الرئيسية

( العهدة العرفاتية ) ” المتعلقة بمصير المستوطنين الصهاينة في فلسطين “

نقلها / غسان سلطي ريموني

بسم الله الرحمن الرحيم
القول الفصل


” وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ”
أبناء الشعب الفلسطيني الحر الأبي، أبناء الأمتين العربية و الإسلامية، أحرار العالم من كل الديانات و الأيديولوجيات و الأفكار و الأعراق في كل ثغر من ثغور أصقاع المعمورة، أما بعد:-
بعد الاتكال على الله سبحانه و تعالى، الحكم، العدل، الرحمن، الرحيم، و باسم الشعب العربي الفلسطيني وشهدائه و أسراه، و باسم الأمتين العربية و الإسلامية و أحرار العالم من كل الديانات و الأيديولوجيات و الأفكار و الأعراق في كل ثغر من ثغور الدنيا.

نخاطبكم اليوم بعد استنفذنا كل الوسائل و الطرق الممكنة للتوصل إلى سلام مع الكيان الصهيوني المغتصب لأرضنا المقدسة المباركة فلسطين، و طيلة أكثر من سبعون عاما عبر الدول المتعددة، و منظمات و مؤسسات المجتمع الدولي الإقليمية و الدولية، و على رأس تلك المنظمات هيئة الأمم المتحدة بشقيها، مجلس الأمن، الجمعية العامة، و كذلك و بالخصوص و منذ ثلاثون عاما الأخيرة ومن خلال المفاوضات المباشرة مع حكومة الكيان الصهيوني في مفاوضات جادة من طرفنا من أجل التوصل لسلام يلبي الحد الأدنى من حقوق شعبنا العربي الفلسطيني من أجل استرداد جزءا من حقوقه التاريخية في أرضه و أرض أجداده الكنعانيين في فلسطين، عبر وساطات و بمشاركة دولية متكررة و التي كان أخرها ” اتفاقية إعلان المبادئ في أوسلو” المشئومة التي راوغت كل حكومات الكيان الصهيوني المتعاقبة من أجل أفراغها من مضمونها من أجل كسب المزيد من الوقت من أجل سرقة و تهويد الأرض الفلسطينية لبناء المستوطنات الصهيوني في الأراضي التي أحتلها الكيان الصهيوني في العام 1967.
لقد كانت تلك المفاوضات مبنية أساسا على ما يسمى الشرعية الدولية ( الظالمة) ممثلة في هيئة الأمم المتحد و قراراتها المتتالية العديدة الصادرة من مجلس الأمن الدولي و كذلك الجمعية العامة بشأن القضية الفلسطينية وحل الصراع مع الكيان الصهيوني على أساسها بشكل سلمي، لتجنيب المنطقة المزيد من سفك الدماء من الطرفين. إلى أن اكتشفنا نحن و العالم أجمع زيف أدعاء الجانب الصهيوني و حلفاءه من القوى الاستعمارية و في مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا زيف رغبتهم و نواياهم من أجل تحقيق السلام و حقن الدماء، و ما كانت تلك المفاوضات إلا من أجل كسب المزيد ثم المزيد من الوقت لتهويد القدس الشريف عاصمة ومنارة إشعاع القيم السامية لدولتنا و لأمتنا العربية و الإسلامية بل عاصمة و منارة العالم الحر أجمع، وكذلك لتهويد باقي الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية، كمقدمة لتمدد و هيمنة و تهويد الكيان الصهيوني إلى لأراض العربية في المحيط المجاور لفلسطين من أجل تحقيق نواياهم الخبيثة في برتوكولاتهم الصهيونية و خرافاتهم التوراتية المحرفة من أجل استكمال مشروعهم الصهيوني في قيام دولتهم التوراتية المزعومة من النيل إلى الفرات و استعباد شعوب المنطقة و نهب ثرواتها، حيث أتضح ذلك جليا و واضحا وضوح الشمس بخطة المجرم ترامب وحليفه المجرم نتنياهو بما أصطلح على تسميتها (صفقة القرن).
لذا لم يتبقى لدينا أية ذرة من الوهم بخصوص إمكانية التوصل إلى أي شكل من أشكال حالة السلام بين الشعب الفلسطيني الكنعاني من مسلمين و مسيحيين و يهود وبين الحركة الصهيونية و أتباعها من شتات يهود العالم الصهاينة متعددي الأعراق و الأنساب و اللغات و الأيديولوجيات من المستوطنين التي جاءت بهم إلى أرض فلسطين عصابات الحركة الصهيونية و الدول الاستعمارية و في مقدمتهم بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية و الذي أدى إلى تهجير معظم مواطني فلسطين الأصليين أبناء و أحفاد الحضارة الكنعانية من أرضهم إلى كل أصقاع المعمورة.

و على أساس ما تقدم نعود للينابيع الأولى في المطالبة بحقوق شعبنا و أمتنا العربية و الإسلامية التاريخية و الدينية و القانونية و الإنسانية و الأخلاقية، وعلية نعيد أنتاج رؤيتنا و إستراتيجيتنا و أهدافنا و وسائلنا و أدواتنا و بدائلنا المفتوحة حسب محددي المكان والزمن من أجل تحرير كل أرض فلسطين التاريخية وفق (العهدة العرفاتية) التالية، وهي القول الفصل في إنهاء هذا الصراع المرير سلميا لهذه هذه المنطقة المركزية للعالم، ولحقن دماء الفلسطينيين و اليهود المغرر بهم من قبل الحركة الصهيونية الاستعمارية :-
( العهدة العرفاتية )
“إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ”
بالرغم من الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب العربي الفلسطيني عن طريق تهجيره من أرضه وأرض أبائه و أجداده الكنعانيين وجلب المستوطنين اليهود الصهاينة وغير الصهاينة من مختلف أصقاع العالم ليحلوا و يستوطنوا أرض فلسطين اعتمادا على خرافة “أرض بلا شعب و شعب بلا أرض” مكان مواطني فلسطين الأصليين الكنعانيون، فبرغم مما سبق نعرض ونقدم إلى هؤلاء الصهاينة و غير الصهاينة من المستوطنين اليهود الذين جاءت بهم الحركة الصهيونية إلى أرض فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى تدريجيا وبادعاء قول الزور والبهتان والتزييف من أجل تنفيذ الفكرة الاستعمارية والصهيونية في استعباد شعوب المنطقة بأسرها ونهب ثرواتهم و تدمير حضارتهم.
نعرض و نقدم لهم القول الفصل النهائي لسلامتهم استنادا إلى القانوني الإلهي و استنادا إلى قانون العدل و الإنصاف و التسامح الذي أمرنا رب العالمين بإقامته وتنفيذه على الأرض التي استخلفنا فيها. نعرض و نقدم إلى أولئك المستوطنين من أجل سلامتهم بنود ( العهدة العرفاتية ) التالية:-
أولاً:- نتعهد لكم أن نحفظ دمائكم و أعراضكم و أموالكم فور تخليكم و نبذكم للحركة الصهيونية و أفكارها و كل ما يتعلق بها من قول أو فعل.
ثانيا:- وعليه مباشرة يتم قبول بقائكم و اندماجكم كجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وأن تكونوا مواطنين كاملي الحقوق و الواجبات في دولة فلسطينية ديمقراطية تقوم على قيم العدل والأنصاف والعدالة وحرية الدين والمعتقد، وفق دستور ديمقراطي يستفتى عليه كل مواطني الدولة الفلسطينية العتيدة على كامل ترابها التاريخي.
ثالثاً:- أو من يرفض البقاء حسب ما تقدم في أولاً و ثانياً، عليه المغادرة الفورية من حيث أتى من بلده الأصلي بشكل هادئ و سلمي خلال مدة أقصاها عامين من تاريخ إعلان (العهدة العرفاتية).
رابعا:- بعد انقضاء المدة الزمنية المحددة من تاريخ الإعلان عن هذه (العهدة العرفاتية)، سيقوم الشعب الفلسطيني بقواه الجهادية النضالية الثورية بإجلائكم قصرا وفق قيم و قوانين الشريعة الإسلامية ومحدداتها المنصوص عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي قوانين قواعد العدل والأنصاف كما عهدتها البشرية جمعاء عبر التاريخ.
