   في حده الحدّ بين الجدَّ و اللعب

فهل عقل المسلمون بعد هذا كله الفرق بين لغة الأفعال و ردودها ؟!

الدكتور : شهاب الدين فرفور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق