الدين والشريعة

تأمليه فى رحاب آيات بينات من سورة يوسف الحلقه العاشره بقلم عاطف شتا

image

ملاحظه : المعروض هو رؤيه شخصيه من تفاعلى مع صدر السورة وهى غير ذات مرجع لتفسير بعينه ولا شيخ ولا رأى سابق وتحتمل الصواب والخطأ ويسعدنى أى تعليق بل أرحب به زيادة تليق بما عليه الآيات من قدسيه

فى محاكمة سريعه وجلسة طارئه فى قاعة الشهوات … نصبت قدرا حضورها المدعيه ظلما والمدعى عليه مظلوما وشاهد مجروح قلبه وشهادته بقرابته لها … وأبان الشاهد مفندا : فإن كان القميص مشدودا أو ممزقا من الأمام فهذا معناه أن يوسف هو من كان مقبلا عليها عنوة محاولا إغتصابها .. وهى كانت تدفعه بعيدا عنها … وإن كان قميصه جذب ومزق من الخلف فهذا مفاده أنها من أرادت يوسف وجذبته لها وهو يفر منها ….. ويجد البيان محلا ومكانا فى عقل العزيز فأسرع متلهفا كصاحب بلاء وغيرة زوج يبصر قميص يوسف ليعود بصره خاسئا لما وجده قد من الخلف … فأسرع ونظر إليهما وبدأ حديثه بقوله ….. (فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين ) كان العزيز منكسر قلبه ولكنه بادرها هى القول فبعد أن سارع يبحث بغيرته على شرفه عن دليل يبرأ زوجته فلم يجده عاد إليها بالقول إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم وأشار ليوسف رادا له إعتباره معتذرا فقال يوسف أعرض عن هذا وأنسه … ما عليك به … ثم عاد إليها بمرجعية غريبه وقال إستغفرى لذنبك إنك كنت من الخاطئين …. ( هنا يتهمها بالخطيئه لاحظ ذلك ولم يقل من الضالين كما سيكون من مقال النسوة عنها ).. دعنى عزيزى القارئ أتحدث من وجودى هناك من داخل المشهد وقلب السيناريو والأبطال …. دعنى أنقل لك هنات المكان وخفقانه وتأوهاته ونبضه وفزعه … العزيز يدخل فجأه فيرى زوجته فى قمة زينتها … و مشاعرها متناثرة … الرغبه تفوح منها أريجا وعبقا …. فى الأرجاء كلها ……… (… يعلمه العزيز ويفهمه ولا يخطأه بلا شك ..) وهو زوجها ويعلم خاصة تبرجها .. ربما لم يراها هكذا من قبل لنفسه وخلوته ….. محتقنه ملامحها .. مرتبك قلبها وحراكها … ويوسف ينهج هاربا وصدره مفتوح وقميصه مشدود ممزق من الخلف … والمقربون من بيت العزيز معه وشئ من حرس عبيد بسطاء .. مشهد رهيب فى بيت له قدره .. و تخفت فيه الأنوار وتعلو مع دقات القلوب فزعا أوأمنا …
يتأرجح الأمر بين الثبات والخوف بين مرجعية الإيمان وقهر الشهوات والغريزه … العزيز يجد قناعته فيتكلم ….
إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم … ليس المقصود بالتأكيد إتهام النساء من بنات حواء كلهن فى جبلتهن وفطرتهن التى خلقهن الله عليها ….. حتى ولو جدلا فرضيه الحيلة جينا ..فالمقام مقام خطيئه يصعب من مثله قولها على إطلاقها على النساء جميعا .. ولا ينجر الحكم بسوء الكيد على النساء فى الدنيا كلهن ظلما لهن …. أبدا ……… ولا يستقيم المعنى فإن كان قصد مخاطبة زوجته لقال مثلا إنه من كيدك إن كيدك عظيم … لا لم يقل هذا .. الموقف صعب ولعل أمر شائع وحادث مماثل أو سابق تداعييه وحدوثه وتكراره فى بيوتات مماثله وبين زوجات الوجهاء والنبلاء من وقوع فى ذلل مثل هذا .. وأراد الرجل ستر أمر بيته حفاظا لسمعته ومراعاة لقدره ومكانته ولم يفته أن يرد ليوسف يقينه بعفته ..قانعا بما عهده عنه .. ثم طالبها هى أن تستغفر لهذا الذنب ويقر عليها الخطيئه والمعصيه لا الضلال … وهنا ندرك أمرين أولهما أن الرجل كان له عقيدة معينه تعرف الذنوب والإستغفار وأن الأمر سبق له قرين حدث متشابه بين نسوة أخريات فى بيوت النبلاء ..
وينطفئ آتون الغريزه تحت رماد متقد فى نفوس أصحابها وتبات دنيا لتصبح على حال أخر … وإلى لقاء مع الحلقه الحادية عشر
بقلمى / م /حسن عاطف شتا

مقالات ذات صلة

إغلاق