خامساً:- نشهد الله سبحانه و تعالى على ما نقول بأن نلتزم بكل ما ورد أعلاه، و الله سبحانه خير شهيد، و كذلك نشهد الناس أجمعين في كل أنحاء العالم على ما تقدم أعلاه، و نحن على استعداد كامل وتام لتقديم كل الالتزامات سواء كانت مكتوبة أو شفوية بذلك لأي طرف كان… أي فرد أو مجموعة من الأفراد،أو دولة، أو منظمة إقليمية أو دولية وفي مقدمتهم هيئة الأمم المتحدة.
و بناءاً على ما تقدم، فأننا نعلن قيام دولة فلسطين.
إعلان قيام دولة فلسطين ( إعلان الاستقلال )
قال تعالى سبحانه:- ” وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ”
من هنا، من أرض فلسطين المقدسة المباركة، من بيت المقدس وأكنافها، أرض الرسالات السماوية إلى البشر التي ولد فيها وعليها أفراد الشعب العربي الفلسطيني، نما وتطور، وأبدع وجوده الحضاري والإنساني والوطني عبر علاقة عضوية التي لا انفصام فيها ولا انقطاع بين الشعب والأرض والتاريخ والمعتقد والحق والعدل و الإنصاف.
وبالثبات الملحمي في المكان والزمان، صاغ شعب فلسطين هويته الوطنية، وارتقى بصموده في الدفاع عنها إلى مستوى المعجزة، فعلى الرغم مما أثاره سحر هذه الأرض القديمة وموقعها الحيوي على حدود التشابك بين القوى والحضارات، من مطامح ومطامع وغزوات كانت تؤدي إلى حرمان شعبها من إمكانية تحقيق استقلاله السياسي، إلا أن ديمومة التصاق الشعب بالأرض هي التي منحت الأرض هويتها، ونفخت في الشعب روح الوطن، مطعماً بسلالات الحضارة، وتعدد الثقافات، مستلهماً نصوص تراثه الروحي والزمني، واصل الشعب العربي الفلسطيني عبر التاريخ تطوير ذاته في التوحد الكلي بين الأرض والإنسان، وعلى خطى الأنبياء المتواصلة على هذه الأرض المباركة، على كل مئذنة صلاة الحمد للخالق، ودق مع جرس كل كنيسة ومعبد ترنيمه الرحمة والسلام.
ومن جيل إلى جيل، لم يتوقف الشعب الكنعاني العربي الفلسطيني عن الدفاع الباسل عن أرض وطنه المبارك المقدس، المبارك من رب العالمين سبحانه و تعالى، ولقد كانت ثوراته المتلاحقة تجسيداً بطولياً لإرادة الحرية و الاستقلال على أرضه ففي الوقت الذي كان فيه العالم المعاصر يصوغ نظام قيمة الجديدة كانت موازين القوى المحلية والعالمية تستثني المصير الفلسطيني من المصير العام، فاتضح مرة أخرى أن العدل وحده لا يسير عجلات التاريخ.
وهكذا انفتح الجرح الفلسطيني الكبير على مفارقة جارحة، فالشعب الذي حرم من الحرية والاستقلال وتعرض وطنه لاحتلال استيطاني صهيوني من نوع جديد، قد تعرض لمحاولة تعميم الأكذوبة الصهيونية القائلة “إن فلسطين هي أرض بلا شعب” وعلى الرغم من هذا التزييف التاريخي، والظلم التاريخي الذي لحق بالشعب العربي الفلسطيني بتشريده وبحرمانه من حقه في الحرية و تقرير المصير.
وهكذا فإن احتلال قوات العصابات الصهيونية وحلفائها الأرض الفلسطينية المقدسة المباركة من رب العالمين، وأجزاء من الأراضي العربية المجاورة بدعم من قوى الاستعمار وفي مقدمتهم بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية واقتلاع غالبية الشعب الفلسطيني وتشريده عن أرض وطنه، بقوة إرهاب الحركة الصهيونية المنظم وحلفائها، وإخضاع الباقين منهم للاحتلال والاضطهاد ولعمليات تدمير معالم حياتهم عموما، هو انتهاك صارخ للقيم الدينية والإنسانية والأخلاقية والقانونية وفي مقدمتها مبادئ الحرية والعدل والإنصاف التي نصت عليه كافة الشرائع السماوية والوضعية.
وفي قلب الوطن فلسطين و درة تاجاها (القدس الشريف) وعلى سياجه التاريخي من البحر إلى البحر ومن الناقورة إلى رفح، وفي المنافي القريبة والبعيدة، لم يفقد الشعب العربي الفلسطيني إيمانه الراسخ بحقه في العودة، ولا إيمانه الصلب بحقه في الحرية والاستقلال، ولم يتمكن الاحتلال والمجازر والتشريد من طرد الفلسطيني من وعيه ومن ذاته، فلقد واصل نضاله الملحمي، وتابع بلورة شخصيته الوطنية من خلال التراكم الجهادي النضالي المتنامي، وصاغت الإرادة الوطنية الفلسطينية إطارها السياسي، منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، باعتراف المجتمع الدولي، وعلى قاعدة الإيمان بالحقوق الثابتة التاريخية والدينية والإنسانية والقانونية، وبمساندة شعوب الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم، وعلى قاعدة تلك الشرعية قادت منظمة التحرير الفلسطينية معارك شعبها العظيم، المنصهر في وحدته الوطنية المثلى، وصموده الأسطوري أمام المجازر والحصار في الوطن فلسطين وخارجه..
وتجلت ملحمة الجهاد والمقاومة الفلسطينية في الوعي العربي والإسلامي والعالمي، بصفتها أبرز حركات التحرر الوطني في هذا العصر.
إن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في أرض فلسطين المحتلة وفي مخيمات الداخل الفلسطيني والشتات، قد رفع وتيرة الإدراك الإنساني والأخلاقي بحقيقة الظلم التاريخي الذي وقع على أرض و شعب فلسطين من قبل الحركة الصهيونية وحليفتها حركة الاستعمار العالمي و في مقدمتها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، بالحقوق الوطنية و الدينية و الإنسانية و التاريخية للشعب الفلسطيني إلى مستوى أعلى من الاستيعاب والنضج، وأسدلت ستار الختام على مرحلة كاملة من التزييف ومن خمول الضمير، وحاصرت العقلية الصهيونية التي أدمنت الاحتكام إلى الخرافة والإرهاب في نفيها الوجود الفلسطيني.
وبالتراكم الجهادي النضالي الثوري لكل مواقع الثورة الفلسطينية يبلغ الزمن الفلسطيني أحدى لحظات الانعطاف التاريخي الحادة وليؤكد الشعب العربي الفلسطيني مرة أخرى حقوقه الثابتة وممارستها فوق كامل أرضه الفلسطينية التاريخية.
واستناداً إلى الحق الطبيعي والتاريخي والديني والإنساني والقانوني و في مقدمتها الشرائع السماوية و كذلك الشرائع القانونية الوضعية العادلة، واستنادا إلى حق الشعب العربي الفلسطيني في وطنه وأرضه فلسطين التاريخية من بحرها إلى بحرها ومن شمالها في الناقورة إلى جنوبها في رفح، وتضحيات أجياله المتعاقبة دفاعاً عن حرية وطنهم واستقلاله، وانطلاقاً من حق الشعب العربي الفلسطيني في ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال السياسي والسيادة فوق أرضه .
فإن الشعب الفلسطيني ممثلا بمنظمة التحرير الفلسطينية و قواها الثورية الإسلامية و الوطنية.
يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية الإسلامية وأحرار العالم كافة، نعلن قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية التاريخية وعاصمتها القدس الشريف قلب الأمتين العربية والإسلامية ومركز إشعاع الحضارات الإنسانية كافة، ونقطة ارتكاز السلم و الأمن العالميين.
إن دولة فلسطين في أرض فلسطين التاريخية، في بيت المقدس وأكنافها وباعتبارها مركز الحضارة العربية الإسلامية بل الحضارة الإنسانية العالمية، هي للفلسطينيين وأبناء الأمتين العربية والإسلامية أينما كانوا، فيها يطورون هويتهم الوطنية الحضارية وفي مقدمتها الثقافية والدينية والإنسانية والأخلاقية ، ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق، وتصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية، في ظل نظام ديمقراطي ترعى فيه الأغلبية حقوق الأقلية واحترام الأقلية قرارات الأغلبية، وعلى قيم العدل والمساواة وعدم التمييز في الحقوق العامة على أساس العرق أو الدين أو اللون و صيانة حقوق المرأة، في ظل دستور يؤمن سيادة القانون والقضاء العادل المستقل وعلى أساس الوفاء الكامل لتراث فلسطين الروحي العقائدي والثقافي والحضاري في التسامح والتعايش السمح بين الأديان عبر القرون.
إن دولة فلسطين هي فلسطينية عربية إسلامية كنعانية وهي الجزء الأصيل الذي لا يتجزأ من الأمتين العربية والإسلامية ومن الحضارة الإنسانية العالمية، و بل مركز إشعاعها الحضاري العام، ومن طموحها الآني تحقيق أهدافها المرحلية في التحرر والاستقلال والتطور والوحدة و الديمقراطية، كمقدمة لتكون مركز الإشعاع للحضارة العربية الإسلامية والحضارة الإنسانية عموما، وهي إذ تناشد أبناء أمتها العربية والإسلامية وأحرار العالم مساعدتها على اكتمال ولادتها العملية، بحشد الطاقات وتكثيف الجهود لإنهاء الاحتلال الصهيوني.
وإذ تعلن دولة فلسطين أنها دولة محبة للسلام ملتزمة بمبادئ التعايش السلمي، فإنها ستعمل مع جميع الدول والشعوب من أجل تحقيق سلام دائم قائم على العدل واحترام الحقوق، تتفتح في ظله طاقات البشر على البناء، ويجري فيه التنافس على إبداع الحياة وعدم الخوف من الغد، فالغد لا يحمل غير الأمان لمن عدلوا أو ثابوا إلى العدل.
وفي سياق جهادها ونضالها من أجل إحلال السلام على أرض المحبة والسلام في بيت المقدس، تهيب دولة فلسطين بالأمة العربية الإسلامية وأحرار العالم إلى تحمل مسؤولية خاصة اتجاه الشعب العربي الفلسطيني ووطنه، وتهيب بشعوب العالم ودوله المحبة للسلام والحرية أن تعينها على تحقيق أهدافها، ووضع حد لمأساة شعبها، بتوفير الأمن له، وبالعمل على إنهاء الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية.
وفي هذا اليوم الخالد، في الأول من أيار لعام2020 ميلادي، الموافق 6 رجب 1441 هجريا. ونحن نقف على عتبة عهد جديد، ننحني إجلالاً وخشوعاً أمام أرواح شهدائنا وشهداء الأمة العربية الإسلامية و شهداء الحرية في العالم أجمع الذين أضاءوا بدمائهم الطاهرة شعلة هذا الفجر العنيد، واستشهدوا من أجل أن يحيا الوطن، ونرفع قلوبنا على أيدينا لنملأها بالنور القادم من وهج ملحمة الصامدين في فلسطين المحتلة وفي الشتات وفي المهاجر، ومن حملة لواء الحرية، نسائنا وأطفالنا وشيوخنا وشبابنا وأسرانا وجرحانا المرابطين على التراب المبارك المقدس وفي كل مخيم وفي كل قرية وفي كل مدينة، والمرأة الفلسطينية الشجاعة حارسة بقائنا وحياتنا، وحارسة نارنا الدائمة، ونعاهد الله سبحانه و تعالى و أرواح شهدائنا الأبرار، وجماهير شعبنا العربي الفلسطيني وأمتنا العربية و الإسلامية وكل الأحرار والشرفاء في العالم على مواصلة الجهاد و النضال المقدس من أجل جلاء الاحتلال الصهيوني، وترسيخ السيادة والاستقلال، إننا ندعو شعبنا العظيم إلى الالتفاف حول رايته والاعتزاز بها والدفاع عنها لتظل أبداً رمزاً لحريتنا وكرامتنا في وطن سيبقي دائماً وطنناً حراً لشعب من الأحرار.

و الله ولي التوفيق
باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني و الأمتين العربية و الإسلامية و كل الأحرار في العالم.

ياسر عرفات
رئيس دولة فلسطين
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح )
( بواسطة وكيله )
مدحت البدري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق