مقالات

زومبا في المدارس لمكافحة المخدرات: مبادرة مثيرة للجدل من وزارة التعليم في كيرالا

بقلم أ . د . عبد الحفيظ الندوي

ترفاندم / كيرالا : أعلنت وزارة التربية والتعليم في ولاية كيرالا الهندية عن قرارٍ جديد يقضي بإدراج رقصة “الزومبا” ضمن الأنشطة الرياضية في المدارس، وذلك في إطار حملة وقائية تهدف إلى محاربة تفشي تعاطي المخدرات بين صفوف الطلبة. وقد صدر القرار بصيغة مرسوم تعليمي استثنائي، ما يشير إلى حرص الوزارة على تنفيذه بسرعة وبصورة واسعة.

تُعرف الزومبا بأنها رقصة لياقية ذات أصول لاتينية، تعتمد على الحركات الإيقاعية السريعة والموسيقى الغربية الصاخبة، وتنتشر في العديد من النوادي الرياضية العالمية بوصفها وسيلة لحرق الدهون وتنشيط الجسم. وترى الجهات الرسمية في كيرالا أن مثل هذا النشاط يمكن أن يكون بديلًا صحيًا، وجاذبًا للطلبة بعيدًا عن العادات السلبية كتعاطي المخدرات.

إلا أن هذه المبادرة لم تمرّ دون إثارة الجدل، خاصة بين الأوساط الدينية والتربوية المحافظة. فقد عبّر العديد من أولياء الأمور والمراقبين التربويين عن مخاوفهم من أن إدخال “الزومبا” في المدارس قد يتعارض مع القيم الثقافية والدينية السائدة في المجتمع، لا سيما أن هذا النوع من الرقص غالبًا ما يُمارَس بملابس ضيقة أو كاشفة لا تتوافق مع الحشمة الإسلامية.

كما نُبّه إلى أن خلفية “الزومبا” وموسيقاها المستوحاة من ثقافات غير إسلامية، تُعدّ محمّلة بأبعاد فكرية وسلوكية لا تخلو من عناصر الترفيه المفرط والتقليد الأعمى للغرب، مما قد يُحدث تصدّعًا في الهوية الأخلاقية للناشئة، خصوصًا في بيئة تتطلب التربية على الانضباط والعفاف.

وقال أحد العلماء البارزين في كيرالا: “لا يُمكن معالجة مشكلة المخدرات بأساليب قد تفتح أبوابًا لمشكلات أخلاقية أكبر، والحل الحقيقي يكمن في التربية الإيمانية، وغرس القيم، والأنشطة البديلة التي تنسجم مع ثقافتنا وعقيدتنا.”

من جانبها، أكدت الوزارة أن تطبيق الزومبا سيتم ضمن ضوابط تربوية، وأنها منفتحة على ملاحظات المجتمع، داعيةً الجميع إلى عدم التسرع في الحكم على المبادرة قبل مراقبة آثارها العملية.

ومع استمرار الجدل، يبقى السؤال قائمًا: هل يمكن للتربية أن تُوازن بين التطوير والانفتاح من جهة، والحفاظ على القيم الدينية والثقافية من جهة أخرى؟ أم أن بعض الحلول قد تحمل في طياتها مشكلات جديدة تفوق ما طمحت إلى معالجته؟
والحكومة المحلية والجهات المعنية المختصة حائرة في
إجابة هذه التساؤلات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق